عندما فكرت في إدراج هذا الموضوع في ساحة الفكر الحر ما أردت له أن يتحول إلى نقاش إسلامي مسيحي.... ولكنه تحول إلى نقاش ديني عندما عقد زميلنا العلماني مقارنة بين بولس و خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما... وإذا بالموضوع ينتقل من ساحة الفكر الحر إلى ساحة عقائد وأديان....
وعلى كل حال لن أناقش هنا كلام المسيح عليه السلام حين أعلن بأنه ليس مرسلاً لينقض الناموس أو الأنياء... بل ليتمم...

لم يرسل الله أبداً في زمرة الأنبياء برسول مثل بولس... رسول يتحول من النقيض إلى النقيض... إن كل رسل الله الصادقين كانت سيرتهم قبل تكليفهم بالرسالة من أطهر السيّر... ولم أسمع قط برسول كان مجرماً قبل أن يصبح رسولاً لله... إن جميع الرسل السابقين لبولس واللاحقين كانوا على درجة عالية من الأخلاق ومشهود لهم بالصدق والأمانة...
لقد أكد عيسى عليه السلام على هذا فقال:
"مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟ (يوحنا 8: 46)"
إذا كيف للناس حقاً أن تؤمن برسول من الله له تاريخ شنيع في الإجرام... أو كيف يمكن لهم أن يصدقوه لو أنه كان مشهوراً بالكذب وقلة الأمانة....
هذه هي الحقيقة التي وصلت إليها زميلتي هاجر وعبرت عنها بكل بساطة...
كما أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قد قال شيئاً مماثلاً:
(( إذا قلت لكم إن خيلاً وراء هذا الوادي تريد ان تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟ قالوا نعم والله ما جرّبنا عليك كذباً، قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.. أنا رسول الله إليكم.. فقام عمه أبو لهب وقال: تباً لك ألهذا جمعتنا ؟!!))
سلام