اقتباس:هذا ما نريد أن نوضحه ...أنتم تعيشون بثقافة 1200 عام مضوا تقريباً ،و هذه الثقافة لا تصلح لهذا العصر ،و يجب أن توجد تخريجة له .

اسمح لي بداية بان اقول لك بأن مفهومك للدين جامد و تعميمي و متحجر.. فأنت تخلط بين المفاهيم الاجتماعية و الموروثات الثقافية و التاريخية و تضعها كلها في اطار واحد تسميه الدين, فاذا تخلصنا من عبئ هذا الدين تخلصنا من كل ما يعيق تقدمنا...

الدين (كما تصطلحه انت) ما هو الا مكون من مئات المكونات الاخرى التي تشكل الخصائص لمجموعة او مجتمع ما, و اساسا فان مصطلح الدين الاسلامي لا تصف شيئا واقعيا على الارض, هناك تيارات اسلامية, و مفكرين اسلاميين, و مفاهيم و تفسيرات و استنتاجات اسلامية كلها تتفاعل في محيط من المؤثرات السياسية و الاجتماعية و التاريخية الخ...

لذلك تجد مثلا ان المسلم اللبناني "منفتح" اكثر من القبطي الصعيدي, أو ان المسلم القروي متعصب اكثر مما يأمره به "دينه" في امور معينة.. او ان الاصولية الاسلامية المتشددة لم تكن موجودي في بدايات القرن الماضي, او ان بن لادن لم يظهر ابان الاستعمار الانجليزي...

اقتباس:و قبل النهاية ،تذكر أن هذه المعاهدات التي تحدثت عنها هي معاهدات أيام ضعف المسلمين و ليس ايام قوتهم ،و تعتبر اجراء سياسي استراتيجي بحت

التحالفات التي عقدها الرسول جاءت بعد استباب الامر له في المدينة و نشوء الدولة الاسلامية, و النكوث جاءت دوما من الطرف الاخر, لذلك فان ما تدعيه هو من باب ال" لو" التاريخية...

غزوة تبوك -من جهة اخرى - كانت من اواخر غزوات النبي, و اعتقد ان المسلمين انذاك فسروها و فهموها افضل مما تفهمها و تفسرها انت , و هي قد اتخذت -على كل حال- تقليدا مارسه المسلمون مع كل الشعوب الاخرى طيلة فترة حكمهم فيما بعد...

تحياتي