بدأ الإسرائيليين المتعصبين في تشكيل جماعات رديكالية همها تحريرهم من سلطة روما على نواحي فلسطين وإعادة مجد مملكة داود الإسرائليلة وكان الطريق إلى ذلك تشكيل جماعات إرهابية (نحن لا نستطيع التأكد من ذلك الكلام لأنه للأسف لا توجد مراجع نستطيع العودة إليها) لكن من وفق المعطيات نستطيع أن نجمع أن جماعات تشكلت في الجليل وعلى رأسها الغيوريين والسخريط إلى جانب التشكيل الناصري الإرهابي الذي قاده يسوع بنفسه

أن تلك الثورة أستطاع يوحنا المعمدان أن يبدئها وأختمت بنشاط يسوع الثوري وكانت تتجه بشكل عام مخاطبة ود الكادحين وتركت الاثرياء لان الإحتلال الروماني كان سبب ثرائهم لذلك نجد بحسب الإقاصيص الإنجيلية يسوع يحذر الأثرياء فعلى لسانه تكلم : الويل لكم أيها الأغنياء ، الأغنياء على مايبدو كانوا كارهين لتلك الحركات الثورية وهذا ماجعل يسوع وجماعته الإرهابية يفقدوا الأمل في أي مساعدة مالية لهم

أن برنامج الإنجيل حسب ما ورد يبدو وكأنه دعوة إلى الاعمال الثورية الحاسمة ضد الرومان فيسوع ذاته قال بصراحة أنه أتى ليجلب إلى الأرض السيف لا السلام وأمر تلاميذه أن يقتنوا سيوفا لا تلزم طبعا إلا للتحرك المسلح

وهذا ماجعل يسوع في نهاية المطاف حين ذهب إلى أورشليم يمسح نفسه كملك على الطريقة اليهودية ، نحن نقف أمام كلمات مقاطعة لكن بعض النقط تبين لنا أن فاصلة (حقل دم) كانت معركة أخيرة بين تلك الجماعات والشرطة القيصرية أنتهت بالقبض على رئيس التجمع الإرهابي الذي هو يسوع

لكن يسوع صاغ مفهموم النبوة أو الربوبية فماذا عن ذلك التصرف؟


إن يسوع حين فشل في الدعوة إلى مبادئه تلخص وعيه في أن يصوغ تلك الفكرة هناك حقيقة يجب أن يعرفها المؤمنين بالإنجيل أن يسوع ليس سوع إنسان مريض نفسيا أو مجنون وفق معطيات الاناجيل

المحيطين بيسوع أكتشفوا تلك الحقيقة هم كانوا يعتبرونه في جملة من الحالات غير سوي من الناحية العقلية في كل مرة يقول لهم فظاظة وحمقاء وهراء ، كانت تساور الفريسيين والكتبة الشكوك في إنه ممسوس وحتى أن بعض تلاميذه حينما قال لليهود أنه يعطيهم جسده ليأكلوه ودمه ليشربوه ، أنفصلوا عنه وتركوه مستنتيجن بحق أنه ليس أكثر من مجنون

كانت تصدر بين المستمعين إلى يسوع والحق يقال خلافات في صدد تقدير شخصيته ، كان يقول البعض إنه طيب ويقولون آخرين إنه يغرر بالشعب اما الغالبية فأعتبرت إنه مجنون ومخبول وقالت عنه حسب الأناجيل إنه ممسوس فاقد العقل

وكانت الشكوك تنتاب أيضا أصحابه وأقرباءه في إنه مختل التفكير فقد أتبعوه يوما كما جاء في الاناجيل ليعيدوه إلى البيت لأنه كما قالوا فقد عقله

بهذه الروح يفسر لقائه مع إحدى الشخصيات الذي كان ينتظره على أساس إنه صانع معجزات يريه الكثير من الأمور المشوقة ، أنتظر قدومه بفارغ الصبر ولكنه وقد تحادث معه عرفه على حقيقته ورده من حيث أتى . أما اليهود الذين رافقوا يسوع فقد سخروا منه سخرية مجنون مخبول تخيل نفسه قيصرا ، فوضعوا في يده عصا عوضا عن الصولجان وقاموا بتشريفات ساخرة أخرى

كل هذا يشهد صراحة وبصورة قاطعة على أن الشعب كان ينظر إليه فعلا نظرته إلى مجنون ومخبول ومتعصب


أن سلوك يسوع تثبت إنه مريض نفسيا يعاني من داء "البارانويا"واليأس والكآبة الشديدة فما جاء على لسانه من فتح السماوات وظهور روح الله على شكل حمامة وأصوات السماء نتاج هلوسة بصرية وسمعية التي قد تكون ناتجة عن شدة الإنهاك لعقل ذلك الفتى أو ربما يكون من إدمان الكحول فبنيته وضعفه الجسدي كما برهنت الأناجيل حين لم يستطع القدرة على حمل الصليب تبرهن إنه كان معتلا بالوراثة

فقد ولد وعاش كامل حياته تقريبا في منطقة الجليل التي كان سكانها يمارسون زراعة الكروم في الغالب ، ويرجع أن سكان الجليل ومن بينهم والداه كان يشربان النبيذ بكميات كبيرة وبالتالي ، ثمة مسوغات لان يعزي إلى يسوع إفراط كحولي موروث.


يتبع ..