اقتباس:إن صناع الحضارة لم يكونوا من رجال الأديان السماوية الثلاثة بل كانت الحضارة أنشط قبل ظهور إكليورس الأديان السماوية ، ثم إن التحضر الحديث لم يحدث إلا بعد التخلص من سطوة الكنيسة

ألف شكر لك عزيزي الليبرالي على هذا الموضوع الدسم. أرجو أن تسمح لي ببعض التعليقات.

أولاً: ومع احترامي لسيد القمني والذي ربطتني به صداقة من نوع ما إلا أني أجدني أسأله في مقالة كهذه: هل فعلا يهم الناس أمر أكل الجراد لهذا الحد؟ الفقه يتناول مسألة في الزمن العتيق لأنهم لم يكونوا ليجدوا ما يأكلونه في الصحراء ولذا اضطرتهم الحاجة لتحليل هذا والتهيب عند ذاك والإحجام عن ذلك وهلم جراً. والمسلمون في مؤسسة الأزهر او غيره يريدون أن يحافظوا على هذا التراث وذاك التقليد إخلاصاً منهم في ما هو موجود في ذلك الزخم العقائدي التراثي. اليهودي يفعل الأمر ذاته في التلمود وعوضا عن معالجته في تلمود واحد فقد صنع له تلمودين أحدهما بابلي والآخر أورشليمي.

ثانياً، ماذا يعني قوله إن صناع الحضارة لم يكونوا من مؤسسي الأديان؟ وما تعريفه للحضارة بشكلها الدقيق؟ وماهي الحضارة حقاً؟ موسى تربى تربية مصرية كاملة مائة في المائة ونقول مع عالم المصريات يان آسمان "موسى المصري" وهو مؤسس الديانة اليهودية وصنعوا الهيكل وأبدعوا فيه ويرى عدد ليس بقليل من العلماء أن الهيكل يعتبر عمل فني. هل الحضارة مجرد أهرامات وحسب؟ ما رأيه في حضارة العرب الجنوبيين باليمن؟ لربما كانت لهم أديانهم والإنسان كثيراً ما يلجأ لتنظيم نمط المعيشة ببعض النمط التي تقنن له حياته وضميره. هل يعترض معي لو قلت إن هناك حضارة هندية؟ قطعاً هناك حضارة هندية وهناك حضارة فارسية وهلم جراً. ومع ذلك هذه الحضارات ليست خلواً من الدين. أعرف ما يرمي إليه ولا ألومه ولكن نسفه لمؤسسة الأديان عامة ولصقها بالحضارة ثم أقرأ في البلوج المذكور أنه يقول إنه مسلم معتزلي والمعتزلة هم من جنوا على أنفسهم ( إبراهيم مدكور في الفلسفة الإسلامية وحنا الفاخوري كذلك ) وأرداهم العنف طرحى قتلاء فلا فكر عاش ولا عقل ازدهر. وكأن المعتزلة هي صوت العقل في الإسلام بل تلك الأكذوبة الكبرى والتي ما بعدها أكذوبة. فراس السواح بالمقابل ليس ملحد ولكنه ليس معتزلي أو يقول إنه معتزلي.

تحياتي لك صديقي الليبرالي.

:redrose: