العزيز نيوترال
تحياتي

ايه يا عم ؟
بالراحة يا سيدي .. الناس ديه مش قدك.
صراحة يا نيوترال فيه مواضيع بتكتبها بتحمل عدوانية ظاهرة للعيان.
و أنا بصراحة مش حابب خالص أسلوبك في تقريع المؤمنين و كأنهم حمير و أغبيا زي ما بتقول.
أنا ملحد و كنت بتضايق لما واحد مؤمن يتنطنط عليا و يعمل لي فيها برم و يعلمني إزاي أفكر.
و كنت برد بعدوانية مماثلة.
الفكرة يا عزيزي لازم تختلف بالنسبة للمؤمنين و اللادينين.
إنت ليه بتعمل زيهم, المفروض أن تختلف طباعنا.
المفروض أن نشعر بالمضطهدين فكريا لا أن نمارس إضطهادا فكريا.
الفكرة مش سباق من منا الأذكى ...
بالنسبة للمؤمنين هي سباق ذكاء.
المسلمين يظنون انفسهم أكثر ذكاء لهذا هم مسلمون.
المسيحيون يظنون أنفسهم أكثر ذكاء لهذا هم مسيحيون.
لا يجب أن يكون الملحدون بنفس الأفكار يظنون أنفسهم أذكى من الباقين لهذا هم ملحدون.
لا تنظر لها بتلك الطريقة يا عزيزي ...
بالنسبة لي أنا أعتبرها تعتمد أولا على الإجتهاد ..
بقدر ما إستطعت إعتنقت أفضل معتقد أعرفه.
ليس بالضرورة أن يكون هو أفضل المعتقدات فعلا (أيا كان ذلك المعتقد) و لكني بقدر ما إستطعت وصلت.
بحسب مستوى ذكائي ...
بحسب موضوعيتي ..
بحسب ما يهمني الموضوع فكرت, و قررت ان اعتنق الإلحاد.
لا أحقد على أحد و ألوم أحد و لا أحتقر أحد و لا أعتبر نفسي أفضل من سواي لأنني ألحدت.
أنا قد أكون مخطئا ...
لو إفترضنا أن ذكائي يساوي 8 من عشرة و هو ما أوصلني للإلحاد.
فقد يكون هناك من يملك ذكاء 8.1 من عشرة و إعتنق دينا ما ...
و لن أتحدث عن مستويات ال 9 من عشرة فيما فوق.
أنا لن احقد على أحدا فأنا لست مضطرا أن أقفز فوق مستواي ..
أنا احب ما أنا عليه حتى و لو عرفت أن الاذكى يعتنق شئ آخر فأنا لا أريده.
أنا لا أريد سوى أن أعيش بقدر ما املك من ذكاء و من إجتهاد ...
لا أريد ان اجاري من يملك ذكاء أكثر أو ما إلي ذلك ...
ثم أنا لا أرى الموضوع هو سباق ذكاء أصلا ...
أنا أراه حاجة نفسية و ظروف معيشية ...
و هو نفس السبب الذي جعلني ملحدا ..
كنت أقول أن البابا شنودة نفسه لو كان تربى مكان الشعراوي لصار شعراوي آخر.
لا فضل للبابا في شئ.
هو لم يذهب إلي الكتاب و لم يتعلم أن محمد هو افضل خلق الله و لم يحفظ القرآن.
ليس له فضل في شئ.
و لو كان الشعراوي قد ولد مكان نظير جيد لكان البابا شنودة.
الإنسان ما هو إلا صفات وراثية (الجينات) + بيئة ... و لا فضل لأحد في شئ.
بالنسبة لي كان أبي (و مازال) مسيحيا أرثوذكسيا متعصبا و هو من صور لي الله بطريقته.
أنا عن نفسي بحثت و قلت لعلني ظلمت الله و تصورته بغير ما فيه.
عزلت كل الافكار المسبقة و حاولت التعرف على المسيحية بقدر ما إستطعت من موضوعية و رفضتها.
