المشكلة مشكلة مشروع ، الاخوان يرفضون المشروع الوطني ويسوقون لمشروع اخر ديني ، حتي ثورة يوليو عندهم تحفظات عليها ، لا تسمع في ادبياتهم كلمة "مصر" ابداً ، ولا كلمة وطن .

اذاً الضمير الوطني يمنع من اتباع هكذا جماعة...

كوادرهم من الشباب الذي يحفظ اكلاشيهات معينة لا يمكن مناقشتهم فيها ، فهم كالمراه التي تظن ان فيها عمقاً ثم تكتشف انك امام سطح اصم.
يثيرون اكثر مما يناقشون ، عملهم ببساطة هو الترصد لهفوة من السلطةاو حدث سياسي خارجي ليقوموا بتأليب الجماهير او اتخاذ موقف ما .
المشكلة في الاثارة انها تعزز الهمجية والبدائية وتقصي العقل ، وما احوجنا للعقل ، طبعاً احياناً ما تكون مواقفهم صحيحة اخلاقياً او اكثر قرباً للثوابت ، ولكن هذا بحد ذاته لا يبرر للاسلوب التهييجي ذاته ، فالاسلوب هو المشكلة.

بالنسبة لعملهم السياسي فهو سطحي جداً ، بمعني انهم لا ينفذون الي صلب المشكلات ويطرحون حلولاً ، وانما يجعلون من وصولهم للسلطة المشكلة الكبري ،هذا ليس حال الاحزاب في الدول الاخري، فعندك مثلاً الحزبين الكبيرين بامريكا ، ستجدهم "عدموا" كل القضايا نقاشاً ، وخصوصاً الصغيرة منها ، بدءاً من سياسة التعليم والصحة والضرائب والامن ويتبقي اخيراً السياسة الخارجية وستجدهم متفقين عليها في المبادئ ولكن يختلفون في التنفيذ ( الحزب الديموقراطي وقف وراء بوش في غزوه للعراق لاحظ هذا)

الحال عندنا مقلوب ، فمفتي الجماعة يضع رأسه براس حسني مبارك ، ويتعجل الحديث في القضايا المصيرية و السياسة الخارجية قبل ان يضع لنا تصوراً للتعليم والصحة والامن والضرائب ، باختصار هم لا يطورون العمل السياسي وانما هم جزء من هذا العمل السياسي المتخلف في بلدنا، فهم والسلطة من نفس الطينة ، يكونون نظاماً سياسياً متخلفاً ، وهم رغم ذلك لا يريدون ان يكونوا جزءا منه ، فهم يتعالون عليه ، ذات مرة صرح المرشد بعد الانتخابات البرلمانية قال ما معناه نحن اكبر حركة سياسية بالبلد وبالتالي نحن الاكثر استحقاقاً للحكم ، شئ من هذا القبيل . فهم يتعالون علي الحركات السياسية الاخري .

كما ان عندهم ازمة فكرية ، ومشروعهم الاسلامي عليه نقاط تحفظ كثيرة ، ليس اولها اختلافهم معنا في المرجعية فمرجعيتهم هي الله ومرجعيتنا هي الوطن ، المشكلة في الانظمة التي مرجعيتها الله هي ان عبقرياً سيظهر ويقول انا الاقرب الي الله اذاً كلامي يطاع بدون مناقشة ..بدون رقابة تشريعية او قضائية .. الدكتاتورية بعينها.

تحية