تحية
خالد أهلا..
نبيل حاجي رائف شكرا لك و أهلا بك.
الزميل
حسان المعري تحية جديدة...
اقتباس:أنصحك بالقراءة أكثر في تاريخ العالم القديم بسياقه الحقيقي وبرؤية محايدة
شكرا لنصحك , و أعدك بأني سأفعل...
اقتباس:عبد المطلب - كما تقول - قدم القرابين للأصنام بالتالي عبدها فما الداعي لأن ينكر المؤرخون عبادته لها كمعظم مجتمع قريش ؟
وكيف تتشبث بفكرة أن المطلب كان صنما - وهذا رأي لم أسمعه قبلا - وأن المؤرخين اختلقوا قصة عبد المطلب بينما سربوا لنا تقرب النبي لها ؟
معك حق أسئلة جديرة بالطرح و سأعطيك ما لدي حول الموضوع....
الكثير ممن نسميهم مؤرخين كانوا مجرد "إخباريين" , يهمهم تجميع أكبر عدد من الأخبار بأكبر كمية من التفاصيل , و في بعض الأحيان أو في كثير منها لم يتحق هؤلاء من صحة أخبارهم و لم تفحص بدقة و لم تتم مقارنتها , و أتهم بعضهم بالوضع و التزوير أو بقلة النزاهة , و من جانبي أقول بأنهم كانوا طيبي القلب أو حتى ساذجين الى درجة كبيرة , بالإضافة الى أنهم كانوا على مستويات متفاوتة من العلم و الثقافة و المزاج , أنتماتهم متنوعة إثنيا و " حزبيا" , و أهدافهم من كتابة تواريخم لم تكن ثابتة , مع هذه العوامل يدخل الجانب الشخصي للذات الكاتبة فيحب أن يبدو خبره بلون أو شكل مميز ليوافق هوى في نفسه ,فينقص أو يزيد فيه , أو قد يركز عليه أكثر من غيره ليلفت النظر أليه , سأطرح مثالا لأبين بشكل خاص "طيبة قلب بعض هؤلاء:
يقول الواقدي في المغازي و ذلك عندما عزمت قريش الخروج الى بدر لقتال المسلمين:
اقتباس:واستقسمت قريش بالأزلام عند هبل للخروج، فاستقسم أمية بن خلف، وعتبة، وشيبة عند هبل بالآمر والناهي، فخرج القدح الناهي للخروج، فأجمعوا المقام حتى أزعجهم أبو جهل فقال: ما استقسمت ولا نتخلف عن عيرنا! ولما توجه زمعة بن الأسود خارجاً، وكان بذي طوى، أخرج قداحه فاستقسم بها، فخرج الناهي للخروج، فلقي غيظاً، ثم أعادها الثانية فخرج مثل ذلك، فكسرها، وقال: ما رأيت كاليوم قداحاً أكذب من هذه .
و المجمع عليه بأن الأصنام لا تضر و لا تنفع , و لكن في هذا الخبر نجدها قد تنبأت بهزيمة قريش في بدر بشكل مسبق, فكيف سنعامل هذا الخبر , و لماذا يورده الواقدي.
يذكر الإخباريون جميعا أن عبد المطلب نذر "لله" ذبح أحد أبائه أن بلغوا عشرة أنفس , و عندما أراد الوفاء أقترح عليه ضرب قرعة بينه و بين الإبل عند الصنم الأكبر في الكعبة هبل.و مع ذلك يذكر اليعقوبي في تاريخة أن عبد المطلب لم يعبد الأوثان أبدا و يذكر الحلبي في السيرة الحلبية أنه أبتعد عنها في أخريات أيامه , أمام هذا التضارب و التناقض , يتوجب على المهتم أن يبذل جهدا ليتحقق و يعرض الأمر على بيئته و لا يكتف بمصدر واحد, بطريقة الإخباريين الإعتنباطية و بطيبتهم أحيانا و بقلة نزاهتهم أحيانا أخرى وصلتنا أخبار , متنوعة و متضاربة من قبيل , أن محمدا عبد الأصنام و أن عبد المطلب لم يفعل ,لذلك باب "الإجتهاد" مفتوح و للمصيب حسنتان و للمخطأ واحدة "يعني كسبان " على الحالتين .
