الأربعاء 12/1/2005 : مغترب اخر ينضم الى الحوار حول بدل خدمة العلم



الاخوة الاعزاء في شام برس ‏

السلام عليكم ‏

انا كمغترب او مغرّب ان صح التعبير اريد ان أدلي بدلوي في النقاش حول موضوع بدل ‏

الخدمة الالزامية. ‏

لا أعتقد انه يجب ان يوجد فرق بين مقيم او مغترب فكلنا سوريون ولسنا خيار ‏

وفقوس. ‏

أنا جربت الاقامة في بلدان الخليج و جربت الاغتراب في شمالي امريكا و اعرف جحيم ‏

الاثنين و كلاهما مر وكلاهما أسوأ من الاخر. ‏

الان وبعد صدور المرسوم الجديد و الذي كنا نتظره على أحر من الجمر. واذ بالقرار ‏

الجديد لا يخدم الا نسبة من المغتربين وهم بالتحديد الجيل الثاني من المغتربين ‏

اي الذين ولدو في بلاد الاغتراب او الذين هاجروا مع أهلهم قبل بلوغهم الحادية ‏

عشرة ، ولكن ماذا عن بقية المغتربين وهم ليسوا بنسبة صغيرة كي تهمش وليسوا ‏

بمشكلة جديدة كي تتطنش ولكن ربما لأنهم أولاد اللفاية أو ربما لأنهم سوريون ‏

درجة ثانية.؟!!!! ‏

والان من هم بقية المغتربين ؟ ‏

هم الاطلاب الذين يدرسون في بلاد الاغتراب في شرق الارض و مغربها ولكنهم ليسوا ‏

موضوعين تحت الاشراف لسبب أو لاخر،هم المغتربين في الخليج او المقيمين كما ‏

يحبوا ان يسموهم ،هم كل من هاجر لطلب العلم او لطلب الرزق او لطلب العيش ‏

الهني هم كل من هاجر بعد بلوغه الحادية عشرة ولو بيوم. هم كل هؤلاء , هل ‏

السادة الوزراء او صانعي القرار يظنون ان نسبتهم صغيرة كي يبت بامرهم لاحقا أو ‏

كي لا يصدر بحقهم قرار يسوي أو حتى يسهل أمورهم!!!؟ ‏

صحيح ان المقيم في دول الخليج يستطيع بعد خمس سنوات ان يدفع البدل ولكن الامور ‏

الان تختلف عما كانت عليه منذ سنين عديدة وخصوصا في ظل الضغوط المتواصلة على ‏

العمالة هناك وفي ظل تدني الاجور والرواتب عن السابق بسب كثرة المنافسة من اليد ‏

العاملة الرخيصة من جهة و لأن الأوضاع الاقتصادية في تلك البلاد لم تعد كسابق ‏

عهدها و خصوصا بعد حرب الخليج الثانية من جهة أخرى ،كل شيئ تغير الا قوانينا ‏

صامدة، لقد قابلت اطباء ومهندسين وحملة الشهادات العالية يعملون بأدنى الاجور ‏

ويذوقون المهانة فقط لأن عليهم دفع البدل، وبعد أن ينهوا الخمس سنوات كم منهم ‏

يملك الخمسة الاف دولار ؟؟ فكم من أسرة اضطرت لتنفق مدخراتها او لتبيع شيء ما ‏

او حتى للاستدانة كي تساعد ولدها في دفع البدل فوطنا الحبيب لا يمهل من يتوجب ‏

عليه دفع البدل أكثر من سنة واحدة بعد استحقاق البدل والا على المقيم ان يبدأ ‏

من الصفر مجددا وعليه ان يمضي خمس سنوات اخرة. ‏

اما المغتربون فيما سوى بلدان الخليج العربي فأمورهم أكثر تعقيدا فعليهم ان ‏

يبقوا مشردين مابين عشرة الى خمسة عشرة سنة ثم أن يدفعوا مابين عشرة الى خمسة ‏

عشر ألف دولار كبدل على حسب فئاتهم وهو مبلغ خيالي لكن ماهو أكثر اخافة هو عد ‏

السنوات التي يجب على المغترب ان يقضيها بعيدا عن وطن و أهله قبل أن يمن عليه ‏

السادة في سورية الحبيبة بنعمة دفع البدل و زيارة وطنه فهو منوع من زيارته قبل ‏

أن يدفع البدل الا باذن خاص من القيادة القطرية أو الجهة الأمنية وما ‏

الفرق؟ّّّ!!! و هذا هو الفرق الكبير و الموجع بين المغترب في دول الخليج وبين ‏

المغترب في بقية أرجاء المعمورة فالمغترب بدول الخليج هو مؤجل من خدمة العلم ‏

بحكم سند اقامته و مسموح له بزيارة سورية متى يشاء عدد المرات التي يشاء طالما ‏

أن مدة اقامته لا تتجاوز الثلاث أشهر سنويا خارج الدولة الخليجية المقيم فيها ‏

أما المغترب في أي بلد اخر عدا بلدان الخليج فليس مسموح له بزيارة سورية قبل ان ‏

يدفع بدل اغترابه الا بموافقة مسبقة من القيادة القطرية عن طريق السفارة ‏

السورية في بلد الاغتراب وفي أحسن الاحوال تستغرق هذ الموافقة ان أتت مابين ‏

ثلاثة الى أربعة اشهر. فمثلا ان كان احد افراد أسرة المغترب مريضا في سورية ‏

فربما يستطيع المغترب ان يكون في سورية بعد أن يشفى المريض حين لاداعي لحضوره ‏

أو ربما يستطيع ان يحضر أربعين الوفاة ان كان فعلا محظوظا فتخيلوا عذاب الأهل ‏

لو لم يستطيعوا رؤية ابناءهم و هم على فراش الموت وتخيلوا عذاب ومعاناة ‏

الابناء الذين حرموا من ان يكونوا بجانب اهلهم عندما يحتاجون اليهم. بل و ‏

الطامة الكبرة أنه حتى لو حصل المغترب على الموافقة المطلوبة لزيارة سورية فهذه ‏

الموافقة صالحة لمدة ثلاث أشهر من تاريخ الموافقة و لمرة واحدة فقط على أن لا ‏

تتعدى اقامته في سورية الثلاث اشهر ولمرة واحد في السنة فقط .فأي عدل هذا وأي ‏

قانون هذا و بأي عقلية توضع قوانينا بل و دائما نجد من يصفق لهذه القوانين و ‏

يصفها بالعطية أو المكرمة وتكتب القصائد بها وتعقد حلقات الدبكة لأجلها وتقام ‏

الندوات التلفزيونية وغير التلفزيونية كرمى لعيونها ولم لا فكل السادة الوزراء ‏

و المسؤولينن و المدوعومين و المتنفذين و المتطفلين ليس لدى ابنائهم هذه ‏

المشكلة فبتلفون واحد يمضي ابنه خدمته الالزامية في البيت أو في السيارة او ‏

يعفى من الخدمة أصلا او او او الى اخر الحلول الجاهزة التفصيل على قياس اصحابها ‏

. ‏

الى السيدة وزيرة المغتربين المغربين المغرر بهم , في العام الماضي قلت انتظروا ‏

انعقاد مؤتمر المغتربين و سترون النتائج و هاهو المؤتمر قد انعقد واللجان ‏

المختصة قد أنهت اجتماعاتها و هاهي النتائج و هاهو القانون الجديد الذي لا يخدم ‏

الافئة قليلة من ابناء الشعب السوري. فعلا لقد تمخض الفيل فولد فأرا فالذين ‏

شملهم القرار هم الوحيدون القادرون على دفع قيمة البدل حتى وان كان الخمسة ‏

عشرة ألف دولار فهم او ابائهم قد اجتازوا ومنذ زمن مرحلة التأسيس و تثبيت ‏

الأقدام في بلاد الاغتراب أما الطالب أو المغترب الجديد فما زال يشقى في بلاد ‏

الاغتراب لتأمين قسط الجامعة ولقمة العيش وبعد كل هذا يحرم من حقه الطبيعي في ‏

زيارة وطنه و أهله الا بموافقة يطول الحصول عليها . ‏

‏

سورية بلد جميع السورين فساووا يا ولاة أمورنا بين جميع السوريين. ‏

‏

‏

‏

علي سليمان ‏

أمريكا الشمالية