{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قواعد الإملاء والإستثناءات غير المبررة !!
EBLA غير متصل
Moderator
*****

المشاركات: 2,256
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #12
قواعد الإملاء والإستثناءات غير المبررة !!
العزيز كوكو (f)

أفهم من طرحك أن تطوير اللغة مقتصر على استنباط ألفاظ جديدة تتوافق في المعنى مع ألفاظ من لغات أخرى.

لكل لغة في العالم تقصير في هذا المجال، وكمثال عما أعنيه خذ كلمة (عيد) بالعربية، ومعناها شائع عند أقوام الأرض قاطبة ولها ألفاظ في كثير من اللغات تقابلها ككلمة Fête بالفرنسية مثلاً. ومهما حاول من يتحدث الإنكليزية أن يطور لغته فلن يجد لفظة مماثلة في لغته كلها، فأسماء الأعياد باللغة الإنكليزية تشتق من اسم الموسم مثل الكريسماس أو الإستر، أو بإضافة كلمة يوم قبل اسم المناسبة مثل يوم الأم، يوم الاستقلال Mother day ، Independence day ... وهكذا.

إذن، فالمشكلة يا عزيزي هي الفهم الخاطئ لقدرات اللغات الأخرى. فعندما يتعذر على العربي إيجاد لفظة واحدة تقابل كلمة Reconstruction مثلاً، فإنه يتهم لغته بالتقصير وبحاجتها للتطوير. إن اللواحق مثل: Re, Dis, Un تساعد في الإنكليزية على إعطاء معان أخرى للكلمات التي تلحق بها. طيب، لماذا لا يشعر اللغوي الإنكليزي بحاجة لغته للتطوير ولا يتهمها بالتقصير والتخلف عندما يضطر لاستعمال كلمتين كمقابل لكلمة (كتابك) مثلاً؟ فهو مضطر للقول Your Book :saint: وعليه، فما المانع من استعمال: إعادة بناء؟ وأقصد القياس وليس الحصر.

إليك مثال حي من تجربتي الخاصة:
كثيراً ما توقفت أمام الكلمة الإنكليزية Quantize - وكلمة Quantization وهما تردان كثيراً في بعض الأجهزة التي أستعملها. من خلال التطبيق العملي فقد وصلني المعنى، ولكن التفتيش عن لفظة عربية مقابلة هو ما أربكني. إن أول ما يتبادر للذهن هو استعمال كلمة (كّمَّمَ) للأولى و(تَكميم) للثانية، وكما تعلم فاللفظتان موجودتان ولهما معنيان آخران مختلفان عن المعنى المطلوب.

أنا كتقني عرفت كما أسلفت المعنى المطلوب ولكنني عجزت عن إيجاد كلمة عربية بديلة، فلو لجأت إلى عالم لغة كالدكتور تمام الذي هو أيضاً عاجز عن فهم الحدث التقني المرافق للكلمة سيقول ببساطة: إليك البديل إنه (دَكمَمَ)، أو (شَكمَمَ) أو (حَكمَمَ)، باعتبار أن الدال أو الشين أو الحاء ليست من سألتمونيها :saint: وبهذا فقد طور الكتور تمام لغتنا العربية لتصل إلى أعلى المستويات العالمية وتقارب اللغة الإنكليزية في سموها ورقيها.

لهذا، فالإلمام باللغة ولو بأدنى مراحل هذا الإلمام هو ضرورة لأي عربي، ومن ثم يترك التفاصيل الصعبة لعلماء اللغة. هذا الإلمام سيساعد العربي على إيجاد الألفاظ البديلة بسهولة وذلك بحسب ما فهمه من دلالة التطبيق العملي للفظ وليس من معناه الحرفي المجرد. هذا أكثر سهولة من استنباط ألفاظ جديدة بلا طعمة :D

أعود إلى Quantize، سأشرح لك بإيجاز دلالة تطبيقها العملي المحصور بجهازي للمساعدة في الوصول إلى كلمة توافق الدلالة. جهازي عبارة عن آلة موسيقية تقوم بتسجيل ما يعزف عليها بالتتابع، وكما تعلم - أو ربما لا - فالعزف هو عبارة عن إخراج أصوات خلال أزمنة محددة. وبخلاف أجهزة التسجيل العادية، فهذا الجهاز يتحسس أزمنة العزف من خلال دقة معطاة له سلفاً حدها الأقصى هو 192 جزءًا من واحدة الزمن. لذلك، عند الاستماع للتسجيل يلاحظ العازف أن بعض الأزمنة لم يلتقطها الجهاز بشكل صحيح فوضعها في أقرب زمن تعرف عليه على أنه من الدقة المعطاة له سلفاً.
يعطيك الجهاز إمكانية تعديل هذا الزمن، وبما أن مخترع الجهاز أفهمه أن الزمن هو كمية، أعطى وظيفة التعديل اسم Quantization ، وعندما نضغط زر Quantize يقوم الجهاز تلقائياً بتعديل كميات الزمن لكل ضربة موسيقية.