يبقى سؤالك :
اقتباس:وكيف تتشبث بفكرة أن المطلب كان صنما
لدي سبب "شخصي" يجعلني أرفض قصة تسمية جد "النبي" بعبد المطلب ,و هو مبني على تصور أن المؤرخين جهدوا أن يجعلوا نسب "النبي" خاليا من أسماء الأصنام ,بالإضافة الى أن القصة نفسها غير مقنعة و تبدو مفبركة , بإعتبار أن التسمية وفقا لهذه القصة تعتبر إهانة لعبد المطلب و لعمه المطلب لأنه المطلب نفسه كما تقول الروايات كان سيدا فكيف يرضى لإبن أخيه مثل هذا اللقب المهين, و كذلك عبد المطلب أصبح فيما بعد من كبريات رجال قريش و العرب جميعا فمن غير المنطقي أن يقبل لنفسه مثل هذه التسمية.رغم أن العرب كان تطلق على بعض أبنائها اسم مركب من قبيل "عبد فلان" بحيث يكون فلان أسم صنم أو نصب مقدس و لعبد المطلب نفسه ولدان يحملان هذا الاسم عبد العزى " أبو لهب" و عبد مناف "أبو طالب",و لديه شقيق يدعى عبد شمس, و كلها أسماء أصنام كانت العرب تتقرب أليها دينيا.
لم يذكر الإخباريون صنما أسمه مطلب , و لكنهم كذلك لم يذكروا صنما اسمه دار و لدينا اسم مثل عبد الدار , و كذلك عبد عوف و عبد القيس , فقد يكون مطلب و دار و غيرهما أصنام ضاعت في زحمة ما ضاع من أثار , فمن غير المؤكد أن الإخباريون قد أحصوا جميع الأصنام بأسمائها, و قد يكون المصنف الذي يحتوي على ذكرهما قد ضاع ,و هذا إحتمال وارد, و لكن يذكر كتاب الإكليل للهمداني :
فأولد نهفا رياماً ويقال ذا ريام، وإليه ينسب محفد ريام من رأس جبل ذبيان ابن عليان بن أرحب وكان يحج إلى بيت فيه في الجاهلية الجهلاء وبه آثار عجيبة وشهران الملك. فأولد شهران تألب ريم المذكور في مساند ناعط وفي مساند حمير، وإليه ينسب محما تألب بغلوة وبيت شهير من أرض البون.
و محما تألب المذكور هنا معبد معروف و مشهور بأسم معبد الإله تألب ريام مذكور في الكثير من نقوش مدينة مدر القديمة و المعروفة حاليا بأسم أرحب و تقع شمال صنعاء, و تخبر النقوش بوجود ثلاثة معابد في مدر هي معبد تألب هذا و معبد المقه و معبد عثتر, و من المعروف أن عثتر هي اله الشمس و المقه "جاء في لسان العرب أن المقه شديد البياض" و لعلها الهة القمر فيكون تألب المكمل للثالوث النجمي الزهرة.و كانت بعض قبائل همدان تتعبد لهذه الألهة .
لفظة تألب قريبة جدا من طالب , و لكنها مازالت بعيدة قليلا عن المطلب ,في فقه اللغة للثعالبي يذكر أن من لغة أهل حمير "الطمطمانية" و هي إبدال اللام في أل التعريف ميما مثل قولك "مساء امخير" بلا من مساء الخير ,و مازال لدينا حتى اليوم شيئا من هذا فنقول في العامية بدجلا من البارحة "امبارحه",أذا عرفنا "تألب" بألف و ميم تصبح "امتألب", و هي قريبة جدا من المطلب , و هذا ما يجعل ظني قويا بأن جد "النبي" عبد المطلب سمي بصنم يمني يدعى تألب .و مثل هذا التحرف البسيط بالأسماء وارد فقد ورد أسم وهب اللات في النقوش التدمرية بالشكل "وهب لث".
أنا مطمئن لهذا الإستنتاج ماذا عنك؟
مودتي