رائع يا "skeptic "، ردك شفى غليلي.

عودة للموضوع الذي راح يمين وشمال ووصل للسيد المسيح تعطر ذكره :)

فلقد أصبت بشبه حالة اكتئاب من الموضوع، هو فعلاً سُعار جنسي، وهذا الأمر في بلادنا العربية صار حالة عامة، من الخليج لسوريا للمغرب، ربما لا نتحدث عنها لأن أغلب النساء تعودن عليه، وكأن هذه الحالة "الإكستريم" أو المبالغة بالهمجية قد أشعلته.
المرأة في بلادنا تواجه هذه الهمجية الحيوانية النابعة عن الكبت (اقتصادي/جنسي/سياسي) يومياً من التحرش بالألفاظ والتحسيس صار جزءاً من حياة الفتاة اليومية، لا سيما إن كانت "سافرة"، لا احترام لها في ظل عالم تكون فيه المرأة في مريخ والرجل في الزهرة، يتضاعف الأمر باحساس كاذب وهمي للرجل بقوته (العضلية) بينما هو في الحقيقة مقموع مضطهد. ويزيد بذلك صورة نابعة عن عولمة متوحشة تصور له (في الأنترنت والمحطات الفضائية) المرأة كـ"شيء" يباع ويشترى، وكمادة للإغراء.
زادت الفجوة بين المرأة والرجل، واتجهنا نحو تشييء كل أمر (معنوي ومادي)، وزاد ذلك من القمع النفسي الداخلي، ضخمه أيضاً فوضى سياسية واجتماعية واقتصادية متزايدة.
التحرش بالمرأة اليوم في كل مكان، لا تكاد المرأة في بلادنا من أقصاها انفتاحاً لأقصاها انغلاقاً تستطيع المشي بالشارع ولو لبست "عباية" وتنقبت من الفرار منها.
ورغم أن المشهد (العولمي/ الإعلامي) مشابه في بلاد الغرب، فإن التحرش شبه معدوم فيها، والناس تتصف بالأدب مع المرأة، فلماذا؟
برأيي هناك سببان:
الأول ثقافي/تعليمي ناتج عن ثقافة قمع اجتماعية/جنسية تبدأ من العائلة نفسها، بحيث يكون أكثر فأكثر الجنس "تابو" لا يمكن الحديث عنه، والعلاقة بين الفتاة والشاب أكثر فأكثر معقدة ومضطربة ومتوترة.
والثاني سياسي/اقتصادي: فالقمع يبدأ من القمع الاقتصادي، والشاب والفتاة لم يعودوا قادرين على التزوج باكراً مما كان يخفف (رغم العلات) من القمع الجنسي لديهم. والسياسي يتبع الاقتصادي، فهو لا يعبأ إلا بالمحافظة على الحكم ولو تمخض عن ذلك منافقة الحركات الدينية والتي تزيد من قمع الفرد بأفيون الدين الذي يزيد بآن من تناقضات الفرد بين رغباته الطبيعية ومثاليات غير واقعية، وتبرر وتعطي للذكر بنفس الوقت طريقة تفكير غير محترمة للمرأة، تجعل من تلك التي لا تقر في بيتها شبه "عاهرة" (ضمن تفكير آني وسريع للدين كالوجبات السريعة التي نشرتها عولمة متوحشة عقيمة)، الذكر الذي يسمع لأشرطة الكشك لا يمكن أن يكون إلا كائن ديني همجي هائج عُصابي، على شاكلة شيوخ الدين الذين يمررون له وفيه تياراً دموياً ممتلئ بالشعبوية الهائجة العصابية.
لا أستغرب إذاً ضمن هذه الظروف المأسوية والسوداوية لمجتمعاتنا، أن يصل الأمر بهؤلاء الشباب لهذه الحال، والحل برأيي يمر بالحلول الاقتصادية وبنشوء طبقة مثقفة طليعية جديدة واعية لضرورة التغيير من الداخل، تغيير المجتمع أولاً، والتوقف عن منافقة السلطة وجبنها المتعالي عن مواجهة الواقع. وهو يمر أيضاً وخصوصاً بممر الحرية الجنسية وتفتح الجنسين على بعضهم البعض منذ نعومة أظفارهم.

أقول قولي هذا وأستغفر "الجمال والحضارة" لي ولكم.

تحياتي. :redrose: