المشكلة أيها السادة أننا حفظنا هذا النقد عن ظهر قلب، يعني بالمشربحي قرأنا الأفكار نفسها 999587015498409 مرة، حتى الأسلوب ذاته ... من هنا ينبع الملل، فمهما كان الموضوع طويلاً سيبقى يشد القارئ لو كان فيه الجديد.

طيب وبعدين؟
خلاص، الأديان مشكلة ... حفظناها
الرؤساء والملوك العرب حرامية وخونة ولا يستحقون كراسيهم ... حفظناها ...

مع احترامي الشديد وتقديري لكل ما يكتبه الرائع arfan ، ولكني أتمنى عليه التفاعل بجدية مع ما يلي:

كان دور الكاتب شاعراً أم أديباً أم صحفياً هو إيصال الحقيقة للناس، ولكن في زمننا هذا - زمن الفضائح - لم تعد الحقيقة تخفى على أحد، فكل العرب يعرفون أن حكامهم إما ( خرطي) وإما خونة ولصوص ... طيب، ما الفائدة من النق والضرب على الوتر ذاته 98719846 مرة في اليوم إذا لم يكن هناك حول ولا قوة؟ أهو مجرد تعذيب؟! أن تقول لي: يا مكرسح الله لا يشفيك؟ فبم أرد عليك؟ في زمننا صارت الكلمة مجانية، كي لا أقول ( حقها فرنك ) !!! الدور الرئيسي هو للفعل يا سادة، وطالما أن رجال الدين ورجال الأنظمة هم الذين ( يفعلون ) والناس تكتب وتقرأ فقط فلن نحصل على الطحين أبداً ... فلم الجعجعة؟

في بلاد العرب، وفي كل بلد على حدة، هناك نظام و Anti نظام :saint: ... النظام يجعجع، والأنتي يجعجع ... وحسب، وكل بوسائله الخاصة. وعندما يتمكن أي طرف من (الأنتي) من نيل ما يمكّنه من الاستغناء عن الجعجعة ويبدأ بالـ (فعل) لن يعدم 98472654265426 قلماً يبهدلوه ويعنفوه ويخونوه لأسباب متعددة أهمها أنهم لن يتمكنوا من الظرف الذي مكنه من الـ (فعل).

هكذا وبكل بساطة، هذه هي البانوراما الحقيقية للأوضاع في الدول العربية مع الاحترام للعزيز الطنطاوي ولرأيه.
ولكن، ألا ترون معي أن النخز المستديم في الجرح يزيده خطورة؟
أما من وسيلة لدى الكاتب العربي الجهبذ الساخر العظيم من إعلان أنه Anti إلا بزيادة مشاكل الآخرين الذين مشكلتهم أنهم لا حول؟ طيب، قل للمريض 5000 مرة أنت مريض وعاين النتيجة ... سيشكرك على العبقرية التي اكتشفت بها أنه مريض، ولكن أليس من الأفضل أن تعطيه الدواء، اسأل نفسك أولاً: هل تملك هذا الدواء؟ ولماذا تحجبه عنه وتكتفي بذكر اكتشافك المهم أنه مريض؟ أم هي عبقرية في التأليف والكتابة وحسبنا مجداً أننا كتبنا وسخرنا؟

ألم يقتنع بعد هذا القلم أن دور القلم ولى؟ وأن هذا الأسلوب ليس هو اليد المضرجة التي تدق باب الحرية؟ وأن السخرية بهذا الشكل لا توصل المطلوب للعربي المواطن، فهي لا توصل إليه إلا شتيمة مستترة بأنه مغفل وقميء وحقير، بينما الحقيقة أنه مجرد مخلوق لا حول له ولا قوة أمام الواقع.
كما أسلفت، هذا المرق لا يسمن ولا يغني عن جوع ولا فائدة ترجى منه حتى ولو بقي يجعجع 98496845 ساعة في اليوم.

آسف.
ولكنها الحقيقة.
مودتي للجميع.
(f)