اقتباس:ابراهيم يا ابراهيم انت شارب ويسكي أسكوتش عالصبح ، قال "الساعاتي" صوفي

عزيزي وضاح:
تحياتي لك.. لا أشرب الويسكي ويكفي أني أجد الشاي وأقدر عليه.

عندما كنت بالمرحلة الإعدادية كانوا يعطوني مجلة "الدعوة" ويحرصون على اقتطاع جزء "أشبال الدعوة" وكان هذا محجوز دائما لحبيبهم إبراهيم. قرأت كل حرف كتبه حسن البنا في هذه المجلة بقدر المستطاع والرجل كان له شخصية جذابة بصراحة. ماذا يعيبه أنه كان ساعاتي؟ لقمة العيش لا تعيب إنسان. هو عمل كساعاتي وأنا الذي أكتب لك بهذه الحروف الآن عملت أعمال ما هو أقل من الساعاتي وإلى الآن عندي قاموس ملطخ بالسواد من جراء العمل اليدوي الذي كنت أعمله وأتشرف أنها كانت مهنتي. أنت رجل مثقف يا وضاح وتعايره بأنه كان ساعاتي؟ أنت أكبر من ذلك.

من جهة تصوف الشيخ حسن فحسب ما عرفت من قراءات لي لا أذكر فهو يمثل تيار التصوف في الإخوان.. لا أذكر أين قرأت هذا ولكن لا بأس أن أعود لذلك.

نقطة أخيرة، قامت دار الطليعة بإعداد عدد من الكتابات وإخراجها للنور لرواد النهضة فكان أن أخرجت كتابات ميشيل عفلق ورفاعة الطهطاوي وفرح أنطون والشيخ محمد عبده وحسن البنا كان من بين هؤلاء الناس في دار نشر يغلب عليها الطابع اللا ديني. كما كانوا ينشرون كتب فرح أنطون كان يعدون العدة لنشر كتب حسن البنا وقد أعدوه في عداد رواد الصحوة والنهضة العربية. أعتقد أنهم قد أصابوا كل الإصابة في هذا لأن هؤلاء ناس لهم مساهماتهم وبصماتهم. هناك ناس يا وضاح يتركون آثار في التاريخ وهناك ناس يصيغون التاريخ؛ ومن بين من يصيغون تاريخنا المشرقي المعاصر الإمام حسن البنا، الساعاتي كما وصفته.