دكتور محمد ..

كاتب هذه المرافعة هو الصديق الكبير جعفر علي الذي لايتواجد حاليآ هنا .. على ذلك فإنه لن يكون قادرآ على الرد عليك .

بإسمي أنا يمكن أن أفعل :

ولكن هل يوجد مدعي عام يمكن أن يقول، أي هو حق ملايين الأبرياء الذين زهقت أرواحهم على أيدي القائد المفدى؟

كلا ولاحتى في عراق أمريكا نفسه لأن صدام حسين لم يزهق أرواح ملايين لا أبرياء ولا مجرمين .. يمكنك إن شئت أن تثبت لي العكس .

هل تجيز له مواقفه "الوطنية، لنسميها هكذا" أجرامه و حماقاته؟

كلا .

هل يمكن أن تبرأه من أرواح الملاين، و من بينهم أناس قتلهم بيده و لم تشفع لهم قرابتهم و لا تضحياتهم و لا الأمان الذي وعدوا به.


قلنا لم يقتل ملايين .. هل يمكن معرفة مصدر هذا الرقم ؟

من هؤلاء الأقرباء الذين تعنيهم ؟ زوجا أبنتيه مثلآ ؟

هل يمكن لك أن تفسر لنا ماذا جناه العراق من حربه مع أيران... هل أثمرت أرواح الملاين التي زهقت من أجل لا شيء. و الأموال التي احترقت على الفراغ، "تبرعات للفلسطينين" التي تستدر بها عطفنا لا تشكل قطرة من الأموال التي هدرت من أجل هذه الحرب الحمقاء. اغتنى بها تجار السلاح و دفع ثمنها أهل الأرض من جميع الأمم بما سببته من ارتفاع بأسعار المحروقات.


أولآ أقسم بأن جعفر علي لايريد أن يستدر عطف أحد .. ماكتبه جعفر علي هي ( حقائق ) والهدف من كتابة أي حقيقة هو معرفتها لأن الكثيرين لايعرفون خاصة وإننا نخرج من أوطان شمولية لانسمع فيها إلا مايريدونه الحكام فحسب.

صدام حسين ليس مسئولآ عن حرب إيران .. المناوشات الحدودية بدأتها إيران وأشتكى العراق للأمم المتحدة وأخيرآ رد لكن إن أفترضنا جدلآ إن صدام حسين قد شن الحرب دون مناوشات مسبقة فنحن لن نستطيع أن نتجاهل إن صدام حسين قبل جميع المبادرات الدولية والإسلامية لوقف الحرب وإيران رفضت .. إيران رفضت إيقاف هذه الحرب الحمقاء لمدة ثمان سنوات .. طبعآ سوريا الأسد لم تخبركم بذلك .. يمكنني أن أفهم ذلك تمامآ .

هل يمكن أن تنكر الحماقة الكبيرة التي وقع بها جراء غزو الكويت. لا أشك بأنها فخ جرجر إليه، و بوقت كانت تخرج بها الجيوش الامريكية من المانيا الشرقية، أوجد لها صدام عملا بالخليج، و سلم بحماقته مفاتيح بترول الخليج للغرب.

صدام حسين لم يجلبها للخليج .. من جلبها للخليج هم أخوته ( الأبرياء الشرفاء ) بدءآ بضرب الإقتصاد العراقي مرورآ بعرقلة أي تفاهم مابين العراق والكويت ثم رفض حل الأزمة عربيآ وأخيرآ ضرب العراق تحت الراية الأمريكية والغربية والتاريخ قريب والعالم صغير ولم يعد بالإمكان فيه إخفاء الحقائق إلى أبد الآبدين .

أليس هو من عمل من جيشه "بعبع" يهدد بتركيع أمريكا، و خوفها بامتلاك السلاح النووي، أليس هو من أعطاهم الفكرة و المبرر لغزو المنطقة ببلاهته و حماقته؟

سبحان الله ..

هذا مايقوله جعفر علي .. كان على صدام أن يكون كحكام الخليج ينشغل بالقمار ومجالسة الجواري كي تتركه أمريكا في أمان .. نعم لو كان كذلك لتركته أمريكا في أمان .. عبدآ تدوس على رأسه وتراب وطنه كلما شاءت لكنه أبى .. ماأجمل البلاهة والحماقة إذا كانت تعني العزة والكرامة ولعنة الله على الذكاء الذي يجعلنا نحيا تحت أحذية من هب ودب عبيدآ بلا شرف ولاكرامة .

كيف كان صمود هذا الجيش العقائدي. هل ما زال أحد يفتخر بأنه سادس جيش بالعالم؟

نعم .. هذا الجيش العقائدي مازال صامدآ حتى اللحظة لايمنع أمريكا من تحقيق النصر فحسب بل هو اليوم يهزمها .

لآخر لحظة كانت ورقة اللعب بيده, كان بإمكانه التنحي وتسليم السلطة بشكل ربما، أقول ربما، كان قد جنب ما آل العراق اليه اليوم.

لماذا وصل العراق إلى ما وصل إليه اليوم، و لماذا تضعون السبب دائما بالغير.
الانفجار الذي يعاني منه العراق سببه صدام و أجرامه و تعسفه خلال عشرات السنوات.

هل وحده الوجود الأمريكي ما يقف وراء هذه الفوضى العارمة؟


هذا ليس صحيحآ .. بوش نفسه أعلن أمام العالم إنه سيحتل العراق تنحى صدام أم لم يفعل وماآل إليه العراق سببه ثلاثة : أمريكا وإيران وكلابهما .

لو كان بالعراقيين ذرة من الوطنية التي أوهمهم بها صدام لما وصلوا لما هم به الآن.


لدى العراقيين وطنية تكفي العالم كله لو وزعت عليه .. عار عليك إتهامهم بعدم الوطنية وهم الذين لايحمون العراق فحسب بل هم من ذادوا عن دمشق نفسها يوم كان جيشكم ( الوطني ) يتقهقر بالسرعة القصوى أمام الصهاينة .

شعب بلد من أغنى بلاد العالم، بثروات هائلة، كاد يموت من الجوع، و الخوف و القهر. و التعذيب و القمع بظل حاكم أبله و أحمق ينكل به ليل نهار. ماذا تتوقع منه.

هذا الشعب ظل غنيآ يفيض على أشقائه العرب من خيراته حتى تكالب عليه هؤلاء الأشقاء وحاصروه وأفقروه وسرقوه تحت الحذاء الأمريكي .