عزيزتي هاجر التونسية:
سأحاول الإجابة من فكر أحد العلماء عزيز علينا نحن المغاربة و لكن في السنوات الأخيرة بدأت توجه إنتقادات كثير لنظريته و دعوات لتجاوزها كوننا أصبحنا في القرن 21 و ليس ق 14م .

لدي إحساس عزيزتي خصوصا و أنت تونسية أنك تعرقين نظرية بن خلدون في المجتمعات. فهو يقصم المجتمعات إلى مجتمع حضري و مجتع وحشي و هناك صنف ثالث هو المجتمع الزراعي يمكن إعتباره إقرب للحضر من الوحشية.

المجتمع الوحشي يتكون من سكان الصحاري و سكان الجبال و سماهم بن خلدون كذلك لأن نمط عيشهم أقرب من حالة الطبيعة إلى حالة الحضر.

المجتمع الحضري و هو سكان المدن و يمكن أن نلحق به المجتمع الزراعي (لأنه يعرف الإستقرار) رغم أن بن خلدون يجعله حلقة و صل بين المجتمعين.

من سمات المجتمع الوحشي هي العصبية و هي التي تعتبر محور النظرية الخلدونية. و العصبية تتميز بصلابة رابطة الدم "رغم أنها قد تكون وهمية ".
يسكن المجتمع الوحشي المناطق الصحراوية و الجبال. و من طبيعة هذه التضاريس أنها و عرة الإختراق و بالتالي يبقى سكانها غير متصلين مع العالم الخارجي و هذا ما يعطي لهم خصوصية في المأكل و الملبس اللغة.

و إذا نظرنا عزيزتي إلى الخريطة الطبيعية للمغرب و خريطته اللغوية سنجد أن الجبال توجد بكثرة في كل من المغرب الأقصى و الإوسط و توجد بشكل أقل في المغرب الأدنى و نفس الشيء بالنسبة للصحراء . و كذلك سنجد أنه حيثما و وجدت الجبال والصحاري في المغرب يو جد الأمازيغ و " قد نافس العرب الأمازيغ في الصحراء بسبب كونهم هم كذلك ينتمون إلى بيثئة شبيهة" . أي أنهم لم يندمجوا مع العنصر العربي الغالب من الناحية الثقافة و لم يقلدونه و بالتالي حافضوا على خصوصيتهم .
و السبب الذي يجعل نسبة الأمازيغ في تونس أقل هو كون تونس لا تحتوي على سلسلة مهمة من الجبال كما أن صحرائها ليست بالصحراء التي يعشقهى البدو الرحل.
ففي تونس مثلا نجد الأمازيغ يتواجدون في الغرب في جبال التل و يسمون بقبائل الشاوية. و في أقصى الجنوب على الحدود مع كل من ليبيا و الجزائر.


و قد كان الأمازيغ يشكلون أكثر من 90% من سكان المغرب إلى اليوم الذي هاجرت فيه قبيلتين من المشرق هما قبيلتي بني هلال و بني سليم . و رغم كون العديد من المؤرخين يعنبرون تلك الفترة كانت حاسمة في قلب الكفة لصالح العنصر العربي, إلا أنني شخصيا لا أعتبرها كذلك بل أعتبرها مجرد عامل مهم و مساعد"فقبيلتين لن تستطعا أن تلغي لغة 90% من شعب تمتد جدوره لآلاف السنين". و السبب الأساسي الذي أعطى الأغلبية للعرب هو الإندماج و الإنصهار و المصاهرة. فلن تجدي في كل منطقة المغرب العربي شخصا واحدا عربي قح , أو أمازيغي قح , بل هناك مغربي قح , لغة الأم إما العربية أو الأمازيغية.

تحياتي.:redrose: