العزيز الغالي
يسعدني حضورك بعد غياب

جميل هذا الذي طرحته لانه يتردد منذ مدة، وخصوصا مع صعود حركة المقاومة الاسلامية الى سدة هذه السلطة التي تطالب بامحائها ويطالبها الآخرون بنفس الوقت باتخاذ قرار سياسي يكون بمناسبة حكم اعدام على موقفها النضالي ..
و منه اسالك ردا على اقتراحك أعلاه:

هل وجود الدولة الفلسطينية المحدودة يجهض فعل المقاومة؟
ولتوضيح القول اصيغ سؤالا اقرب :
هل المقاومةالفلسطينية على ارض فلسطين و ضد قوى الاحتلال مباشرة كانت اكثر فاعلية منها قبل وجود الدولة عما هي عليه بعد وجودها ؟؟؟
و الجواب المنطقي الاحصائي ب: لا على السؤال الثاني يفيد بالضرورة ب : لا للسؤال الأول....

المقاومة موجودة بالفعل وبالقرار و كذلك السلطة فاذا كانت بدورها موجودة بالفعل وبالقرار فلا يمكن ان تكون عائقا امام الوجود الثاني.. اظن تاريخ العمليات المقاومة في اسرائيل كانت على اشدها ابان السلطة التي اسسها الراحل عرفات و الذي ظل حتى أخر ايامه يلعب بها "بهذه المقاومة" ورقة ان لم تكن رابحة فهي كانت اساسية في جعل لعبة المقاومة والسياسة مستمرة جنبا الى جنب..

مشكلة السلطة الفلسطينية حاليا مشكلة ديموقراطية مشكلة عربية في الدرجة الاولى تتلخص في تداول السلطة و المعارضة لحكم البلاد وهذا ما لا تستطيع تقبله المعارض الحالية... و لكن المشكلة تنبع فعلا بان المعارضة السابقة التي تحكم الآن كانت بالفعل هي سيدة المقاومة ورائدتها و بذلك عكست ديموقراطيا وليس ايدولوجيا رأي الشعب الفلسطيني..
ان تجربة السطة الفلسطينية بعد اوسلو تجربة مهمة اختزلت افكارا متفاوتة وحرقت مراحل على درب النضال من اجل التحرير والاستقلال.. فكانت بمثابة تأيد للرأي الداعي للنضال السياسي والحضاري والليبرالي ... الخ الذي يرضي الغرب الاب الشرعي لاسرائيل، وبنفس الوقت كانت تلعب بورقة المقاومة العسكرية وتشترك معها عبر بعض الفصائل في المقاومة رغم بعض مظاهر الملاحقة والاعتقال من قبل السلطة لمن كانت تصفهم اسرائيل بالارهابين و تطالب برؤوسهم...
ليس اسهل للمعارضة الآن من ان تعمق دورها كمعارضة ديمقراطية سوى ان تلعب بدورها لعبة المقاومة وبذلك تنتزع ديمقراطيا و شعبيا من السطة القائمة ادواتها التي اهلتها لقيادة النظام الفلسطيني...


طبعا كل هذا الكلام يبقى نظريا اذا استثنينا الوصف الارهابي الذي لايرى الغرب به هذه السلطة القائمة حاليا الا من خلال منظوره الضيق و المحروف ....
هذا المنظور استطاع لانحرافه ان ينكر العملية الديموقراطية "برأي الجميع" لتداول السلطة التي اوصلت هذا الارهاب الى سدة الحكم ويجعل من هذا الوصف :"ارهابي" اشد شأنا و اعلى مطلبا من "الديموقراطية" بحد ذاتها...


للاسف اطلت الرد واختصر منهيا بكلامي باني لا أرى أي تعارض بين وجود السلطة الفلسطينية والمقاومة المسلحة.. وانما المشكلة هي في ماهية هذه السلطة ونضالها السياسي الموازي....


ويسعدني دائما النقاش معك و قراءة مواضيعك

واسلم عزيزا
:97: