صديقي الزعيم
مراحب

والله صور جميلة، وتماثيل رائعة فيها فن عظيم.
لكنني لا أعتقد بوجود إنسان يعبدها بذاتها وهذا هو معنى الوثنية.
بالتأكيد هناك بعض الحمقى يقومون بأفعال مضحكة أمام تمثال، لكن المسيحيين عادة لا يعبدون تمثالاً، وما هو إلا لتذكيرهم بمن يمثله هذا التمثال. التماثيل في الإسلام محرمة ولكنها ليست كذلك في المسيحية. والسبب أن الإسلام يعتقد أن البشر المسلمين سيتجه لعبادة التمثال عوضاً عن خالقه، أما المسيحيون فلا يعبدون أي تمثال.

هل يمكنك إثبات أنهم يفعلون؟

أذكر في طفولتي وجود شباك صغير في جدار غرفة النوم كانت أمي تضع فيه صوراً للقديسين وصوراً للعذراء مريم، وكان لا يخلو أبداً من الياسمين وفي وسطه قدح صغير نصفه ماء يعلوه قدر من الزيت تطفو عليه ثلاث قطع من الفلين تسند فتيلة يتم إيقادها صباح الأحد. أذكر تماماً حادثة جرت مع أختي الصغيرة أدت إلى احتراق طرف صورة للعذراء مريم فجاءت أختي أمها تبكي قائلة: ماما ... لقد أحرقت الحنونة ... دخيلك يا ماما، ستحرقني الحنونة ...
كانت والدتي تلقب مريم العذراء: "الحنونة" وقد حفظ إخوتي اللقب. وعندما رأت أمي ذلك ضحكت وقالت لها: لأ يا ماما ، هذه صورة، والحنونة فوق، لاتخافي! غداً سنحضر صورة غيرها، ولكن عليك أن تنتبهي مرة أخرى.

توفيت والدتي، وإخوتي صاروا كباراً، وما زال الشباك على حاله، وصوره ما زالت حتى الآن لا تعني إلا تذكيراً بمن تمثله وليست للعبادة.

هي قصة عابرة ولكنها تؤكّد بشدة على معنى الصور والتماثيل عند المسيحيين، هي مجرد صور وتماثيل لها وظائف محرمة عند المسلمين فقط، وليست أوثاناً للعبادة كما تعتقد يا صديق.

بأي حال، شكراً لك، أمتعتنا بتلك الفنون الرائعة.
وعذراً منك على تصحيحي لفكرتك، وهو تصحيح لستَ ملزماً بتصديقه بكل تأكيد، لكنه ضروري لتهدئة البال بعد قراءة عنوان موضوعك الذي خيل إلي أنه نوع من الصراخ الذي أخشى أن يدفع أحد المسيحيين أن يقول لك أنهم لا يقبلون جماعات أي تمثال كما هو الحال مع الحجر الأسود.

دمت مشجعاً للفن الراقي الأصيل.
(f)