الأخ وضاح الرؤى .(f)
أحييك على اختيارك هذه السيدة الفاضلة و المرأة الحديدية التي نعتز بها ، ليس فقط لأفكارها المتحررة و دفاعها عن المرأة و لكن لشجاعتها في مواجهة الإسلاميين و مشروعهم الرجعي المعادي للتقدم و للمرأة خاصة ، كانت حواء في عهد أمينة السعيد منبرا تقدميا كما كانت صفحتها في المصور ( اسألوني ) ، أتذكر كيف قاومت أمينة السعبد ظاهرة النكاح الإسلامي الذي انتشر على يد الجماعات التكفيرية ، و هو يقوم على تشجيع الفتيات المراهقات على الهروب من بيوتهن بحجة البراء من الكفر و الانضمام الى ركب الايمان السعيد حيث يتناكحون تلك الفتيات على سنة الله و رسولة مقابل ما يحملون من القرآن ، من المعتاد أن يتجمع في الحجرة الواحدة عدة أزواج يمارسون الجنس و لا يفصلهم سوى ستارة من قماش إيماني لا غير ، رغم هذا فلم يجرؤ شيخ الأزهر أو مفتى مصر بل لم يجرؤ أي مفكر للتصدي لهذه الظاهرة التي لا تزيد عن كونها دعارة و استهتار بالمجتمع و الكرامة البشرية بحجة مجارة السنة النبوية !، فقط تصدت أمينة السعيد بشجاعة عز مثالها لهؤلاء الإسلاميين و كانت النتيجة أن وضعوها على قوائم الاغتيال كما نجح زعماء الجماعات الإسلامية في منعها من الكتابة في أي صحف خليجية بحكم علاقاتهم الوثيقة بالدوائر الخليجية الحاكمة وقتها ، أتذكر مشكلة أرسلتها فتاة تشكو لأمينة السعيد أنها لا تعرف والد اينتها ، فقد تبادلها أمير الجماعة و نائبه في يومين متتاليين بعد أن أوهماها أنها أمضت العدة لأنهما قرئا القرآن سبع مرات و تلك هي القرؤ المطلوبة ، كان الأمر واضحا فتلك حالة زنى لا أكثر و هذا ما كتبته السيدة الفاضلة محذرة المجتمع أنه مقبل على كارثة طالما استمر دافنا رأسه في الرمال بينما يدمر أوباش المجتمع الحضارة باسم الإسلام و السنة النبوية المطهرة ، لم يكن هناك سوى أمينة السعيد يجرؤ على هذا القول الفصل ، أمينة السعيد هي الوجه الآخر لفرج فوده فكلاهما شجاع و أمين ولو كانت أمينة السعيد أصغر سنا لكان لها دور فرج فوده في مواجهة الإرهاب الإسلامي .
أما عن تنحية أمينة السعيد من منصبها فيعود إلى موقفها الرافض للهرولة إلى السلام مع إسرائيل ، هناك مقال انتقدت فيه ما ذكره موسى صبري عن واقعة أشاد فيها كارتر بالسادات قالا أن الله خلق العالم في ستة أيام و تفرغ لخلق السادات في اليوم السابع و رغم أن القصة حقيقية إلا أن امينة السعيد و جدتها لا تلائم الذوق المصري الورع ، و اعتقد أن تلك المواقف كانت خلف تنحية السيدة من منصبها ، رغم ذلك ظلت تكتب ما تشاء في المجلات و الصحف حتى فارقت عالمنا رمزا لكل ما هو نبيل و كريم على أرض مصر .