اكد عدد من محامي فريق الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لوكالة فرانس برس اليوم الاحد ان صدام كان يتوقع صدور حكم الاعدام بحقه وكانت "معنوياته حديدية".
وقال المحامي التونسي احمد صديق احد اعضاء فريق الدفاع "نحن كنا 12 محاميا من فريق الدفاع الذين التقوا به بعد ظهر يوم امس السبت ولمدة اربع ساعات".

واضاف "لقد كانت معنوياته عالية جدا، معنويات حديدية. وقال لنا انه متأكد من صدور حكم الاعدام بل هو الذي كان يحاول ان يرفع من معنوياتنا ويقول لنا +لقد فعلتم كل ما بوسعكم ان تفعلوه ولكن المحكمة تتلاعب في الحكم+".

واكد صديق ان "فريق الدفاع سيستأنف ويستكمل كافة الاجراءات القانونية".

واشار المحامي التونسي ان "فريق الدفاع لم يتفاجأ بصدور مثل هذا الحكم لان جميع اجراءات المحكمة كان تقود الى مثل هذا الحكم".

واعتبر ان هذا الحكم هو بمثابة "هدية منسقة لمساعدة (الرئيس الاميركي جورج) بوش كي يتجاوز المصاعب الانتخابية التي تواجهه" في اشارة الى انتخابات الكونغرس الاميركي المقبلة التي ستجرى الثلاثاء المقبل.

وذكر المحامي ان صدام حسين كان قد بعث الاسبوع الماضي برسالة الى رئيس المحكمة طلب منه ان يؤجل موعد صدور الحكم "كي لا يشك بانها موجهة من قبل المصالح الاميركية".

واعاد المحامي التاكيد بان الدفاع "لم تعط له اي فرصة لتقديم مرافعاته" مشددا على ان هذه المحكمة كانت "فضيحة للعدالة".

واكد ان طرد المحامي الاميركي رمزي كلارك جاءت فقط "لانه اعطى للمحكمة مرافعة خطية لاكثر من 250 صفحة تحمل نقاطا قضائية بحتة تشكك في شرعية المحكمة".

وذكر صديق بأن المحكمة كانت ترفض دائما استلام المرافعات الخطية للدفاع.

من جانبه، اوضح المحامي خليل الدليمي رئيس فريق الدفاع لوكالة فرانس برس ان "لا صدام حسين ولا رفاقه ولا نحن استغربنا صدور مثل هذا القرار الجائر".

واضاف "نحن منذ اليوم الاول لتأسيس هذه المحكمة قلنا ان المحاكمة سياسية ولا مكان فيها للقانون ونبهنا الى وجود الكثير من المغالطات في الاجراءات الجوهرية للمحاكمة".

وتابع الدليمي "رغم هذا كان لا بد من حضورنا الا ان هذا لا يعني شرعنة المحكمة بل لكشف هذه المغالطات والملابسات للرأي العام العالمي" ، مشيرا الى انها "محكمة غير دستورية وباطلة".

وقال "نحن نعتبر قرار الحكم قرارا جائرا ولو كانت المحكمة نزيهة لكانت قد برأت صدام ورفاقه لانهم لم يقوموا باي جريمة".

ورأى الدليمي ان "سبب اصدار هذا الحكم هو ان الولايات المتحدة شعرت ان بقاءها في العراق لا يمكن ان يستمر لاشهر طويلة طالما ان المحاكمة باقية فهي لا تستطيع ان تخرج ولذلك كان لا بد ان تنهي المحاكمة وتحكم على صدام بالاعدام فهي تريد الخروج من العراق بأي ثمن كان".

واشار الدليمي الى ان فريق الدفاع التقى بصدام حسين السبت، وقال "لقد وجه صدام رسالة الى الشعب العراقي يدعوه فيها الى نبذ العنف الطائفي وتوحيد صفوفه وتحرير العراق من الاحتلال".

واضاف ان "صدام طالب كذلك بعدم الانتقام من الشعوب التي شاركت بلدانها في احتلال العراق فالشعوب شيء والحكام شيء اخر... ودعاهم الى التفريق بين الاثنين".

وحكمت المحكمة على صدام حسين وبرزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق ورئيس محكمة الثورة السابق عواد البندر بالاعدام شنقا حتى الموت في هذه القضية، بعد ادانتهم بالمسؤولية عن مقتل 148 قرويا شيعيا في قرية الدجيل الشيعية شمال بغداد في مطلع الثمانينات.