يا حيف ... لك عيب عليكم والله ...

اقتباس:عندما يذهب عربي مسلم إلى بلاد أوروبية طابع الثقافة فيها أوروبي والمعالم أوروبية بحتة ويأتي هو لا ليندمج في المجتمع ولكن ليفرض هوية تغير معالم المجتمع المهاجر إليه  

من حقهم أن يلزموا المهاجر بالإلتزام ببرتوكول التعالم الإنساني الحضاري ومن لا يعجبه فالحل عندئذ بسيط وهو أن يرجع لبلاده من حيث أتى ويلبس البرقع  

ذات مرة لبست الجلباب العربي في ولاية آلاباما من باب الاعتزاز بهويتي العربية فما كان من إبن صاحب البيت المضيف إلا أن نظري لي بابتسامة ساخرة وقال بالحرف الواحد:

All you need now is a lipstick

اقتباس:ثم يا أخي من أدبيات المنقبات أن هذا الغربي كافر  
فكيف بالله عليك تريد أن تأكل من أكلهم وتأخذ من أموالهم  
مع أنهم كفار ...؟؟؟؟؟!!!!
أليس هذا نفاق وخساسة ...

ثم لم تجاوبني لماذا هربن هؤلاء من بلادهن الاسلامية حيث العفة والطهرة وهاجروا الى هذه الدول الكافرة ..؟؟؟
لماذا تطلب من الآخر أن يفهم ثقافتك ولا تريد أن تفهم ثقافته المختلفه عنك وهو في بلاده وليس في بلادك ...؟؟؟؟؟؟

فهمنا أن هذا شعوركم وأنكم أقمتم في أوروبا بسبب جوعكم وأـنكم وقفتم مع البوابين على أعتاب أوروبا لتوافقوهم على محاربة الحجاب والإسلام ومظاهرهما ...

ولكن السؤال الذي يخطر في بالي هو : لماذا لا تقتدون بسادتكم الغربيين في أصل حضارتهم وجذرها وهو الكرامة الوطنية واحترام النفس والأصل؟ والانطلاق منهما نحو الحضارة والسيادة؟

لماذا تصرون أن من شروط الحضارة والتقدم الانسلاخ عن جلدكم ورفض ثياب قومكم وأديانهم مقابل لبس الثوب الأوروبي حتى يرضى عنكم صاحب الدار الأوروبي؟

لماذا تصرون على دخول المطعم الأوروبي من باب الخدم؟ ولا تؤمنون أن العمل الذي تقدمونه والمشاركة التي يقدمونها إلى المجتمعات الأخرى هي مشاركة ذات قيمة تستحقونها بدون تذلل؟

الأوروبيون والغربيون ذهبوا إلى أرجاء العالم واستوطنوا بقاعه المختلفة ولم يخلعوا يوماً ثيابهم حتى يلبسوا ثياب أهل الدار التي حلوا بها بل على العكس - فرضوا أعرافهم وأشكالهم وأزياءهم حيث حلوا ... متى لبس المهاجرون الأوروبيون ثياب الهنود الحمر في الأمريكيتين؟ هل لبس الاسبان ثياب الأزتك أو الفرنسيون ثياب الجزائريين والأفارقة أو الانكليز ثياب الهنود والباكستانيين أوالاستراليين؟ هل احترموا مثلهم القائل "عندما تكون في روما تصرف كالرومان" ؟ هل احترموا أهل الدار وتقاليدهم وثيابهم؟

هل الحملة الشعواء في السنوات الأخيرة تستهدف أحداً من المهاجرين الروس أو البولنديين مثلاً وهل تستهدف الهنود والصينيين والفيتناميين والتاميل الذين يملأون أوروبا؟

وهل أنتم يا من تقيمون بين الأوروبيين على استعداد لأن تفهموا فقط ما يراد بكم؟ فقط حاولوا أن تنظروا إلى الأمام وتتوقعوا ما هو قادم إليكم في سنوات قليلة مع استمرار تراخيكم وتخاذلكم عن نصرة أقاربكم وأبناء بلدانكم الأصلية. عندما تتحسرون على يومٍ أُكل فيه الثور الأبيض وأنتم تنظرون بل وتباركون ذلك.

أنا لا أقول لكم استعمروا أوروبا وأمريكا ولكن لا تسمحوا لها باستعماركم من الداخل، كما أنني لا أقول لكم أن تلبسوا الثياب الوطنية في أوروبا ولكن على الأقل لا تقفوا ضد من يلبسها منكم ساخرين ومتنصلين وهازئين - عندما يؤسر جندي من أمم غيركم أو يحاول أحد أن يدوس على طرف ثوب كرامتهم فإنهم يقفون معه صفا واحداً ولو اختلفت أديانهم وآرائهم - وأنتم رأيتم أمم العالم تفترس العراق وفلسطين وتغتصبهما - رأيتم الأمريكي والبريطاني وأخيراً الهولندي يصفع وجه الأسير العراقي بل ويصور ذلك وينشره على الأنترنت ويسربه لوسائل الإعلام ولم تتحرك فيكم شعرة فعلام تعتبرون أنفسكم إخوة لهذا العراقي - وتمتشقون أقلامكم - أذا فعلتم - كي تشبعوا اللاجئ في بلاد الغرب ذماً وتحقيراً وهزءاً بلباسه وبرقع زوجته التي نادراً ما تخرج إلى الشارع وإن خرجت ببرقعها الذي هو جزء من سلوكها التعبدي تجد سيف القانون الهولند مسلطاً عليها ...

والله متم نوره ...