الاستاذ ايبلا
لي بعض الملاحظات على تعقيبك لو سمحت و هي:
اقتباس:اقترب عبد المسيح أكثر من التعبير الصحيح عن الحياة بقوله:
[ الحياة هي استمرارية الجسم سواء الانساني أو الحيواني أو النباتي في أداء وظيفته المنوط بها ].
لذلك، يمكنني القول بعد أن وافقته أن الحياة هي:
[ استمرارية الجسد في أداء وظائفه التي تتبدى مظاهرها في الحركة والقدرة.
هل توافقون أم تقترحون صيغة أخرى أم تضيفون شيئاً؟
هذه الصيغة هي صيغة عامة و قد مثلت الحد الادني الذي اتفق عليه في تعريف الحياة.
اقتباس:ثانياً
وحتى لا نتفرع إلى مواضيع أخرى أقول:
إن العلاقة بين العلم والدين مشكوك بأمرها، في حين أننا نستطيع الاتفاق على مفاهيم محددة بدون الاعتماد على العلم والدين. الدين يبتدأ من حيث يعجز العلم ولا يرتكز في حقائقه لا على النسبية ولا على ال DNA، وجعل سر الحياة والروح محصوراً بأربع أحماض تبخس هذا السر حقه.
لم اقصر سر الحياة على اربعة احماض امينية , و حتى لو قصرتها عليها فما المانع؟ هل يبخس ذلك من سر الحياة؟ فكم كان محقا البرت انشتين حين قال :أكثر شيء غير مفهوم في هذا الكون أنه مفهوم.
[QUOTE]
ثالثاً
حتى الآن، فالروح برأي الصفي وعبد المسيح هي طاقة مجهولة تسبب بقاء الحياة في الجسد.
وقبل أن أطلب رأي خالد، ولأنني أعرف أنه لن يقول ما عنده قبل سماع بقية الآراء سأقول مبدئياً:
أنا أعتبر
الروح مجرد اصطلاح شائع التداول يرمز لشيء ما زال غير مثبت الوجود منطقياً يستعمله البشر لافتراض وجود ما يجهلونه
القول بانها طاقة مجهولة هو راي بعض علماء البيولوجيا و لكن راي الخاص ان الطاقة لا تسمى مجهولة فالطاقة لها تعريفها و لها اشكالها المعروفة و لكن طاقة الروح لم يتوفر من يبحث فيها فمن هو عالم دين تنقصه المعرفة بالعلوم الطبيعية و علماء الطبيعة ينقصهم العلم الديني فبالتالي لا يقرون بوجود بالروح, و من اقر بها لايمانه بالدين لا يريد ان يفكر فيها من منظور علمي.
الملاحظة الاخيرة هي انك تعتقد بانه لا دخل للعلم بمفهوم الروح, و اقول ربما هذا هو الراي الكلاسكي و الذي يلجأ اليه الكثيرون لتثبيط التفكير في مسالة الروح. لكن الفران الكريم لم يترك الموضوع معلقا كما يظن البعض بل ربط موضوع الروح بالعلم:
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (85) سورة الإسراء
و قول البعض بان الله تعالى استأثر بعلم الروح و اوقفه على نفسه هو احد اخطاء الفهم الشائعة. و قراءة واعية للاية التي ربطت امر الروح بالعلم , تبين ان الله تعالى عندما قال و ما اوتيتم من العلم الا قليلا قصد :
1- ان الذين سالوا عن الروح ( في القرن السابع الميلادي) لم يؤتوا من العلم الا قليلا.
2- قلة علم السائلين لم توصف بالقلة مقارنة مع علم الله تعالى , فهذا فهم خاطئ , لان علم الناس لا يقارن مع علم الله لانه لا يسوى اي شئ :
{هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ
وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (66) سورة آل عمران
فمتى ما اردنا ان نقارن علم الانسان بعلم الله فالانسان لا يعلم شيئا.
الاية تخاطب السائلين بانهم لم يؤتوا من العلم الا قليلا و لكنها تقارن مدى علمهم بمطلق العلم البشري , و الانسان اليوم يمتلك علما كثيرا مقارنة بعلم الذي سألوا.