عزيزي "الزعيم رقم صفر"،

إليك ما ورد في الرسالة إلى العبرانيين، وهو بالمناسبة كان موضوع القراءة الثانية من الكتاب المقدس في قداس الأحد هذا الأسبوع:

20وبِقَدْرِ ما لم يَحدُثْ ذلِكَ بلا يَمين, فإِنَّ أُولئِكَ صاروا كَهَنَةً بلا يَمين، 21 وأَمَّا هذا فبِيَمينٍ مِنَ الَّذي قالَ لَه: (( أَقسَمَ الرَّبُّ، ولَن يَندَم، أَنَّكَ كاهِنٌ لِلأَبَد )) 22صارَ يسوعُ كَفيلَ عَهْدٍ أَفضَل. 23 أُولئِكَ الكَهَنَةُ كَانَ يَصيرُ مِنهُم عَدَدٌ كَثير لأَنَّ المَوتَ يَحولُ دونَ بَقائِهِم، 24 وأَمَّا هذا فلأَنَّه لا يَزول، لَه كَهَنوتٌ فَريد. 25فهُو لِذلِك قادِرٌ على أَن يُخَلِّصَ الَّذينَ يَتَقَرَّبونَ بِه إِلى اللهِ خَلاصًا تامًّا لأَنَّه حَيٌّ دائمًا أَبَدًا لِيَشفَعَ لَهم.

كمال عظيم الكهنة السماوي
[COLOR=Blue]26 فهذا هو عَظيمُ الكَهَنَةِ الَّذي يُلائِمُنا، قُدُّوسٌ بَريءٌ نَقِيٌّ ومُنفَصلٌ عنِ الخاطئين، جُعِلَ أَعْلى مِنَ السَّمَوات،

فأين تجد في هذا الكلام أي إشارة أو إفصاح عن كون الإنسان يرث خطيئة أو يتأثر بخطيئة أو تنتقل إليه خطيئة، أو أن يسوع ولد بدون خطيئة-تمييزاً له عن بقية بني أدم؟!؟!؟!


أما نص رسالة القديس بولس إلى أهل روما، فهذا هو:

12 فكَما أَنَّ الخَطيئَةَ دَخَلَت في العالَمِ عَن يَدِ إِنسانٍ واحِد، وبِالخَطيئَةِ دَخَلَ المَوت، وهكذا سَرى المَوتُ إِلى جَميعِ النَّاسِ [COLOR=Blue]لأَنَّهُم جَميعاً خَطِئوا

فكما ترى من اللون الأزرق، استدلال القديس بولس هو "أن جميع الناس خطئوا". أي أن الموت هو حتمية كلّ إنسان لأن كلّ إنسان ارتكب الخطايا وليس لأن كل إنسان يرث خطيئة أدم.

والقضية في الإصحاح قيد النقاش من رسالة بولس الرسول ليست تبيان أن الجميع باتوا تحت حكم الموت بسبب زلة إنسان واحد، بل أن يبين أن الخلاص الذي حققه يسوع يشمل كل إنسان وذلك بالانطلاق من المفهوم السائد في تلك الأيام والذي يقول أن أدم أخطأ فاستحق الطرد من الجنة (من الحياة الخالدة) وأن يكون عرضة للموت، وقد سرى ذلك على جميع أحفاده وذريته (أي البشرية جمعاء). هذا الفكر لا يهم بولس كثيراً، بل يهمه أن يبين أنّ عمل المسيح الخلاصي يشمل البشر أجمعين. فالذي يقول بموت كل إنسان بسبب زلة إنسان واحد، لا يمكنه أن ينكر سريان مفعول الخلاص الذي حققه المسيح على كل إنسان.

ليس هناك حديث عن وراثة الخطيئة، لكن إن شئت، هناك حديث عن سريان نتيجة خطيئة أدم (أي الموت والألم والطرد من الجنة) على كل إنسان - ويوضح القديس بولس أن السبب هو أن الجميع أخطأوا.

هذا بخصوص ما يتعلق بالكتاب المقدس، أما بخصوص الفقرة المستقاة من موقع "كلمة الحياة" فمع كلّ الاحترام لكنها غير ملزمة لأحد. وكذلك أقول أيضاً عن تعاليم القديس أغسطينوس الذي ارتكب خطأ فظيعاً في تفسيره لرسالة القديس روما وكان هو المؤسس الفعلي (بخطأه) لفكرة الخطيئة الأصلية المتوارثة.

وأنا متفائل جدّاً أن الكنيسة (أقله الكاثوليكية) ستعيد النظر قريباً في قضية الخطيئة الأصلية ومفهومها وتوارث الخطيئة كما أنها أعادت النظر في قضية الأطفال الذين يموتون بدون معمودية.

تحياتي القلبية