ما كنت بدي رد
بس لانو ابو خليل علق

كتاب مفتوح إلى آل الأمين

عاصم الامين




آل الأمين هم اليوم "A la une"، واقول لأبناء العم الذين لا يجيدون الفرنسية وهم كثر ان هذه العبارة تعني ان أخبار العائلة وتصاريح أقطابها تتصدر الصحف ووسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية. فما ان توقفت المعارك وخفت حدة العدوان حتى شعر أبناء العم بفراغ شاؤوا ان يملأوه بأصواتهم الصادحة بتقاذف التهم والتجريح ببعضهم البعض، ولم يتخلف عن ذلك بعض علمائهم لا بل كانوا البادئين،
أما بعد،
وبما انني فرد متواضع من افراد آل الأمين اقول لأبناء العم، ومنهم بشكل خاص اصحاب العمائم الذين ننحني دائما، شئنا أم أبينا، أمام عمائمهم احتراما وإجلالا مهما كان تقييمنا للرؤوس التي تقع تحت تلك العمائم لأنها شعارنا وشرفنا وانتماؤنا.
أقول: لم يسبق للعائلة ان لاكتها الألسن كما تلوكها اليوم، وهي الضاربة في التاريخ حتى النبي الكريم، وأنجبت على مرّ ذلك التاريخ أعلاما يشار إليهم بالبنان في الفقه والإصلاح الديني واللغة والسياسة والشعر والأدب، ولكن هؤلاء لم يسمحوا لأنفسهم مرة واحدة ان يتباروا على الملأ ولم يسقطوا في الإنحياز لا تجريحا ولا مديحا، وأما آراؤهم في الدين والمجتمع والسياسة على اختلافها فها هي محفوظة أبدا في قلب التاريخ تشهد بنفسها على نفسها دون ضجة، لأنها وقعت في الوقت المناسب وفي المكان المناسب.
وبناء عليه وبما انكم تتمادون في الظهور الاعلامي تأييدا لجهة او معارضة لجهة أخرى، فإني أطلب منكم القليل من الصمت، لأن أصواتكم بدأت تخدش أذني وتثير في نفسي الانزعاج. من قال لكم ان إبداء آرائكم مطلوب وضروري؟ ومن أقنعكم انها تفيد البلاد والعباد في هذا الظرف الصعب الذي يمر به الوطن عامة والطائفة الشيعية خاصة؟ أليس ان الكلام إذا كان من فضة فالسكوت من ذهب؟ انكم تزعجون جموع العائلة وتحرجونها. أصبح شغلنا الشاغل في هذه الأيام الرد على سيل الأسئلة الذي ينهمر علينا من الأصدقاء والزملاء والمعارف والخصوم والشامتين على السواء وليس أقلها: من يقف وراء العالم الفلاني من آل الأمين؟ ومن يمول الآخر؟ ما هي انتماءات فلان ودوافع الآخر؟
إعلموا، وأقولها لعلمائنا ولمثقفينا ولصبيتنا أيضا! ليس من السهل على عائلة ان تحتل المكانة التي يحتلها آل الأمين بفضل أجدادهم الميامين، فلا تعبثوا بهذه المكانة ولا تغامروا بسمعتكم وتاريخكم. إن ما تقدمون عليه لا يرفع من قدركم أبدا حتى لو كانت آراؤكم قمة الحكمة والصواب، لأنها لا تقع في محلها مكانا وزمانا. وإن تصرفاتكم تهز منزلتكم الرفيعة المترفعة الاستثنائية الى حضيض انتماء عادي الى جهة عادية ضد جهة عادية أخرى، وهذا ليس من شيم العائلة. إن كلا منكم في موقعه أكان عالما أم سياسيا أم شاعرا أم أديبا أم موظفا، يتمتع بحب الناس وبالسمعة الطيبة. ومعروف عنكم بالبداهة انكم سادة نجباء وطنيون مجاهدون أحرار، والى ان تنجلي الغيوم التي تحيط بالوطن، أرجو ان تضعوا في أفواهكم قليلا من الذهب، وان لا تضيفوا الى الغبار غبارا، والى الضباب ضبابا، والله من وراء القصد.