Abanoob :

اقتباس:  فهل من شرف الشاب أن يتزوج بإمرأة غنية متزوجة قبله وتقوم بالصرف عليه ؟ أليس هذا إستسهالاً وطعناً فى رجولته وشرفه ؟

هل تدري ما معنى الزواج ؟
وهل أجبرها عليه ، أم هي التي طلبته بواسطة جاريتها ؟
اختارته لأمانته وصدقه ورجاحة عقله في زمن الوحوش والبهائم وقد أثبتت لها الأيام حسن اختيارها ، ويكفيها أنه اختارت نبياً مرسلاً من عند الله .
وما أدراك بأنها تصرف عليه ؟ هل لديك صور من بطاقات الائتمان ، أو فواتير البدلات والكرفتات والعطور الفرنسية ؟
إن حياة محمد كانت بسيطة ، لم يشرب الفاخر ولم يأكل اللحوم :
"إنما أنا بن امرأة كانت تأكل القديد بمكة"
ولو كان معتاداً على النعمة لما صبر على حصاره في شعب أبي طالب ثلاث سنوات حتى أشرفوا على الهلاك جوعاً بعد وفاة زوجته وعمه.
ولو كان مستسهلاً أو مستغلاً لما ظل وفياً مخلصاً لها بقية عمره ، ولكان ورث عنها مالاً يغنيه ويلهيه عن الاستمرار في مواجهة صناديد قريش ، ولكان خاف على نفسه وماله وأثر السلامة ، ورجع عن دعوته أو التحق بدين أخر غير الأصنام .
ومن الأدلة على وفائه لذكراها :
"وقال الامام احمد ايضا عن ابن اسحاق أخبرنا مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها بأحسن الثناء قالت فغرت يوما فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها قال ما أبدلني الله خيرا منها وقد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبنني وآستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء تفرد به احمد أيضا وإسناده لا بأس به ومجالد روى له مسلم متابعة وفيه كلام مشهور والله أعلم ولعل هذا أعني قوله ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء كان قبل أن يولد ابراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم من مارية وقبل مقدمها بالكلية وهذا معين فان جميع أولاد النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم وكما سيأتي من خديجة إلا ابراهيم فمن مارية القبطية" (البداية والنهاية)

اقتباس:  ثم أن أخلاقه بعد بعثته المزعومة قد رأينا فيه ما يكفينا من تكالب على الشهوات وقتل وغدر وسفك للدماء .. وقد صبر محمد حتى تملك وتجبر وصار سيفه هو عنوان حديثه .

أين رأيت ؟ كان الأصح لو قلت سمعت ، حتى لا تكون ممن قال الله تعالى فيهم :
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الصف7
ولو كان كما قلت لما أسلم لدينه أهل اليمن طواعية لمجرد رسالة منه إلى حاكمهم الفارسي يقول فيها :
"إن ربي قد قتل ربك الله"
أما قولك : وقد صبر حتى تملك وتجبر وصار سيفه عنوان حديثه ،
فإما أن تكون كاذباً ولا أدري ما فائدتك ، وإما أن تتهم الله ورسوله بالكذب :
{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }البقرة190
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة215
وما ذنبه إن لم يقبل به ولا بدعوته الكفار واليهود والمنافقون.
وما ذنبه إن جاء العدو يطارده ويطارد أصحابه إلى المدينة التي أسسها على المحبة والإيثار من أول يوم؟

اقتباس: وقد كان محمد من الذكاء بمكان أنه عرف أنه لو قبل عروض قريش لترك رسالته لكانوا قد إحتقروه ونبذوه وصار مثلاً ككاذب وأفاق .

ما دمت نبيهاً إلى هذا الحد :
ماذا تقول عن :
ـ تحمله للأذى ، والرجم ، والشتم ، وهو يقول :
"اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"
ـ تعبده الدائم في غار حراء ؟
ـ اجتماع المشركين بدار الندوة لقتله ثم إجماعهم على ذلك ، ونجاته منهم ، وهجرته سالماً ؟
ـ إلقاء النوم عليهم وهم فوق العشرين من صناديد مكة ، على باب بيته يحملون السيوف ليلة هجرته وعدم إدراكه وضياع أثره في الصحراء رغم الجوائز المغرية ؟
ـ خروج مدينة يثرب عن بكرة أبيها لاستقباله مع صاحبه ، وكل منهم يريد ضيافته .
ـ نجاحه الباهر في التأليف بين الأوس والخزرج بعد أعوام طويلة من الحقد والحروب ، والمؤاخاة بين المهاجرين ممن تركوا أموالهم وأهلهم ، والأنصار في المدينة.
ـ انتصاراته في حروبه الكثيرة ضد اليهود وضد المشركين ، ونجاح دعوته .
لا تقل لي إن انتصاره ونجاح دعوته ليست مقياس على صدقه ، فأنا أقول لك ماذا تسمي ذلك ؟
ما هي أخلاقيات الحرب التي كان يدعوا إليها أصحابه في ذلك الوقت ؟ هل هي ما يدعوهم إليه في القرأن الكريم ؟ أم ما يدعوا إليه المشركون عبدة الأصنام وتجار الرقيق وفاعلي الفواحش؟

اقتباس:  قولك أن محمداً كان يدعو الى دين "أرضى" فهذا ما أوافقك عليه .. أما قولك سماوى فهذا ما يتعارض مع "أرضى" .. فإما أن يكون ديناً سماوياً أو ديناً أرضياً ..

" الله نور السموات والأرض "
" وهو الله في السموات وفي الأرض "
فهو دين أرضي ينظم أمور السلم والحرب والزواج والطلاق والعمل والميراث والمعاملات وغيرها :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً.." 282البقرة
وهو دين سماوي :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحديد28

اقتباس:  فمن المفترض فى النبى أن يكون زاهداً مالكاً لشهوته مترفعاً عن شهوات العالم إلى أقل درجة ممكنة لكى يتفرغ لرسالته السامية فى هداية الناس سواء السبيل

كان زاهداً مالكاً لشهوته ، لكن لم يكن ملكاً من الملائكة ، إلا أنه كان أعبد الناس لله ، كان يقوم الليل لعبادة الله حتى تتفطر قدماه بشهادة "عائشة" رضي الله عنها.
وهذه شهادة أخرى :
"أخبرنا إبراهيم بن الحسن المصيصي المقسمي قال حدثنا حجاج عن بن جريج عن عطاء قال أخبرني بن أبي مليكة عن عائشة قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتحسسته فإذا هو راكع أو ساجد يقول سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت فقالت بأبي أنت وأمي إني لفي شأن وإنك لفي آخر" 1131 (سنن النسائي)
وهذه شهادة على إخلاصه ووفائه لعائشة بقية عمره:
"..وعن عائشة قالت ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول إنها كانت وكان لي منها ولد أخرجاه في الصحيحين
وعنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن عليها الثناء فذكرها يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزا قد أخلف الله لك خيرا منها قالت فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال : لا والله ما أخلف الله لي خيرا منها لقد آمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بما لها إذ حرمني الناس ورزقـني الله عز وجـل أولادهـا إذ حرمني أولاد النسـاء قالت فقلت بيني وبين نفسي لا أذكرها بسوء أبدا"( صفة الصفوة ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء فقال ( من يضيف هذا الليلة رحمه الله ) فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته هل عندك شيء ؟ قالت لا إلا قوت صبياني قال فعلليهم بشيء فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه قال فقعدوا وأكل الضيف فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة )