كتب صالح القلاب
هذه هي الحقيقة!!
عندما يعتبر مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي ان لبنان سيكون مكانا لهزيمة أميركا والكيان الصهيوني، وهو قال هذا لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في طهران أمس الأول، فإنه يؤكد صحة قول الذين يقولون ان الحرب الأخيرة كانت حربا إيرانية أميركية وأن إيران، التي تخوض مع الأميركيين معركة ملفها النووي، هي التي دفعت حزب الله لخطف الجنديين الإسرائيليين لهذه الغاية في حين أن الإدارة الأميركية هي التي وقفت وراء إشعال نيران هذه الحرب للسبب ذاته.
منذ البدايات قالت الحكومة اللبنانية، التي تتعرض الآن لهجوم كاسح من قبل تحالف الذين يتركون جبهاتهم نائمة ويتبادلون الغزل مع الأميركيين، ان خطف الجنديين الإسرائيليين جرى من وراء ظهرها رغم وجود خمسة وزراء لحركة «أمل» وحزب الله فيها وأن قرار الحرب لم يتخذ في بيروت وإنما اتخذ في طهران وأن الذين يتحصنون بالوقار والاعتدال والحسابات الدقيقة في عواصمهم وبلدانهم لم يتورعوا عن تحويل لبنان الى ساحة لخوض معاركهم مع إسرائيل والولايات المتحدة.
لقد كان هذا الكلام غير مقبول من قبل الذين أتعبوا أردافهم رقصا في عرس «الإنتصار الإلهي» ولقد ذهب هؤلاء، الذين لايزال بعضهم يواصل هز الأرداف وعن بعد في هذا العرس الذي بدأ يحول لبنان كله الى مأتم كبير، الى حد إتهام الذين قالوا ان «إيران الثورة» ومعها أولئك الملثمة خطوط مواجهتهم مع إسرائيل بالعقلانية والوقار والحسابات الدقيقة هي التي إستدرجت هذه الحرب وأنها ذاهبة في الإقتتال مع الولايات المتحدة الى ان تفرض عليها القبول بمعادلة «العدو الذي ليس من صداقته بد».
الآن يعترف الإيرانيون بلسان ذروة الهرم القيادي عندهم بما كان يعتبره هزازو الأرداف رجسا من عمل الشيطان ويطالبون بإجتنابه فطهران المنخرطة مع الولايات المتحدة في غزل سري وعلني تحرمه على غيرها لا تجد ما تضحي به من أجل تحسين مواقعها لدى الحبيب الأميركي سوى لبنان وبالطبع العراق المذبوح من الوريد الى الوريد والبلدان عربيان رغم أنف الذين استبدلوا عروبتهم بإنتماءاتهم الطائفية والمذهبية.
كل العراقيين وكل اللبنانيين وكل العرب يعرفون ان مساهمة «إيران الثورة» كانت رئيسية في الإتيان بوحوش الغزو والاحتلال أولا الى أفغانستان وثانيا الى العراق وإنها من خلال ميليشياتها هي التي تغرق الآن بلاد الرافدين بالحرب الأهلية، الطائفية والمذهبية، وأنها تنخرط حاليا مع الأميركيين في مطارحات غرامية سرية محرمة بهدف حل إشكال ملفها النووي وأيضا من أجل إنتزاع الإعتراف بها على أنها الرقم الرئيسي في هذه المنطقة.
لماذا يريد مرشد الثورة علي خامنئي هزيمة أميركا وإسرائيل في لبنان والجبهة الإيرانية مع الاميركيين تشهد كل هذه المطارحات الغرامية السرية والعلنية وجبهة حلفائه الحقيقيين مع إسرائيل تتحلى بالإعتدال والوقار وضبط النفس والعقلانية والحسابات الدقيقة..؟!.
قبل يومين اعترف ما شاء الله شمس الواعظين أمام سمع العالم كله، ومن خلال أهم إذاعة كونية، بأن لبلاده جبهة متقدمة في لبنان هي حزب الله وفي فلسطين هي حركة «حماس» وبالطبع فإنه تغنى بالجبهة العراقية التي كما قال لإيران فيها الثقل الرئيسي من خلال الميليشيات المتمذهبة.. فهل يصحو الذين يصرون على عدم رؤية الحقائق وهل يدركوا ان لبنان يحول الآن الى حطب لنيران إقليمية هدفها تعزيز موقع الإيرانيين وغيرهم في معركة الغزل المتبادل مع الشيطان الأكبر والإستكبار العالمي.
صالح القلاب
هذه هي الحقيقة