هل لاحظت حكاية (بقدر ما إستطعت) ..
قد لا أكون موضوعيا و قد لا أكون ذكيا و قد لا اكون حاولت أصلت ..
قد أكون أحببت الحرية فرفضت الله بغير منطق ولا فكر سليم ... لا يهم
أنا أظن انني فعلت كل ما بوسعي و هذا هو المهم.
لا أشعر بالتهديد من احد ... و من يصل إلي ما وصلت فهو فكره و ظروفه و إجتهاده.
و من وصل إلي شئ آخر فهو ايضا فكره و تصوره و إجتهاده.
لن اكون أكون أفضل من أحد لو كنت أذكى أو أكثر إجتهادا ..
و لن أكون اسوأ لو لم أكن.
على العموم أعتقد أن هناك ما يجب أن يجمعنا.
إحترامنا للآخر.
إحترامنا لفكر الآخر و إجتهاد الآخر و ذكاء الآخر و حق الآخر في الخطأ.
واخد بالك يا نيوترال ... حق الآخر في الخطأ.
من حقي أن أخطئ في فكري و لكن ليس من احقي أن أفرض فكرا صحيحا على الآخرين.
لأن الخطأ و الصواب نسبيين ... الجميع يفكر و لا يوجد من أهو أفضل من الناس يفكر للجميع و يحكم أن فلانا على خطأ و فلان على صواب.
هذا هو فكر المؤمنين ...
هم يفكرون انهم على حق لأن الله قال لهم ذلك ... هو المرجعية في أن الىخرين كلهم على خطا.
و لكن الملحدين ليسوا كذلك ...
المفروض اننا نعلم أنه لا يوجد إله و لا توجد مرجعية للصواب و الخطأ سوى الإنسان.
و على فالخطأ و الصواب نسبيين.
و لا يحق لاحد أيا كان أن يسخر من احد أو يتهمه بأنه حمار او غبي أو لا يفقه شيئا.
أنا حين أتهم متدين أقول انك لست منطقيا في تلك النقطة أو هذة.
انت لم تكن إنسانيا حين فعلت كذا.
و لكني لن أقول له أنك كنت غبيا .. حتى و لو ظننت هذا.
لأن كما قلت لا يحق لي أن احكم عليه .. لإختلاف العقول و الظروف و .. ألخ.
ثم ان هناك حكاية أخرى نستطيع ان نقيس بها ..
فلنكن عمليين اكثر.
لو كان الدين سيؤثر على إنسان تأثيرا جيدا فيجعله مشرقا و حيويا يحب الناس و يحترمهم.
و لو كان تركه للدين سيجعله كارثة متحركة فاهمل نفسه و مستقبلة و علاقاته و هكذا.
كان الدين أصلح له.
و لو كان هو من يؤثر عليه تأثيرا سيئا و الإلحاد هو من يعيده للحياة .. فتركه للدين أفضل.
هناك الحقيقي و هناك الأنسب.
هنا نحن لا نقيس المعرفة بحقيقتها بقدر ما نقيسها بتاثيرها.
و التأثير الأفضل هو ما يجعل المعتقد أفضل.

نداء اوجهه للجميع.
فلنحترم الآخر و حقه في الإجتهاد و حقه في الصواب و الخطأ.
و لنحترم أفكار بعضنا البعض .. فلنحترم الثراء الفكري الذي يحرك عقولنا و يحفظ لنا إنسانيتنا.
فنحن اهم من الله و الاديان كلها.
نحن و ما بيننا اهم من كل فكر و كل عقيدة.
الفكر و العقيدة من اجل الإنسان و ليس العكس.

عذرا للإطالة و الإستطراد.
سأحاول ان اتفادى الحكاية ديه المرة الجاية.
و سلامي للجميع.