بيقال أن سيد قطب فى بدايات حياته الفكرية , كان يؤمن بأن بلا الدين لا يمكنك السيطرة على المجتعمات البشرية الهمج . حتى ويل ديورانت فى قصة الحضارة , نقل أشاعة أسريت عن فولتير أنه فى صغره كان يُدرس وثيقة سرية تتكلم عن أن الأديان ما هى ألا وسيلة فى يد الحاكم للسيطرة على الشعب .

ويمكنك مراجعة موضوع ثندر - ناقلا عن الدكتور مصطفى حجازى عن سيكلوجية الأنسان المقهور .. كيف يلجأ للدين , وقصص دراما هروبأ من الواقع الأليم , وكيف يساعد الحاكم بتوفير ورعاية المواد الدينية كوسيلة لتأمين عرشه .

وليس لأنك ترفض الدين - يعنى أنك تقبل الألحاد ... فكلهم شر , أنا شخصياً لا أقبله !
مشكلة الألحاد أنه عقيدة , ويتحرك متبعيه على هذا الأساس .. مهما يجعلنا نخلص من عقيدة , لنقع فى براثن الأخرى .
لم يرتبط الألحاد يوماً بالحرية , وحقوق الأنسان , والعدالة الأجتماعية .. بل على العكس , لربما أصبح شراً منها . وهذه مشكلة العقائد دائما تبحث عن جنود تجعلهم عبيد لها ... وما حدث فى فرنسا من قوانين منع بعض شعائر لمتبعين دين ما أثرا مما يمكن أن يحدث .. فضلا عن أن الألحاد لم يستطيع حتى هذه اللحظة معالجة الفراغ الروحى الذى هو جزء من تركيبة الأنسان فى شعوبها .


وأعتقد أن ما فعله فولتير فى أخر حياته , كان أبلغ المثل على هذا .. عندما بنى كنيسة يعبد الناس فيه الله , وكتب عليه ( من فولتير الى الله ) . أعتقد أن هذا كان أبلغ المثل على فكرة أن الله ليس ملك أحد .

ولهذا قال حكيم الزمان ( سقراط ) عندما سأله أحد تلاميذه , يا معلم ماذا بعد الموت ؟
قال : - لو كان الله موجود لحاسبنا . واذا لم يكن فنوم الى الأبد .


اذا كان أثبات أن الله غير موجود مستحيل , فنفى وجوده اذا أكبر أستحالة لأنه أساس فكرة العدالة الأجتماعية , ولا وجود للعدل ورفع الظلم ألا بوجود أسمه ..(f)

تحياتى