يا سيد عبد التواب .. وأى ألم أعظم من الموت الذى دخل الى طبيعة الجنس البشرى ؟

وما تقول عنه أنت مهزلة هو طريقك الوحيد للخلاص من الهلاك الأبدى فى جهنم الأبدية حيث الشيطان وكل جنوده ومن إتبعه بإحسان الى يوم الدين .

الطفل لا يولد كامل الطهارة والبراءة .. ولكن بحكم أنه طفل لا يدرى بعد ما هو الشر وما هو الخير .. ولكننا نلاحظ فى الأطفال الصغار نوازع شريرة مثل الغيرة والأنانية وغيرها وهذا دليل على دخول الشر الى الجنس البشرى .

الفساد والموت والخطايا لم ولن تزول حتى قيام الساعة .. لم يأتى المسيح لكى ينتزع الفساد والموت والخطية ممن لم يقبلوه بل ممن قبلوه فقط .. أما من رفضوه فسيظلون يعيثون فى الأرض فساداً ويكرهون ويحاربون ويقتلون أتباعه حتى تظهر علامة الصليب فى السماء فجأة ويأتى السيد المسيح له المجد على سحاب السماء معلناً إلوهيته للكفرة الملحدين .. وحينئذ ينوح سكان الأرض قائلين للجبال إسقطى علينا وللآكام غطينا من وجه غضب السيد المسيح له المجد لأن من يقدر أن يقف أمام غضبه .

السيد المسيح هو ابن الله وهو كلمة الله وهو الله .. فى البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله .


أما عن سقوط الإنسان فهو ناتج عن مزيج من الكبرياء وتعظم المعيشة .. فالإنسان دخل إليه الكبرياء بغواية الشيطان عندما قال له : إن أكلتما من تلك الشجرة "تصيران مثل الله" .. وتلك الخطية (الكبرياء) هى نفس الخطية التى سقط فيها الشيطان من رتبته الملائكية الى رتبته الشيطانية لأنه أراد أن يكون "مثل الله" .. ولهذا أخذ رتبته رئيس الملائكة ميخائيل ومعنى إسمه "من مثل الله" .

وتعظم المعيشة لأن المرأة نظرت الى تلك الشجرة وإذ هى "شهية للأكل" و "بهية للعين" .. مع أن كل شجر الجنة بأطايبه كان متاحاً أمامها ..

ولأن الإنسان قد خلقه الله بإرادة حرة عاقلة كان لابد من إختبار لتلك الإرادة الحرة العاقلة لكى يتزكى الإنسان أو يسقط .. وللأسف قد سقط الإنسان .. ولكن شكراً لله الذى أخذ طبيعتنا الساقطة لكى يلبسنا رداء بره ويردنا إلى فردوسه المفقود .