أستاذي إبراهيم آسف ربما أكون تأخرت عليك ، وتساؤلك جميل حول كثرت الأعمال الأدبية التي أصبح الغث فيها أكثر من السمين ، وهذا في نظري نابع من شهوة التكاثر فحتى على نطاق القنوات الفضائية والمواقع الإنترنتية والكتب أصبح الجيد يحتاج طول نَفَس للوقوف عليه ، وعلى كلٍ يبقى لكل عمل جمهوره والذي يتكاثر عليه وتتخرج الأجيال على ما تقتاته عليه من هذه الموائد الرخيصة / الثمينة ، ويظهر التنوع في المجتمعات الذي تحمد فلسفته وتمقت مظاهره ، والعجلة تدور ولن يصح إلا الصحيح ..

بالنسبة للرواية وعندما نأتي للنقد الفني بعيداً عن تقييم أحداثها من حيث الصواب والخطأ ، فالمؤمل بالروائي ـ كما في الرواية المذكورة ـ أن يصور المجتمع كما هو ، وخصوصاً أن الرواية كما يذكر كاتبها حقيقية ، أو تحاكي الواقع ، لكن تتفاجأ أن الروائي يصور عما هو غير واقع ويوهم القارئ أن هذا هو المجتمع الذي يتحدث عنه ، وهذا هو حال بعض أجزاء الرواية وخصوصاً ما يتعلق بالمعاكسات ، الروائي بهذه الطريقة لم يتحدث عما أراد الحديث عنه ، هذا هو نقدي لهذه المسألة الذي أراه استغفل القارئ فيها ، أما ما يتعلق ببعض الجوانب فأرى أنه لا مس الجرح وأعطى صورة واقعية كالتصنيف القبلي في عقود الزواجات .
وهذا الخلل المتعمد ـ أحياناً ـ لا يقتصر على كتاب الروايات وإن كان يتذرع بعضهم بالخيال لإسقاط رؤية مؤدلجة لما يحاول الحديث عنه ، بل مخرجوا ـ بعض ما يسمى بالأفلام الوثائقية ـ والذي تضحك أحياناً من الاستغفال المكشوف لعقل المشاهد وخصوصاً عندما يتحدث عما تعرفه تماماً ، وهذا يزيد من قناعتي دوماً كل ما أقع على مثل ذلك أن الحياد ما هو إلا أسطورة ،،،


بهاء ، يارا شكراً لكما