مرافعة رائعة من محامي قدير "بتنزل المشنوق عن حبل المشنقة"

لو سمعتها لجنة تحكيم معصوبة العنين لوقعت شك البراءة



ولكن هل يوجد مدعي عام يمكن أن يقول، أي هو حق ملايين الأبرياء الذين زهقت أرواحهم على أيدي القائد المفدى؟


أم نحن العرب نسير وراء مشاعرنا معصوبي العنين مسدودي الأذنين، مقطوعي اللسان؟

ربما يا سيدي الكريم قد أورت حقائق، لو نظر إليها المواطن المغفل لركع و سجد للقائد المفدى بعد الله و رسوله.

أسمح لي يا سيدي الكريم أن أقول لك بأن صدام حسن، ليس أحسن من باقي الحكام العرب، بل برأيي الخاص، من أسوئهم. لست عراقيا، و قد نقول فخار يكسر بعضو.. ولكن تصرفاته لا تقتصر بنتائجها على الشعب العراقي.

لا أملك الوقت و لا المقدرة الأدبية حتى أتحف القراء بمرافعة معاكسة..


و لكن لي بعض الأسئلة..

هل تجيز له مواقفه "الوطنية، لنسميها هكذا" أجرامه و حماقاته؟

هل يمكن أن تبرأه من أرواح الملاين، و من بينهم أناس قتلهم بيده و لم تشفع لهم قرابتهم و لا تضحياتهم و لا الأمان الذي وعدوا به.

هل يمكن لك أن تفسر لنا ماذا جناه العراق من حربه مع أيران... هل أثمرت أرواح الملاين التي زهقت من أجل لا شيء. و الأموال التي احترقت على الفراغ، "تبرعات للفلسطينين" التي تستدر بها عطفنا لا تشكل قطرة من الأموال التي هدرت من أجل هذه الحرب الحمقاء. اغتنى بها تجار السلاح و دفع ثمنها أهل الأرض من جميع الأمم بما سببته من ارتفاع بأسعار المحروقات.

هل يمكن أن تنكر الحماقة الكبيرة التي وقع بها جراء غزو الكويت. لا أشك بأنها فخ جرجر إليه، و بوقت كانت تخرج بها الجيوش الامريكية من المانيا الشرقية، أوجد لها صدام عملا بالخليج، و سلم بحماقته مفاتيح بترول الخليج للغرب.

أنا يا صديقي لا ألوم الغرب لوضع يديه على مصادر ثروة العرب، و لكن اللوم يقع على الغبي الأحمق الذي أعطاهم الفرصة بذلك.

أليس هو من عمل من جيشه "بعبع" يهدد بتركيع أمريكا، و خوفها بامتلاك السلاح النووي، أليس هو من أعطاهم الفكرة و المبرر لغزو المنطقة ببلاهته و حماقته؟

كيف كان صمود هذا الجيش العقائدي. هل ما زال أحد يفتخر بأنه سادس جيش بالعالم؟


لآخر لحظة كانت ورقة اللعب بيده, كان بإمكانه التنحي وتسليم السلطة بشكل ربما، أقول ربما، كان قد جنب ما آل العراق اليه اليوم.


لماذا وصل العراق إلى ما وصل إليه اليوم، و لماذا تضعون السبب دائما بالغير.
الانفجار الذي يعاني منه العراق سببه صدام و أجرامه و تعسفه خلال عشرات السنوات.

هل وحده الوجود الأمريكي ما يقف وراء هذه الفوضى العارمة؟

لو كان بالعراقيين ذرة من الوطنية التي أوهمهم بها صدام لما وصلوا لما هم به الآن.


شعب بلد من أغنى بلاد العالم، بثروات هائلة، كاد يموت من الجوع، و الخوف و القهر. و التعذيب و القمع بظل حاكم أبله و أحمق ينكل به ليل نهار. ماذا تتوقع منه.

الحسنات التي تحاول أن تسلتطفنا بها و تستدر دموعنا لا تبرر لصدام.

برأيي أن شنقه الف مرة لا يكفيه.