الزميل العزيز علي،

كأنهم والماء حولهم ـــ قوم جلوس حولهم ماء

من هم أهل البيت، قلت إنهم أهل البيت النبوي!!!

برضه من هم؟

أنت تراهم اثني عشر إماما واجبي الطاعة، أنا لا أراهم إثني عشر ولا واجبي الطاعة بحال. ولا أرى الاثني عشر إلا فقهاء يصيبون ويخطئون. على فرض وجود الثاني عشر.

ولا شأن لفقههم وعلمهم بالحكم، ذلك أن الحاكم الخليفة أو أمير المؤمنين يؤمر ولا يتأمر، تختاره الأمة بالرضا والقبول ولو كان من عرض الناس، ويبايعونه وتلزم بيعتهم من يخالفهم من أهل البيت، سواء أكان عليا أم العباس أم غيرهما.
وقد اختارت الأمة رسول الله حاكما في بيعة العقبة الثانية والتي لم تكن على الإسلام بحال وإلا لما كانت ثانية، ثم اختارت الأمة أبا بكر في السقيفة، ولو اختاروا أبا عبيدة أو عمر أو سعد لما ضلوا، وإن كانوا قد أخطؤوا الرجل فما من أحد في الثلاثة يقرن بوزير الصدق، ثم وكلوا أبا بكر فرشح لهم عمر فاختاروه، ثم وكلوا عمر فتمنى لو أنه أدركه أبو عبيدة، وهو لعمري خليق بها وخليقة به أكثر من صاحبيه أبناء عبد مناف، وفي كل خير، إلى آخر الخلافة الراشدة التي انتهت بصلح الحسن عليه السلام.

ثم إني لا أجد دليلا قطعيا على ما تذهبون إليه من نص على عصمتهم وولايتهم. يوجد نصوص ظنية لا أنكر ذلك، إلا أن ظنية النصوص تفتح المجال في الخلاف حول ثبوتها وحول دلالتها. وهو جهد بشر وليس وحيا بحال.

على أنني وجدت أن مجموعة من أهل البيت ممن لا تعتبرونهم معنيين بالمسمى، قد كلفت بالنص القطعي بتلاوة آيات الذكر والحكمة على الناس.
(وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا*)

أتباع أهل البيت هم من اجتهد فوجد هذا المذهب، على أن أهل البيت بأنفسهم مجتهدون. والاجتهاد حجة في الأحكام وليس في الأصول والعقائد المبنية على القطع.

ثم أردت أن أسألك، إن كانت معاداة الشيعة إثم ونصب لأنهم أتباع أهل البيت، فماذا تكون معاداة السنة؟

أنا بالمناسبة لست من هؤلاء ولا من أولئك، أنا من القوم الذين يعضون على أصل الشجرة ويتركون الفرق والشلل.