أخي ماركيز

أربأ بك أن تكتب مثل هذا الكلام فوق توقيعك وفيه ما فيه من القرآن فاحذر وانتبه - على كل حال غضبك مبرر وطريقة التعبير عنه خاطئة بنظري

الزملاء الأعزاء

هكذا قرار يستهدف غطاء الوجه باعتباره مظهراً إسلامياً لأنه إسلامي بالدرجة الأولى ولا شيء سوى ذلك - وهو رأس الرمح المدبب الذي يبدأ بجرح صغير ولا ينتهي إلا بدخول نصل الرمح الكامل وتمزيقه للحم المسلمين وتكسيره لعظامهم مستهدفاً لمظاهر وسلوك الجالية المسلمة الذي لا يعجب الهولنديين حتى يستجدّوا من القوانين ما يبرر اتهام كل مسلم واعتقاله لأي سبب - وكل مظهر إسلامي سيصبح خرقاً للقانون بطريقة أو بأخرى

لا أدري ما هي نسبة المسلمات الموجودات في هولندا واللاتي يرغبن بوضع غطاء الوجه أو المتحجبات بينهن أصلاً ولوحملنا هذا القرار على أحسن المحامل وحاولنا عقلنته وتبريره فسيبقى في أحسن الأحوال قائماً على افتراضات وأوهام تدعي الواقعية والعملية وهي منها براء - ولم يحصل أو يسجل أي منها لا في الواقع ولا في الأفلام -يعني لنتخيل اختفاء الارهابيين والمجرمين قصار القامة تحت غطاء الوجه والرأس وادعائهم أنهم نساء مسلمات!!! والأحلى من ذلك عملية السطو المسلح - مجموعة مجرمين يختفون تحت عبايات سوداء يقتحمون البنك المركزي و يسرقون محتوياته - اي روحوا عنا ياااه - ما صارت بشيكاغو.

جواباً على سؤالك يا طارق: ألا يمكن أن يكون القانون كالتالي: يحق للشرطة والجهات الموكلة بحفظ الأمن مطالبة أي شخص بالكشف عن وجهه والتحقق من هويته في أي وقت ذكراً كان أو أنثى - على أن يكون هذا الأمر مبرراً بالمهمة الموكلة إليه وليس مجرد استخدام استعلائي واستفزازي للسلطة

الأخ أبو عائشة - أختلف معك بطريقة سؤالك - لنفرض أن اليهود في هولندا قالوا: نعم - نوافق على خلع القلنسوة الصغيرة ولتذهب القلنسوة إلى الجحيم إذا كانت تحول بيننا وبين مواطنيتنا الهولندية والأوروبية - والآن جاء دوركن أيتها المسلمات فاخلعن حجابكن وأطعن القانون - ماذا سيكون موقفك؟

الأخ ماركيز - هذه الفرضية المغلوطة بأن هولندا أكثر الدول تسامحاً و "تولرنت" هي في غاية الأذى على المدى الطويل للمسلمين الهولنديين والمقيمين المسلمين في هولندا - سأوضح لك كيف وأنا أفترض أنك لم تذهب إلى هولندا حتى تقارن بينها وبين الدول الأخرى

المسلمون في أمريكا وألمانيا والدول الأوروبية الأخرى يطيعون قوانين تلك الدول ولا أحد يمن عليهم أنه متسامح بل القانون يسري على الجميع - وأما الهولنديين للأسف فقد تبجحوا لفترة طويلة أنهم أكثر دول العالم تسامحاً وتقبلاً للمسلمين وصارت هذه "التولرنت" أزمة في الضمير الهولندي - يعني صار المواطنون الهولنديون العاديون عندهم احتجاج غير منطوق أن قوانين دولتهم متسامحة أكثر من اللازم تجاه المسلمين والإسلام فصار سلوكهم المتقيد بالقانون بشعاً تجاه المسلمين وصاروا يستخدمون أقصى ما يسمح به قانونهم المتسامح لجعل حياة المهاجرين المسلمين جحيماً - والآن بدأوا يسنون القوانين الجديدة للتحرر من تأنيب الضمير بأنهم متسامحون أكثر من اللازم

كنت في هولندا - في مطاراتها ومدنها وقطاراتها وكنت في دول أوروبية أخرى كثيرة منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا - ولم أشعر بمقدار من النفاق والاستهتار والاحتجاج غير المنطوق على شكلي ومظهري وجنسيتي العربية المسلمة مثلما شعرت في هولندا بسلوك موظفي أمنها المثير للغضب والنفور و"التولرنت" الملتزم بالقانون مع ذلك.

والله متم نوره ..