تحياتي لك عزيزي العميد وكل عام وأنتم بخير أولا بمناسبة عيد الفطر أعاده الله عليكم بكل خير وبركة.

أوافقك في أن الأب متى تناول بالطرح الجريء ما لم يجرؤ غيره أن يتناوله وكان يحاول الموازنة بين العقل النقدي والنهج الروحي وما أشق هذه الموازنة بوجه عام. باعتقادي لن يتكرر هذا العقل النقدي في المجتمع القبطي مرة ثانية ولم يكن بسهولة ليستمر الأب متى لولا ثقله الكنسي في التاريخ القديم ولا تعجب أنه كانت له صلة مباشرة بالسادات والسادات كان يحترمه جداً وشخصية متى المسكين تجبر أي شخص تقريبا على هذا الاحترام.

من جهة الإيمان بالإسلام أو أي دين فكما تعلم هناك عنصر "الهداية" في الإسلام أو "عمل النعمة" في المسيحية وعليه فميل القلب هنا لهذا الدين أو ذاك يتم عزوه إلى « الحركة الإلهية » divine operation في« هداية » قلب المؤمن. كثيرون يبحثون عن شيء معين في الله؛ وهذا يجد الله بهذه الطريقة وذاك يجده بطريقة أخرى في هدف الوصول إلى السكون إليه. لن يقتنع المسلم بإله يستعلن ذاته في هيئة بشرية ولن يقبل المسيحي بإعلان آخر يعقب "إعلان المسيح". المسلم يرى في النبي محمد عليه السلام ختام الوحي والمسيحي يرى في المسيح ختام الوحي كذلك. المسيح قال على الصليب: "قد أُكمل" والنبي محمد قال: "اليوم أكملت لكم دينكم". كل واحد يبحث عن إكتمال الرسالة بطريقة ما. في نظري إذا استقر القلب الإنساني على مجرد القبول بالله وكما يقول المرنم:"جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع" وكما يقول المسلم وأنا معه أفعل ذلك عندما نترجل سيارتنا: "توكلنا على الله؛ فهذا بعيني هو الهدف؛ وعلى أساسه يمكن أن تـُقاس الأمور وتصفو النفوس.