{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
غادة السمّان / شاعرة الحب والحرية
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #7
غادة السمّان / شاعرة الحب والحرية
رافعة علم نزواتي بلا حدود


تحت الثلج الأسود
لهذا النهار المسعور ..
أعاهد الشيطان
بأن لا أحب بصدق أبدا ...

تحت المطر المسموم
لهذا النهار المسعور
أقف حاملة خطيئة الصدق
كقتيل يحمل جثة قاتلة ..
واصرخ تحت مسامير الرعد
التي تصلبني :
غفران أيها الشيطان !
أعدني إلى حظيرتك
إلى النسيان والخدر واللامبالاة
والضحك والفرح الأرعن ...
واغفر لي أن عصيتك
وأحببت بصدق
وخرجت عن سراطك غير المستقيم
وضعت في متاهة الحب الحقيقي !..


في الشوارع النازفة مطرا
لهذا النهار المسعور أدور
وأندف وأتساقط وأنتحب
ندما على خطيئتي الكبرى
خطيئة الحب الصادق ..

فلتجرف المياه الموحلة
الراكضة إلى المجارير
ذاكرتي معها !..


ليغفر لي سيدي الشيطان
الذي أطعمته دائما
ومنحني سنوات من الجنون والشبق والفوضى ...
وها أنا لأول مرة
أخرج عن طاعته
وأمنح بصدق واخلاص كجدول ...
وها هي عجلات القسوة تدوسني
أنا التي جئت حقل الحب
عارية من أسلحتي
ومن أظافري ومخالبي وأسناني المدببة
وفي فمي صلاة ولمسة حنان ..
عمدوني بماء النار
وركضوا خلفي بالحصى
كركض الأطفال خلف مجانين القرى ..


من تحت خرائب الفرح
لهذا النهار المسعور
يطلع جسدي من جديد ويتكون ..
ومن رماد الخيبة
اتشكل ثانية وأنمو ...
كل الذين ظنوا أنهم دفنوني واستراحوا
يجهلون أنني أنهض دوما من رمادي
وأركض كاهنة للشر الملون
مضمخة بعطر دمي وجرحي
شاهرة أظافري السود وجمر عيوني
في وجه الليل والغربة والوحشة
راجعة إلى حظيرة الشيطان الرحيم
مؤدية لطاعته
رقصة الشهوة المسعورة
رافعة علم نزواتي بلا حدود
مغتصبة أجمل الملاحين إلى جزري
حيث مغاور اللوتس الأسود
واللاعودة !...


أرمي برأسي على فخذ الشيطان
وأصرخ : خذني
وامسح جرحي النازف بلسانك الثعباني
وعمده باللعنة سبع مرات
واغمد اصابعك السكاكين في صدري
واستخرج قلبي المجرم بالحب الصادق
واغمسه في مستنقعات اللامسؤولية
سبع ليال
وجففه تحت النجوم السود
ولتمر به الساحرات
منشدات حوله صرخات الشؤم
ولتخرج الضفادع والحراذين
والأفاعي والسحالي من أوكارها
لتعمده بالسم والنقيق
ليصير قلبا صالحا
للعيش في هذا العالم غير الصالح !

وبعدها سأخرج من هيكلك
حاملة على جسدي بكل فخر
لعنات الرجال الذين خنتهم
والذين سأخونهم !...
والذين غدرت بهم
والذين سأغدر بهم
دونما ندم
دونما ندم

ودون أي حس بالإثم
ساتابع رقصة الحياة الغجرية
أنا الطاعنة المطعونة
المشرعة عمرها لما يأتي
رافعة علم نزواتي بلا حدود
وبلا ندم
بلا ندم


في أيام مقبلة لا ريب
بينما احيل قلوب الرجال
حقولا للانتظار والنزوات المجنونة ..
والدمع الأسود
يتفجر من وقع خطاي
كينابيع اللعنة
واللذة الحادة كطعنات سكاكين
تفرقع كالسياط على جدران معبدي
أنا كاهنة الشر الملون
في أيام كهذه مقبلة بلا ريب
حين يمر اسمك في خاطري
لن تدمع عيني ولا قلبي
ولكنني سأشهق كسمكة أخرجوها من الماء
وكوردة برية زرعوها فوق اسفلت شارع مزدحم !..


ها أنا أنساك ...
أدمر هيكل الذكرى علي وعليك ..
وأترك جثة الذاكرة مشلوحة
لصقور الزمن تنهشها وتأتي عليها ..
وأصنع من سواد عينيك
حبرا لسطوري المتوحشة

مرة
كان حبك
وكان حبك شراع مركب الفرح العتيق
ورحيلا من نهر الظلمات والدم
إلى جزر الدهشة وصحو مطر النجوم
مرة
حبك كان عبارة " ممنوع المرور " في وجه قاطرة الحزن
حبك
رغيفي في قحط التكرار والسأم ...


كان حبنا وعلا جميلا كالحرية
راكضا كسهم افريقي ملون
لكنه حين دخل غابة اشكوك والنزق
علق قرناه في أغصان الحزن الكثيفة
ورغم كل المرارة التي ما يزال طعمها في فمي
كالدم إثر لكمة متفجرة
كانت هنالك لحظات في حبنا
لحظات مضيئة عانقنا فيها الطفولة
والفرح الفرح الفرح


ومرت أيام ...
صار بيتنا الزلزال
واستحال حبنا إلى " هاراكيري " يومية ورسائلنا إلى
مجزرة
وصار حوارنا جلدا متبادلا بصواعق اللؤم
وصار صوتك يخرج إلي من الهاتف
مثل لسان أفعى تسكن سماعته !..
يلدغني
واغفر ... على أمل أن تشاركني ثقل الليل على صدري ...
وثقل الكرة الأرضية فوق رأسي ...

واذكر أيامنا :
مقهى وديعا أكل البحر أطراف أعمدته ...
يهزه صفير قطارات الوداع المتلاحقة حين جاء صفير
قطارنا
كان لامفر
ودعنا المقهى بصمت ودعنا الدرج العتيق بصمت
ورحلنا عن ذلك الربيع البحري
وفرغت الصدفة من لؤلؤتها وشرارتها
وملأها الرمل والضجر والثرثرة الدامعة

أتمدد على سريري
وأتوهم أنني نمت
وحين يغرق في النوم قناعي
يستيقظ قلبي العاري
يهرب مني راكضا في الشوارع
كزعيق سيارة الاسعاف
يركض قلبي العاري معولا
مطلقا ساقي البكاء للريح
ويغلق سكان الحي نوافذهم
ويشتمون صوت العاصفة ...
إنهم لا يعرفون أن العاصفة هي غبار القلوب
المنطفئة ...
إن العاصفة هي صوت قلب لم يثأر له !..
إن العاصفة هي صوت بكاء قلب
بدأ ينسى ينسى ينسى
وهو لا يريد أن ينسى


لا تقل لي " ماضينا " معا و " مستقبلنا " ...
ها أنا أنساك ...
وحبيبي اسمه " الآن "
" البارحة " و " الغد " كلمتان
أطلقت عليهما الرصاص
ولن أهاجر إلى الماضي لأعيش بك
فالمهجر إلى الماضي كمحاولة الآقامة في قارة الاتلنطيد
التي ابتلعها البحر منذ دهور ...
والهجرة إلى المستقبل موعد غرامي فوق سهول
القمر في " بحر الهدوء " عام 2020 !
الآن
أو أبدا ...
وها أنا أنساك ...
10-26-2006, 12:18 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
غادة السمّان / شاعرة الحب والحرية - بواسطة ابن سوريا - 10-26-2006, 12:18 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Thumbs Up سميراء العبيدي شاعرة المقاومة العراقيه البطله زحل بن شمسين 0 763 06-08-2013, 07:03 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  سيرة الحب السيد مهدي 2 830 02-17-2013, 10:29 PM
آخر رد: السيد مهدي
  شراب الحب يعرف بالمذاق . بهجت 21 7,371 03-12-2012, 01:12 PM
آخر رد: بهجت
  جنة الحب minatosaaziz 27 5,663 03-09-2011, 05:21 PM
آخر رد: دومينو
  شاعرة عربية تختبر الهوية الأميركية أسامة مطر 0 1,041 01-26-2011, 11:50 PM
آخر رد: أسامة مطر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS