[CENTER]انظر يا صديقي ، مع ان الموضوع قيل فيه الكثير، إلا أنني سأرد هنا فقط لأجلك أنت ولأجل الأسم العظيم الذي تحمله .
لقد تعاملت المنظومة الذهنية السياسية في إيران -منذ قديم العصور وإلى اليوم- مع العرب من منظور العقدة الفارسية ، وهي في تعريفي الشخصي "شعور الإيرانيين بأن العرب هم الخطر الاستراتيجي الأكبر الذي يتهددهم بالنظر طبعاً إلى البعد التاريخي للعلاقة بين الطرفين ابتداءً بمعركة "ذي قار" التي كانت ردة الفعل العربية الأولى عسكرياً تجاه محاولات السيطرة الفارسية على الأقاليم العربية، وتتويجاً بالهزيمة الساحقة التي أنزلتها الجيوش العربية بالجيوش الفارسية في معركة "القادسية" وما تلاها من سيطرة عربية على الأراضي الفارسية ، وإنهاء وجود إمبراطورية فارس .
ومن هنا فقد تولد لدى الإيرانيين الشعور بالنقص أمام العنصر العربي على امتداد التاريخ ، وأسفر ذلك عن نشوء فكرة الانتقام من العرب كفكرة مسيطرة على الذهنية الفارسية على امتداد تاريخها ، ولن نعود إلى التاريخ لسوق الأمثلة على الكيفية التي تعامل فيها الفرس مع العرب ، وهي كثيرة جداً ، وتمحورت أساساً على تدمير المشروع الحضاري العربي بكل السبل والإمكانات المتاحة لدى العناصر الفارسية التي خلق العرب منهم عنصراً حضارياً في ظل الأيدلوجية الإسلامية للمشروع الحضاري العربي ، ولكن الفرس وعلى امتداد التاريخ قد استغلوا هذا الغطاء الإسلامي للنيل من الحضارة العربية ومقوماتها .
ومنذ انهيار نظام الشاه الذي تعامل مع العرب من نفس المنطلق ، وظهور النظام الفارسي (المغلف بالطابع الإسلامي) في إيران ، استمر العمل على تحطيم أي مشروع نهضوي عربي ، ولكن مكمن الخطر في هذا النظام – والذي يختلف فيه عن نظام الشاه - يتأتى من كون الفرس عادوا إلى انتهاج نفس الأسلوب القديم الذي مكنهم من تدمير الإمبراطورية العربية الإسلامية ، والمتمثل في اتخاذ الإسلام غطاءاً لتحركاتهم ، وطريقاً سهلاً للدخول إلى المنطقة العربية ، إدراكاً منهم للحساسية الإسلامية لدى العرب تجاه التعاطي مع الإسلام الذي مثل للعرب الأيديولوجية الفكرية في سعيهم نحو بناء الإمبراطورية العربية .
وهنا ظهر التعاون الفارسي – الغربي ضد العرب ، حيث أنه كان من البديهي أن يلجأ الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة وريثة الفكر الاستعماري الغربي إلى أحفاد فارس للإكمال حلقة التطويق الغربية للمنطقة العربية بعد أن نجحت بتثبيت الكيان الصهيوني في فلسطين والقائم كما هو معروف على الحقد اليهودي على العرب تاريخياً منذ السبي البابلي وحتى إبادة الوجود اليهودي في المنطقة على يد الرسول العربي الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، والطرف الثاني في هذا الطوق كان الدولة التركية التي استطاع العرب التخلص من استعمارها الذي أمتد إلى أربعة قرون ، وعانى العرب كثيراً من محاولات هذا الاستعمار لسحق الشخصية العربية وتحويلها إلى مجرد جزء هامشي من مشروع بناء الإمبراطورية التركية على حساب تراجع الدور الحضاري العربي ، فكان التوجه إلى إيقاف أي نشاط حضاري عربي خلال تلك الفترة الطويلة ، والتي ساهمت بشكل كبير في معاناة العرب من تخلف حضاري واضح منذ انتهاء هذا الاستعمار المتخلف أصلاً .
أما الطرف الثالث والذي توفر فيه الكره الشديد للعرب ايضاً ، كان الفرس في إيران ، بالإضافة إلى توفر الخبرة التاريخية الفارسية في النيل من العرب ، وبذلك أكملت إيران الفارسية بشقيها ( الشاهنشاهي ، والمُغلف بالإسلام ) الدائرة المتعاونة مع الغرب في سحق أي مشروع نهضوي عربي في العصر الحديث .
واللافت للنظر أن هذه الأطراف الثلاث شهدت تعاوناً دائماً فيما بينها ضد العرب ، وهذا ما لم يلاحظه الكثيرون ممن درسوا طبيعة العلاقة بين العرب وهذه الأطراف ، فمن المعروف تاريخياً أن الإمبراطور الفارسي ( قورش ) هو من أعاد اليهود إلى فلسطين بعد نجاح نبوخذ نصر في القضاء على وجودهم هناك ، وكيف ساهم التعاون بينهم آنذاك بسحق المشاريع الحضارية العربية في العراق وفلسطين ومصر ، وهذه حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها ، كما لا يمكن إنكار التعاون اليهودي التركي ضد العرب خلال الاستعمار التركي للمنطقة العربية ، والذي لا زال قائماَ حتى هذه اللحظة ، كما لا يمكن إنكار التعاون الإيراني ونظام الآيات مع إسرائيل ، إبتداءاً بالاحتلال الإيراني للجزر العربية الإماراتية والذي أكمل فيه النظام الإيراني الجديد مخطط الشاه بتحويل أنظار العرب عن إسرائيل في العام 1972 والذي كان يشهد قمة التعاون العربي تجاه إسرائيل ، مروراً بالمساعدة العظيمة التي قدمتها إسرائيل لإيران بضربها المفاعل النووي العراقي وذلك مقابل خدمة إيران لإسرائيل بتحويل القدرة العسكرية العراقية بعيداً عن ساحة الصراع العربي الإسرائيلي ، في مرحلة تعتبر من أحرج مراحل هذا الصراع والتي شهدت احتلال إسرائيل لثاني عاصمة عربية بعد القدس وهي العاصمة اللبنانية بيروت ، وجاءت فضيحة إيران غيت لتكشف بعضاً من خيوط المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية الفارسية ضد العرب ، وبقي المخفي أعظم .
ونعلم حالياً مدى المساعدة التي قدمتها إيران للولايات المتحدة سواء في أفغانستان أو العراق . وهي لا تحتاج إلى دليل ، فقد تفاخر كبار المسؤولين الإيرانيين بدور إيران في سقوط أفغانستان والعراق، فهذا محمد ابطحي نائب الرئيس الإيراني السابق يعلن بكل وقاحة خلال مشاركته في منتدى المستقبل الذي عقد في الإمارات في يناير 2005 ، عن دور إيران الذي لولاه ما تم احتلال أفغانستان والعراق بهذه السهولة. كما كانت إيران هي أول دولة اعترفت رسميا بالسلطة غير الشرعية لمجلس الحكم الانتقالي المعين من سفير الاحتلال في بغداد، ولا تنسى أن المرشد الروحي الأعلى لإيران شكر (ربه) على النصر الذي تحقق في العراق، وذلك في أول منبر جمعة اعتلاه في طهران بعد الاحتلال الأمريكي للعراق.