وهكذا، فالعملية برمتها هي عبارة عن (تصحيح) لما أخطأ الجهاز بفهمه من كميات الزمن. فإذا أردت أن أترجم كلمة Quantization هنا فلن أجد كلمة أقرب للمعنى والدلالة من (تصحيح). ولم أجد في هذا أي تطوير للغة العربية، ولم أحصل على أي جائزة من أي ملك عربي كما حصل الدكتور تمام :no:

:saint:

مثال آخر من المجال ذاته: عبارة Real time
الوقت الحقيقي؟
هكذا يترجمها اللغوي، ولكن هل هذا هو المعنى المعطى لها عند التطبيق العملي؟ الجواب: لا !!! بل إن استعمال هذه المقابل سيربك مستثمر الجهاز.

ولمعلوماتك، فقد طرحت هذه العبارة على الكثير من أساتذة وجهابذة اللغة للوصول إلى معنى عربي مناسب وحصلت على ألفاظ يمكن أن تسميها طرائف بكل معنى الكلمة.

بينما، وبكل بساطة، فالمعنى التطبيقي لها يمكن اختصاره بلفظة عربية واحدة هي: مباشرةَ.
فعبارة: Real time Effects هي مؤثرات مباشرة، بمعنى أنها لا تحتاج لوقت إضافي لتطبيقها، بل يتم تطبيقها مباشرة أثناء العزف.
هذا ما عنيته بقولي أن هذه المشاكل يحلها التقني أكثر من خبراء اللغة.
وبالتأكيد، فهذا يعني أن اللغة العربية تتضمن الكثير الكثير، وعلينا أن نتفهم وظائف اللفظ الأجنبي وليس كما تفضلت أنت بالقول:
( فهم العربية ذاتها بطريقة مختلفة عما فهم القدماء ).

من ناحية أخرى، إن اعتماد الألفاظ الأجنبية كما هي أو بتعديل بسيط لا يعيب أي لغة ولا يصيبها بالتخلف والحاجة إلى تطوير، وهذا شائع في كل لغات العالم. وكمثال فكلمة Potatos بطاطا مشتقة من الاسم الذي يطلقه سكان أميركا الأصليون. وبالمناسبة فإن معنى هذه الكلمة باللغة الفرنسية مضحك وهو Pomme de terre أي تفاح الأرض، فهل هذا يعني أن الفرنسية بحاجة إلى تطوير؟

وعليه، فلا مانع من استعمال المصطلح الأجنبي عند الضرورة كلفظ أعجمي معرّب، وهذا شائع في العربية منذ القدم. وهذا ما عناه طه حسين بقوله: اللغة العربية يسر لا عسر، ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، ولنا أن نضيف إليها ما نراه من ألفاظ لم تكن مستعملة في العصر القديم.

إذن، لدينا عدة طرق لإيجاد ألفاظ جديدة:
1- طريقة د. تمام، وذلك بإضافة حروف زائدة.
2- طريقة البحث عن المعنى التطبيقي العملي للفظة الأجنبية.
3- استعمال كلمتين للدلالة على المعنى.
4- استعمال المصطلح بلفظه الأجنبي، مع إمكانية التصرف.
ما سبق يعني أن لغتنا العربية متطورة أكثر مما نتخيل لأنها تعطينا كل تلك الخيارات لاستنباط لفظ يدل على معنى جديد، وهذا ما فهمت أنه الشرط الأساسي لتطوير اللغة العربية.

عزيزي كوكو (f)
هل لديك معنى آخر أو شرطاً آخر لتطوير اللغة العربية أو أن هذا التطوير محصور فقط في استنباط الألفاظ الجديدة؟

أنتظر الآن تصويب العزيز خالد لما طرحته هنا، فأنا التقني وهو مرجعي اللغوي :kiss2: ، مع حفظ كامل حقوق أستاذنا محمد الدرة وطلب خاص منه للمشاركة في هذه المعمعة المستديمة.
:saint:

ولن أنسى أن أوجه دعوة للعزيز Logos لقراءة هذه المداخلة بتأن فقد يعدل عن ظلمه لللغة العربية ولمحبيها.

:redrose:
11-21-2006, 06:46 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قواعد الإملاء والإستثناءات غير المبررة !! - بواسطة EBLA - 11-21-2006, 06:46 AM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 6 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS