تحية

الزميلان علي نور الله و داعية السلام الى الله...

من الواضح أن ثلاثتنا يستخدم نفس "المنهج" في التقصي ,يبتدأ هذا المنهج أولا بوضع "الفرضيات" أو بتبني "النظريات", ثم يبدأ بالبحث عن ملاحظات تؤيدها, المشكلة في طريقة التفكير هذه , أن النظرية تبقى نظرية قائمة إذا لم يؤيدها أية ملاحظة , بشرط أن لا تكذبها أية ملاحظة,و هذا يعني أن كل نظرية تبقى قائمة بإنتظار قرينة تكذبها, يزداد وضع هذه الطريقة سوء عندما تستخدم في مجال دراسة التاريخ و علم النفس و القضايا النظرية عموما, بإعتبار أن هذا النوع من القضايا غير خاضع لمعايير التجريب و لا يمكن إدخال نظرياته الى معامل الإختبار لتفحص بشكل عملي ,و إنما تعتمد بشكل صرف على "اللغة" التي يمكن التحكم بها بسهولة لتصنيع قرائن التأييد أو دلائل الدحض , و قد يتطور الأمر الى حد إبتكار مفاهيم لغوية جديدة لتبقى النظرية في مكانها بعيدة عن معاول الهدم و خاصة إذا كانت ذات منشأ نفسي , فيصبح التعلق بها سيكيو لوجيا ذو طابع "ذاتي" مشحون عاطفيا. اقول قولي هذا حتى نتجاوز أنا و أنتم مرحلة "الإتهام" بإمتلاك فكرة مبيته و الإنطلاق من فهم مسبق التصنيع.

عاش "النبي" في وسط يتقرب من الأصنام , جده عبد المطلب و المتكفل الأول بتربيته بعد وفاة ابيه كان من المشرفين على الكعبة "خزان الأصنام الكبير" , كان يقدرها و ينحر لها, و لا بد أنه أورث ربيبة محمد شيئا من هذا الإرث , ثم جاء بعده أبو طالب و كان بدورة مشرفا على الكعبة و مؤمنا بأصنامها, و كان نفسه يحمل اسم صنم مقدس يدعى مناف,و البيئة المكية كلها كانت وسطا يضع الأصنام في محل مرتفع من التقدير و الإحترام و التقديس,في هذا الجو , و بنظره "موضوعية" للأمر يجب أن لا نستغرب أن يشب النبي و في نفسه هوى أو ميل الى الأصنام نتيجة طبيعية لما أستنشقه من هواء مجبول بها,فمن غير المعقول أن ينشأ "النبي" و فيه نزعة "خلقيه" ليكره الأصنام , و نحن نفترض عدم تدخل أية قوى خارجية بالأمر .

التجربة الشخصية التي خاضها "النبي" مع الأصنام بينت له عقم التودد أليها, و لعلة أستنتج بنفسه عدم جدواها بإدراكه أنها رموز "لا تضر و لا تنفع" , و الأفضل من ذلك التوجه مباشرة الى "الله" دون المرور عن طريق وسائط مساعدة, و يرد في القرآن "منولوجا داخليا" شبيها بهذه المحاكمة على لسان ابراهيم في سورة الأنعام الأيات "75-79"
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
قد يكون "محمد" سائل نفسه بذات الطريقة عن جدوى الأصنام ووصل الى ذات النتيجة التي وصل أليها سلفه ابراهيم , و أنا أفترض أن ابراهيم "القرآني" عاش ظروفا مشابهة للظروف التي عايشها ابراهيم من قسوة قومة و عشيرته , و عدم تقبلهم لأفكاره و كان يعيش في بيئة وثنية تشبه البيئة التي عاش فيها محمد فمن المنطقي أن تعتمل في دخيلته ذات التساؤلات .لذلك أرى أن تقرب محمدا من الأصنام ضروريا لكي يصل الى النتيجة التي حدت بها بإبعادها عن الحياة الدينية , و هو من المستحيل أن يصل الى هذه النتيجة دون أن يكون قد لمس شخصيا قلة مردود التودد للصنم .
في سورة الضحى مثل جيد يضربه القرآن للشخص "الضائع "كليا , فلا أهل يهتمون به و لا مال يعينه و ضلال ديني تام , و فجأة يأتي المخلص لينتشله دفعة واحدة من عالم التوهان و الضياع الى عالم جديد نقي مناسب,و لا أجد داع أن نرفع عن "النبي" أية قدرات إنسانية خاصة مكنته من تلمس طريقه لإتمام دعوته ,و إرجاع كل شيء الى قوى خارجية ألهمته أن يبتعد عن الأصنام , و يمتنع عن الأثام الأخرى , بإحاطته بسور من الملائكة أو جدار عال من العصمة , و كأنه يتحول الى آلة تتلقى برنامج مبيت من اللهه لتفعل هذا و لا تفعل ذاك , و نكون بذلك قد ظلمنا "النبي" ظلما كبيرا بإخراجة من دائرة الجنس البشري العاقل المفكر الذي يجيد المحاكمات العقلية , القادر على التمييز , و بإلحاقة بعالم "الروبوتات" التي تعمل بالريموت كنترول الرباني.
فإذا كان محمدا شخصا معصوما , لم يرتكب إثما بناءا على رغبة ألهية , و ليس تلبية لدافع أخلاقي , فماذا كان يفعل في غراء حراء , هل كان يتأمل و يحاكم و يستنتج , أم كان يبحلق في جدار الكهف منتظرا الأمر التالي لينفذه ,و ماذا كان يفعل قبل الحروب و المواقع العسكرية التي خاضها ,ينتظر الملائكة لتقاتل عنه , أم كان يخطط بذكاء و يحث مقاتليه على التفان و يتخذ كل أسباب الحيطة و الحذر , و يضع على جسده الدروع كما يفعل المقاتل الحريص على النصر و السلامة.أنا أعتقد أن محمدا كان رجلا ذكيا و ذكاؤه من النوع الإنساني الرفيع الذي يدرس أماكن الضعف و يستغلها , و يعرف أماكن القوة فيتجنبها و يعمل على إضعافها ,يستغل الفرص السانحة , و يمنح الفرص و الإتاحات .و هذه الملاحظات واضحة كل الوضوح في سيرته , و يمكن تفسير تاريخة كله على أساس موضوعي دون تدخل لقوى خارجية على الإطلاق ,الإصرار على إقحام الإمدادات التي تأتيه من خارج الطبيعة , تسلبه نقطة كسبها بقدرته الشخصية .

علي نور الله(f) :

اقتباس:لن احول الحوار الى من الذى وقف الى جانب الرسول الاعظم و من الذين فروا فى احد و اعدوا سفيرا الى قريش ليطلب منهم الامان .

لقد حولته و الي كان كان , و أنت تعزي النصر الى عامل بعينه و تلونه بالأحمر , و يمكنني أن أرجع الى مراجعك ذاتها و أستخرج لك أسماء أبلوا بلاءا يشبه بلاء علي , مثل أبو دجانه , و قزمان, و يجب أن لا ننسى و نحن نسطر سجل الأبطال أن نسجل أبطال الطرف الثاني من قريش و أذكر لك ضرار بن الخطاب .

اقتباس:من هؤلاء النساء كانت هند بنت عتبة زوج ابى سفيان سيد قريش
هل يقدم السيد العربى القرشى الذى يدفن ابنته خوفا من العار على تقديم زوجه او ابنته كطعم حربى ؟؟؟؟؟

أعتقد أولا أن دفن الإناث كان "خشية إملاق" بشكل رئيسي كما يذكر القرآن ,طبعا أنت لا تتصور أن هند كانت زوجة ابو سفيان الوحيدة و و كل من أخذ أمرأة معه لم يأخذ أمرأته الوحيدة و بعضهم أخذ أثنتين من نسائه , و قد بلغ المجموع خمس عشرة أمرأة, سيدي كنت قد ذكرت أن القوم كانوا مقدمين على حرب ,و هم من بدأها و خطط لها و حدد مكانها لذلك كان أفتراض النصر متقدما على أقتراض الهزيمة , و كل من يأخذ النساء معه في حربة يكون قد عقد العزم على النصر و ألغى من قاموسة أي ذكر للهزيمة و هذا ما تعاقدت عليه هوازن و ثقيف في حنين, لذلك لا أجد وجود النساء مع قريش في أحد عائقا في وجه "فرضيتي" بل على العكس تقويها.

اقتباس:سبب النصر في معركة بدر الكبرى في الحقيقة يعود بلا ريب لسيف الإمام بالدرجة الأولى

علي مقاتل فذ بلا شك , و لكن لا أستطيع أن أعزي النصر في معركة شارك بها نيفا و ثلاثمائة مقاتل الى شخص واحد , و كنت قد عددت الكثير من عوامل الهزيمة عند قريش و الكثير من عوامل النصر عند المسلمين , و أن كنت تريد مني أن أزيد عامل إستبسال بعض مقاتلي المسلمين فلك ذلك , و لكن هذا الإستبسال يفقد معناه عند هزيمة أحد , فإذا راجعنا أسماء بواسل بدر نجدها تقريبا متطابقه مع أسماء الذي لم يفروا في أحد , يعني أن أستبسال البواسل لا يكفي لصنع النصر و قد أستبسل هؤلاء في كلا المعركتين و قدموا أداءا واحدا و لكن النتيجة كانت مختلفة و هذا يعني أن أسباب النصر و الهزيمة أكبر من أستبسال البواسل .

اقتباس:و القران ذكر الضلال بمعنى الاختفاء و الغياب
و تفضل :
1.
ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون

تفسير لبقرطبي الأنعام 94 :
وَضَلَّ عَنْكُمْ

أَيْ ذَهَبَ .
2.
فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى اذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا اين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين

تفسير القرطبي الأعراف37 :
قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا

أَيْ بَطَلُوا وَذَهَبُوا . قِيلَ : يَكُون هَذَا فِي الْآخِرَة .

3.
هل ينظرون الا تاويله يوم ياتي تاويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا انفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون

تفسير القرطبي الأنعام 6 :
وَقِيلَ : ( وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) أَيْ فَارَقَهُمْ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه فَلَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ شَيْئًا ;4.

وقال موسى ربنا انك اتيت فرعون وملاه زينة واموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم

تفسير القرطبي "يونس 88"
رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ

اُخْتُلِفَ فِي هَذِهِ اللَّام , وَأَصَحّ مَا قِيلَ فِيهَا - وَهُوَ قَوْل الْخَلِيل وَسِيبَوَيْهِ - أَنَّهَا لَام الْعَاقِبَة وَالصَّيْرُورَة ; وَفِي الْخَبَر ( إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا يُنَادِي كُلّ يَوْم لِدُوا لِلْمَوْتِ وَابْنُوا لِلْخَرَابِ ) . أَيْ لَمَّا كَانَ عَاقِبَة أَمْرهمْ إِلَى الضَّلَال صَارَ كَأَنَّهُ أَعْطَاهُمْ لِيُضِلُّوا

ملاحظة:
التضليل بتغييب الحق و اخفاؤه

5.
اذ قالوا ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة ان ابانا لفي ضلال مبين


تفسير القرطبي يوسف 8 :
إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
لَفِي خَطَأ بَيِّن بِإِيثَارِهِ يُوسُف وَأَخَاهُ عَلَيْنَا

ملاحظة:
لا يعنى ذلك انه مشرك او ضال عقائديا

6.
قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم


تفسير القرطبي يوسف 95
وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَابْن زَيْد : لَفِي خَطَئِك الْمَاضِي مِنْ حُبّ يُوسُف لَا تَنْسَاهُ . وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر : لَفِي جُنُونك الْقَدِيم


ملاحظة:
ايضا لا تعنى الشرك او الضلال العقائدى

7.

والقوا الى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون

تفسير القرطبي النحل 87

وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ

أَيْ زَالَ عَنْهُمْ مَا زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَان وَمَا كَانُوا يُؤَمِّلُونَ مِنْ شَفَاعَة آلِهَتهمْ .



8.
واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر اعرضتم وكان الانسان كفورا

تفسير القرطبي الإسراء 67
ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ

" ضَلَّ " مَعْنَاهُ تَلِفَ وَفُقِدَ ; وَهِيَ عِبَارَة تَحْقِير لِمَنْ يَدَّعِي إِلَهًا مِنْ دُون اللَّه

ما زلت لا أجد معنى الإختفاء في معنى ضل ,و كل الأيات التي جئتني بها تفيد أن الضلال يفيد معنى الضياع و فقدان الرشاد و بعضها يعني الدعوة مع الله الها آخر.
الزميل داعية السلام الى الله..

[QUOTE]الرسول صلوات الله وسلامه عليه لو لم يكن من العرب الحنفاء لكان هذا أشهر من نار على علم , وكان أول ماعيّرته به قريش هو انقلابه على ( آلهته ) ولكان القرآن فاض بالردود على هذا الزعم غير الوارد ولا المطروح أصلا ! لا أدري عم تتحدث أنت ! هل كانت هذه العبادة في غرفة مظلمة في الخفاء أم ماذا ؟
.
.
فكما ترى ياجقل : هناك تفاسير كثيرة تحتملها لغة العرب قد أتيت لك ببعضها , ولو كان المعنى الذي في رأسك ممكنا لكان القرآن رد على المشركين في اتهاماتهم الصريحة للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يسجد مثلهم لغير الله , وليس هناك آيات مثل ذلك في القرآن مطلقا , بل ولا في الأحاديث , فلماذا تريد أن تفرض الظني على القطعي ؟ أو بعبارة أخف : الأضعف دلالة على الأقوى ؟

أفترض أن "النبي" مر بتجربة التقرب الى الأصنام , نتيجة لوجوده في وسط يتقرب أليها و أحاول أن أجد شواهد على ذلك ,و قد وجدت في كلام ابن الكلبي و اليعقوبي و ابن اسحاق و هي أخبار واردة في المداخلات السابقة , و أخيرا وجدت في هذه الأية دليلا قويا على ذلك , خطاب قرآني مباشر يوصف حالة "النبي" , و هي ليست إتهام على الإطلاق و ليست موجبة للوم أحد , بإعتبار أن الفقر حالة إقتصادية لا يمكن أن يتحكم المرىء بها تمام التحكم , و اليتم حالة إجتماعية لا يملك من أمرها شيئا, و الضلال "عبادة الأصنام" هي حالة كل قرشي ,و قد مر بعض الأحناف بهذه المرحلة و عبد بعضهم الأصنام ثم أنصرف عنها , و لم يكن ذلك مدعاة ليسبه أحد أو يلومة أحد , و بعض الأحناف حرم على نفسه الخمر ,و بعضهم حرم الزنى , و ليس لهذه الأسباب ثارت ثقريش على محمد لأنه في الحقيقة أكتسب لقب "الأمين" كما تقول الروايات لأنه كان شخصا مستقيما أبتعد عن بعض ممارسات قريش كشرب الخمر و الزنا , و هو أبتعد كذلك عن عبادة الصنام , و لم أنكر أنه كان من الحنفاء فكثير من سلوكياته قريبة من سلوك الأحناف , و لكن أنكر أن لا يكون قد مر بما مر به الجميع , و لا أجد مبررا أن تتولد في نفس محمد كراهية للأصنام قبل أن يختبر قوتها , و أنا أقرأ في خبر هدم خالد بن الوليد للعزى بعض التخوف الذي ابداه "النبي" من هدمها و أليك الخبر كما أورده ابن الكلبي :
"حدثنا العنزي أبو علي، قال: حدثنا علي بن الصباح، قال أخبرنا أبو المنذر، قال: حدثني أبى عن أبى صالح عن ابن عباس، قال: كانت العزى شيطانةً تأتي ثلاث سمراتٍ ببطن نخلة. فلما افتتح النبي" صلى الله عليه وسلم" مكة، بعث خالد بن الوليد، فقال له: إيت بطن نخلة، فإنك تجد ثلاث سمراتٍ، فاعضد الأولى! فأتاها فعضدها. فلما جاء إليه " عليه السلام"، قال: هل رأيت شيئاً؟ قال: لا. قال: فاعضد الثانية! فأتاها فعضدها. ثم أتى النبي "عليه السلام"، فقال: هل رأيت شيئا؟ قال: لا. قال: فاعضد الثالثة! فأتاها. ...الخ"
ألا يمكن أن نقرأ في هذا الخبر تخوف "النبي" من عواقب هدم العزى لذلك أمر خالد أن "يعضدها" واحدة واحدة و ينظر أن يرى شيئا قبل أن يتم عمله...

شكرا لإهتماكم و مودتي