باختصار يا عزيزي

(إيران وإسرائيل الخطر الأكبر على أي مشروع عربي) والمسألة ليست عاطفة بل واقعية سياسية ، وامتلاك إيران للقوة النووية وهذا التدليل الأمريكي لها تحت غطاء الرفض (الأهبل) ما هو إلى إكمال للمشروع .

على فكرة لو كانت الولايات المتحدة ترغب فعلياً في منع إيران من امتلاك القوة النووية لفعلت ذلك بكل سهولة ، ومصر والعراق وليبيا أكبر دليل .
وبالمناسبة يا ريت أحد يذكر لي مثال على عالم نووي إيراني تعرض لمجرد الدوس على كندرته من الموساد والمخابرات الأمريكية التي (((((((((((((((((((((((((((((تترصد لهم)))))))))))))))))))))))))

اقولك انا زهقت من الحكي
سلاااااااااااااام [/CENTER]

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	هل إيران شريك في صفقة تمرير سايكس بيكو الجديدة؟	زحل بن شمسين	2	134	09-24-2014, 06:32 AM آخر رد: زحل بن شمسين
	حمار مصراته لرجوع الامريكان لاحتلال المنطقة من جديد ؟؟؟؟؟؟	زحل بن شمسين	0	162	09-18-2014, 06:19 AM آخر رد: زحل بن شمسين
	الولايات المتحدة والولع بالمؤخرة الايرانية.. المخابرات الغربية وصناعة دولة الملالي	أسير الماضي	0	208	08-12-2014, 11:14 PM آخر رد: أسير الماضي
	الولايات المتحدة والولع بالمؤخرة الايرانية.. المخابرات الغربية وصناعة دولة الملالي	أسير الماضي	0	187	08-12-2014, 11:03 PM آخر رد: أسير الماضي
	إيران وأذرعها في المنطقة ... معركة الوجود والنفوذ والمصير	زحل بن شمسين	1	420	06-03-2013, 02:04 AM آخر رد: زحل بن شمسين