الأعزاء

تحية و بعد

ما قلته أعلاه ليس سوى رأي شخصي مبني على تتبع الأحداث و تحليلها بمنطقي.

لست أكثر من مواطن عربي عادي خرج من بلاده منذ أكثر من ربع قرن. تفتحت عيونه و مازل لسانه مربوط و أشكر الله و بيل غيت و شلته بأنهم أنعمو علينا بالأنترنيت كي نخربش عليها.

أعترف أني لست رجل تاريخ و لا سجلات، ولست ذلك الشخص الذي قضى عمره و هو يجمّع الأدلة لكي يدن هذا الرجل.

و العراق ليس همي الوحيد بهذه الدنيا.

علما أن رأيي لم أطلقه هكذا جزافا بل يشاركني به الملايين.

أخشى أن أضفت على ما ذكرته أعلاه أن يدخل ضمن التكرار الممل. فأعذرونا.

بالنسبة لمسؤولية صدام بحرب العراق، ما أعتقده ليس أكثر من تتبع الأحداث التي عشتها و تلقيتها عبر وسائل الأعلام المتوفرة ساعتها. ليس فقط الأعلام الحكومي، و هذا لا ينفي أن هذا الأعلام موجه.. فلست غبيا لهذه الدرجة ربما أكون على خطأ. و من يدري ربما أغير رأيي يوما ما.


و لكن هذا لن يكون سهلا، لأن مسؤولية الرجل الدامي أصحاب الحروب التي لا تتوقف هو أمر غير مستغرب. صدام حسين بطبعه حربجي، و الدليل أنه لم يخلع البزلة العسكرية لآخر لحظة عكس باقي حكام العالم الذين ـ مع الكثير من الاستثناءات ـ الذين خرجوا من صفوف الجيش ليتسلموا السلطة.

هذا أمر منطقي، لأن رئيس الدولة له مسؤولية مدنية قيادية تغلب على مسؤوليته الحربجية.

و لكن صدام حسين ولد ليحارب، و عاش ليحارب ، و هاهو يسقط بحرب.

لذا لا غرابة من مسؤليته بحربه ضد أيران.

الدليل القطعي، بيد المؤرخين.

وقد ينقرض الشرق الأوسط قبل أن نصل لهذه الحقيقة.

و بجميع الأحوال ليس باتهامنا بالكذب و باستعمال الشتائم سيصل أي كان لإيضاح الحقيقة.

من ناحية أخرى توقيت الحرب كان بفترة بالكاد تخرج منها أيران الخميني من ثورتها، و لم تبني بعد قوتها. نقطعة الضعف هذه تستبعد الدور البادئ لأيران بالحرب، و تشير أن صدام حاول أن يستغل نقطة الضعف هذه بنظام بالكاد يستغني عن حفاضاته. و رغم ذلك باء بالفشل و لم يحقق النصر المرتقب.

و حتى يستعيد "عزته و كرامته" دخل بحرب الكويت قبل أن تلـتئم جروح حربه مع أيران.


يريد العزيز حسان أن أفرد له الجرائم التي فعلها صدام.

شو بدك أسرد لأسرد. لسنا هنا بموقف لنعيد محاكمته.

و لكنك تقول بعظمة لسانك عنه أن دكتاتور و دموي و مستبد.

ألا يكفي هذا؟

من منى لا يعرف أو لم يسمع كيف صفّى صدام رفاق دربه حتى يخلوا له الطريق، و كيف حافظ على سياسية التصفية هذه لكل من تجرأ أن يلمح له و لو من بعيد بمخالفة رأييه.

يعني عمل من نفسه رب لا يخطئ و لا يقال له لا.

التقتيل لمجرد المخالفة بالرأي أليست أجراما؟؟؟ ربما بالقوانين العربية الجواب سيأتي بالنفي.

طيب

حالة الفقر التي وصل لها أهل العراق رغم ثروات البلد الهائلة. كيف تصنفها. هل هي إدارة حكيمة، أم أن الحق ـ كالعادة ـ على الغير الذي حاصر و جوع العراق.

تجويع الشعب، و ارهابه، و تقتيل الألاف من الطوائف الأخرى من أكراد و شيعة. و التعذيب بالسجون و حرمان الملايين من حقوقهم المدنية، كل هذا هل تعتبره اشاعات مغرضة أم تلفيق أم تصرف طبيعي؟...


ربما يمكن، ربما الشعوب العربية لا تمشي ألا بالقمع و الترهيب و ربما بالمعيار العربي تصنف هذه الطرق القيادية بأنها طبيعية.

عفوا، و لكن بالنسبة لي هي إجرام بالتربيع.


ما يجري اليوم بالعراق.

أن قلت لكم أن سببه صدام، ستشتموني و تتهموني بالعمالة. و غيرها من الديباجات.


و لكن لنفكر بموضوعية، ماذا أوصل العراق لما هو عليه اليوم...

بالله عليكم لماذا تبحثون دوما عن الغريب لتضعوا الحق عليه.

صحيح أن أمريكا تريد السيطرة على المنطقة، و صحيح أنها تريد نهب خيراتها و من مصلحتها خراب العراق و و و و و و و كله نعرفه و صمخ آذاننا، و لكن من الذي حقق رغبة الأمريكان و خربه، من الذي يقوم بالأعمال الأراهبية و التفجيرات و الاغتيالات، هل سمتعم عن جندي أمريكي يضع على خصره حزام متفجرات و يندس بالناس الخارجين من الصلاة،،، و الباقي تعرفوه.

سنسمع نفس الديباجة، أحتلال و أمريكا و ببترول و شيعة و ايران و عملاء ووووو

و لكن من هو الذي وضع الحزام المتفجر على خصره؟؟ و من هو الذي حمل مسدس الأغتيال و قتل بدون محاكمة و بدون حق؟

ربما بالمعيارات العربية هذا أيضا طبيعي.

هل أنتم متأكيدن أن صدام ليس مسئولاً عن حالة الفوضى؟


لو كان فعلا حاكم عادل يستحق أن نفديه بأرواحنا، ـ أو بالآحرى يفديه العراقيين، ما لي علاقة ـ لماذا بنى حكمه على الكره الطائفي الذي يتفجر اليوم.

أه نسيت، نحن العرب لا تمشي معنا سوى هذه الطرق.



سؤال آخر،

هل كنتم تتوقعون أن يدوم صدام أبد الدهر؟


بغض النظر عن الطريقة التي سقط بها،
و على غرار الفرض الذي أقترحه السيد جعفر على "ماذا لو أنتصر هتلر"

لو فرضنا أن صدام مات موتة ربه، بجلطة أو برصاصة طائشة.

كيف تتوقعون أن يكون مصير العراق؟. أما أن يمسك عدي أو قصي بزمام السلطة على غرار الجار السوري و الأردني و أبن العم المغربي و قربيا المصري و الليبي..

أنتم موافقين على هذا

أو ماذا؟؟؟

لو فرضنا أن الاحتمال الأول لم يحصل و لم يتماسك البعث بعد صدام...

هل أحد يستغرب أن يصل العراق لما وصله اليوم؟؟؟؟

ليس دفاعا عن أمريكا،

و لكن الامريكان ربما كان لهم دور بتحريض النعرات و الكراهية بين العراقيين. و لكن، و عذرا. أرى أن صدام هو من هيئ لهم الجو. و بالتالي مسؤوليته لا تنكر بما يحدث اليوم بالعراق.

و فوق ذلك هو من سلّم مفاتيحها بعناده الجاهل.

و بالتالي يبقى بنظري مجرم.


و لو كنت ألماني لبقي بنظري هتلر مجرم.
لأنه مجنون و نصره غير ممكن.

ألمانيا لم تعد بحاجة لهتلر، و العراق لم تعد بحاجة لصدام.




الأسبوع القادم عندي سفرة، و علي تحضير محاضرة لا علاقة لها بكل هذه الخبرشة، رجاءً أن تعذروني أن تكاسلت بالمتابعة


محمد السوري