أعتقد خطأ عبد الناصر نابع من كون العرب آنذاك (و لا يزالون) لا يفكرون تفكيرا علميا يستقرئون من خلاله المستقبل. الحسن الثاني لم يفعل ما فعلته الدول العربية الأخرى و النتيجة الجالية اليهودية في المغرب لازالت تقوم بإستثماراتها و يشتغل مئات ا الآلاف من العمال المغاربة في معاملها.

هناك من اليهود المغاربة من يناصر العرب ضد الصهاينة و لعل أبرزهم إبراهيم السرفاتي المناضل الشيوعي السابق الذي شارك في النضال ضد الإستعمار الفرنسي و في الإستقلال أسقطت منه الجنسية المغربية و رمي به في سجون الإعتقال (بسبب معارضته للنظام و ليس لكونه يهودي) و نفي إلى فرنسا , و قد تحمل كل ذلك حتى أصبح مقعدا من أثر التعديب ليس لجمال عيون إسرائيل بل لسواد عيون المغاربة شعبه الذي ناضل من أجله ما يقرب 50 سنة بين السجون و المنفى. و هو الآن رغم ذلك عاد إلى المغرب في السنين الأخيرة و يرفض أن يتفوه أحد أمامه بعبارة دولة إسرائيل و هو حاليا زعيم أحد الأحزاب شيوعية بالمغرب. و كذلك هناك الروائي إدمون عمران المليح الذي يرفض بشدة أن تترجم رواياته للعبرية و الذي قال عبارته المشهورة "لأن الصهيونية إيديولوجية للرجعية والضغينة بمعناها عند نيتشه، فقد زعمت أنها تمتلك الوجه الوحيد الأصيل لليهودية، الكلمة الحقة الوحيدة التي يمكن أن تنبثق منها (اليهودية)".
خلاصة القول أن اليهودي الذي يطالب بتعويضه من الدولة المغربية هو كذلك لكلب الذي يعض اليد التي مدت إليه لآلاف السنين.