العزيز ميراج
سلام و محبة
سأفتح موضوع عن العقائد المسيحية قريبا و لكن أمهلني قليلا فأنا مشغول ..

حسنا ..
أعتبرك و هيما من أفضل مسيحيي هذا النادي ..
تتكلم بعقل و منطق جيد حتى و إن إختلفت معك ..
ما علينا.
الزميل طارق القداح طرح فكرة و أنا رددت عليه .. و لقد قرأتها بعد أن أرسلتها و وجدت أنه قد خانني التعبير قليلا فلم أكن واضحا في الفكرة ..
أعتذر للزميل طارق القداح لأن كلامي لم يكن واضحا.
و لكني احتاج الآن أن أوضح الفكرة لك و لميراج و للجميع بعد وصلنا إلي هذا الحد في الكلام.

أعتبر أن هناك ثلاثة أنواع من الحقائق ... فلو أخذنا المسيحية مثالا لكلامي ..
1- الحقيقة المجردة : و تكون متمثلة في نصوص الكتاب المقدس و شخصية السيد المسيح و الله التي تظهر من خلاله و أنا أظن أن تلك الحقيقة هي شئ معين لو إستطاع إنسان ان يصل إلي درجة من التجرد و الموضوعية بنسبة 100% لعرف المسيحية على حقيقتها كما تريد المسيحية (لو إفترضنا ان لها شخصية) أن تعرفه بنفسها و كما يريد المسيح (سواء كان هو الله أم لا .. و كما تظهر شخصيته من خلال الإنجيل) أن يعرفه بها.
2- الحقيقة النسبية أو المدركة(بفتح الراء) : و هي شكل المسيحية بالنسبة للإنسان .. أو وجهة نظر الإنسان أيا كانت ديانته أو معتقداته أو توجهاته أو تربيته أو حالته النفسية أو الفكرية .., و هي تكون قريبة او بعيدة عن المسيحية حسب موضوعية الشخص, و تتشكل المسيحية حسب شخص المدرك (بكسر الراء) .. فمثلا مسيحية هيما تختلف عن مسيحية ميراج التان تختلفان تماما عن مسيحية قطقط, بل انا أقول أن شكل المسيحية يختلف من شخص لآخر و لو تطابق شكل المسيحية عند شخصين فهذا يعني أن هذين الشخصين هم إنسان واحد ... على العموم أنا لا أظن أن هناك من يستطيع أن يصل إلي نسبة 100 % موضوعية و تجرد مهما كان أمينا مع نفسه فهو حتما سيجسد فيها إنطباعاته و تصوراته .. بل أنني أتصور أن هناك علاقة بين الله من وجهة نظر كل واحد منا و أبوه إلي حد ما .. و اتصور أن كل مسيحي يشكل المسيح جميلا كما يفهم الجمال لأن كل واحد يرى الجمال بطريقته.
3- الحقيقة الجميلة أو المفيدة : و هي ليست الحقيقة المجردة بل هي حقيقة الشئ أو الدين كما يرتاح معها الإنسان و كما يراها جميلة حسب مفاهيمه و قيمه التي نشأ عليها ... و كما تؤثر فيه بطريقة إيجابية, كمثال المسيحية البريطانية الأنجليكانية لا ترى غضاضة في أن تنصب شخص شاذ أسقفا مع أن هذا يتعارض جدا مع نصوص واضحة في الكتاب المقدس و لكنهم يرون المسيحية ديانة تحترم حق الفرد في الممارسة المختلفة للجنس (و لا أقول الشاذة) فسمحوا بها .. بل و على ما سمعت أيضا ان مارتن لوثر قد حاول حذف أسفار (أسفار من العهد الجديد و ليس الأسفار السبعة المحذوفة فعلا) تتعارض مع رؤيته للمسيحية .. و سأعطي مثالا آخر: المسلمين دائما يحاولون أن يأولوا الآيات بحيث يجعلونها تعبر عن وجهة نظر يرنها جميلة مثل ان يجعلوا القرآن مدافع عن حقوق المرأة مثلا أو يتفق مع العلمانية و يستشهدون بأحاديث و مواقف للصحابة و ما إلي ذلك, على العموم أنا أظن أنه لكي ما نجعل أي دين صالحا للتعايش مع الإنسان و جميلا و مفيدا علينا تجاهل بعض الآيات.

فمثلا أمريكا تحاول أن توجد إسلاما جديدا اكثر جمالا و قدرة على التعايش مع المدنية و العلمانية و حقوق الإنسان .. يختلف عن الإسلام النسبي السائد و هو حتما يختلف عن الإسلام كما أراده محمد ...
فهنا يتجلى الفارق الذي أبغي توضيحه ...
فهناك الإسلام الحقيقي ... الإسلام كما أراده و دعا إليه محمد.
الإسلام السائد و هو إسلام قريب جدا من إسلام محمد البدوي العتيق.
و هناك الإسلام الجميل الذي تريده أمريكا للجميع و ما يريده المسلمين العلمانيين لبلادهم و هو إسلام جميل آخر.
أمريكا تريد أن يتجاهل المسلمون آيات الجهاد و العنف و الرجعية كما يتجاهل المسيحيون المحدثون في الغرب آيات العفة ..
تريد أمريكا تحديث الإسلام كما حدث الغرب المسيحية و جعلها أجمل و أفيد ..
أفيد حين تدعو فقط إلي الأخلاق و المبادئ الإنسانية ...
و ليس حين يدعو لنبذ الآخر و قتاله ..
و ليس حين يصيب الإنسان بعاهات نفسية و فكرية و هو موضوع سأفتحه قريبا ..
ما علينا ...
أسأل الآن الزميلين طارق القداح و ميراج عن رؤيتهما لطرحي ؟

و شكرا للجميع.