لماذا يتم اعتماد ما ورد في الإسلام عن الشيطان ( إبليس) على أنه الحق وترجيحه على ما ورد في الكتاب المقدس؟

النظرة الحيادية - اللادينية طبعاً - ترى أن ما يطرحه الإسلام - كمعتقد غيبي - هو نوع من التطوير والتعديل على النظرة إلى إبليس من كونه معادلاً في القوة للإله إلى مخلوق ضعيف مقارب للإنسان في كونه مسيراً وله ذرية!

هذا التطوير والتعديل جعل الإنسان والشيطان في مرتبة صراعية واحدة بعد أن كان الصراع السابق بين الشيطان ( إبليس) والإله والذي جعله الإسلام منتهياً بقول إبليس : ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ).

لكن ما الهدف من وراء كل هذا التعديل؟!

الهدف هو أيضاً تطوير لفكرة الخطيئة الأولى الملاصقة للإنسان في الدين المسيحي .. فبدل أن يكون الخطأ أصلياً في الإنسان ويستوجب بالتالي الإيمان بالمسيح المخلص وما يستتبع ذلك من إشكالات متعلقة بطبيعة المسيح التي أدت إلى ظهور الكثير من الطوائف المتعاكسة في هذه المسألة، جاء الإسلام ليجعل هذا الخطأ في مصدر خارجي ملاصق للإنسان من يوم مولده إلى يوم موته .. ولا نجد أي اختلافات كبيرة بين الطوائف الإسلامية في هذي المسألة.