من قال أن حركة التشيع في سوريا عفوية وأتت تجاوبا مع الإنتصار المزعوم لحزب الله ؟ الأمر أقدم من ذلك وجاء على خلفية (( إعتراف )) آيات إيران بالمذهب العلوي على أنه مذهب شيعي صحيح بعد أن كان رجال الدين الشيعة يكفرون أتباع المذهب العلوي حالهم حال علماء السنة .
حركة التشيع في سوريا - ومصر - واقعة وتنفق عليها إيران منذ سنوات طويلة مبالغ طائلة بشكل معلن أو خفي .
الأمر لا علاقة له بحرية التمذهب وليته كان كذلك ، بل يشبه حركة التشيع التي رافقت ضعف الدولة العثمانية في العراق على قاعدة الحرب السياس-مذهبية بين الصفويين والعثمانيين والتي أدت إلى تشيع عدد كبير من القبائل العربية في جنوب العراق تحت الشعار الذي لا يخطئ هدفه عند كل بسطاء المسلمين : حب آل البيت وحقهم المهدر .

التشيع في سوريا ومصر حركة سياسية إيرانية وهي امتداد لاستغلال الشيعة العرب في مد النفوذ الفارسي رغم أن هؤلاء - واقعا - لا يساوون عند إيران شراك نعل طفل فارسي .

العلويين والإخوان ..
للحقيقة ، فإن الطائفة العلوية في سوريا لم تشكل يوما خطرا على المجتمع السوري ، وللحقيقة أكثر : فالعكس هو الصحيح وطالما تعرضت الطائفة لقهر مذهبي واجتماعي من الأغلبية السنية ..
الطائفة العلوية بدها سلتها بلا عنب من المجتمع السوري كما يقول المثل ، واستمرت على هذا حال حتى تم استجرارها لمواجهة مذهبية علنية ومنظمة مطلع الثمانينات عندما رفع رفعت الأسد شعار نصرة العلويين وتجاوب الإخوان - بالفطرة - مع هذا الطرح وتحول الصراع من صراع سياسي إلى مذهبي خاضه كلا الطرفين على هذه القاعدة البالغة الضيق .. وكي نفهم طبيعة " تطئيف " الإدارة السورية لصراعاتها السياسية مع خصوم سياسيين خالين من أي عيوب دينية أو مذهبية ، علينا أن نفهم كيف أن رياض الترك وميشال كيلو الشيوعي والمسيحي على التوالي يعملون لإثارة الفتنة الطائفية في سوريا حسب اتهامات النظام لهم .. وهذا أمر بالغ الخطورة على مستقبل طائفة كانت طوال تاريخها أقرب الى الحيادية يتحمل مسؤوليته بعض القادة السوريين الذين يستغلون الطائفة في شرعنة وجودهم وديمومته ، هذا بدل أن تعمل هذه القيادات على صهر الطائفة بالمجتمع السوري ودفن مخلفات الماضي ..

طيب ..هذا كان في الماضي الذي نتمنى أن نسيبه بحاله ..
لكن ماذا عن الآتي ؟

ربما شيخ الجبل جورج بوش لديه الجواب