عزيزي, سعدت بنأي نفسك عن المفهوم النمطي المغلوط للدين, و ذلك امر هام جدا احترمه فيك و يفشل معظم الناس الذين تحاورهم في تقبله,
فتجد بعض الزملاء مثلا يقولون لك الاسلام ذبح, و الاسلام ارهاب الخ من الاحكام التعميمية المضللة متناسين تحليل الظروف و الخصائص و الاسباب و المؤثرات التي لا تعد و لا تحصى...

انا شخصيا عندما اقيم اي انسان, و قبل الحكم عليه من خلال دينه, احكم اليه من خلال خلفيته الاجتماعية اولا - التي لها التأثير الاكبر عليه- ثم التفت الى الخصائص الاخرى كمستوى التعليم و نوع عمله و تاريخ عائلته....
الدين غالبا ما يأتي بعد تلك الخصائص اهمية.. (و ايضا يعتمد الامر على اي مذهب او تيار او عالم دين ) ...


هذا على صعيد فردي, اما على صعيد عام ( كمجتمعات و بلدان) فان الدين ايضا يأتي في مرتبة متأخرة في قائمة المؤثرات الطويلة...
خذ مثلا الولايات المتحدة و المكسيك, هل تعزو تقدم الاولى على الثانية لاسباب دينية بروتيستانتية و كاثوليكية؟ هل خط الحدود الفاصل هو خط ديني؟ ام الامر معقد اكثر بكثير؟
نفس الامر بين ماليزيا المسلمة و تايلاند, او الفلبين المسيحية؟
تركيا "حيث العلمانية المتوحشة", هل استطاعت ان ترقى الى مصاف الدول الاوروبية؟ ام ان هناك امورا هائلة اخرى -عدى عن الدين- تحول دون ذلك؟
حتى في اسرائيل, حيث الفروقات الشاسعة بين ابناء الدين الواحد بين الاشكيناز و السفرديم و الفلاشا, لماذا هناك فروقات في "التقدم و التحضر " مع ان دينهم واحد؟


في النهاية , و كما قلت سابقا, اعتقد اننا متفقين على الكثير من الامور, ربما لأننا ننتمي الى بلدين شقيقين - انت سوري على ما اعتقد ؟- لذلك اجد ان محاورتنا سهلة و سلسة -برغم اختلاف ديننا اكثر من محاورتي لقطقط او العراب مثلا ابناء البيئة المنغلقة و المتعصبة (سواء اكانت مسيحية او مسلمة او اي شيئ اخر)....

تحياتي...