صديقي مواطن عالمي:

لا أنكر أن فرويد يلتزم المنهج العلمي مع أنه شاطح في أمور علم النفس بشكل كبير إلا أن مساهمته جبارة ولا يستهان بها. والعهد القديم بكل ما فيه من "عك" هو كل ما يتوفر لدى فرويد ولا يملك الخروج عنه كباحث علمي يحكم في ضوء "المصادر". هل هناك مصدر آخر لقصة موسى والخروج وانطلاقة الشعب العبراني؟ لا يوجد لدينا مصدر آخر بخلاف التوراة. ربما فيها كم هذا قدره من "العك" ولكن هي المصدر الأساسي المتوفر أمامنا وعلينا أن نستخلص التاريخ إستخلاص علمي كما تقول. ما أريد أن أناقشه معك هو: كيف لفرويد أن يعرف مواثيق ميلاد موسى والمصدر الأصلي لميلاده كمؤرخ علمي؟ الجواب كما أفهمه هو بصراحة لا يملك هذا الاختيار. اليهود لا ينكرون مصرية موسى لأن الكتاب المقدس نفسه يقول شيء مقارب لذلك عندما يقول إن موسى تعلم وتهذب بكل حكمة المصريين. القاريء لأحكام التطهير وشريعة الغيرة لدى اليهود ومن يقوم بمقارنتها لشريعة الغيرة لدى قدماء المصريين سيجد أن التطابق عجيب. هذا حاضر. لكن بأي حق نجرد موسى من شعبه العبراني؟ وكيف تم إلصاقه بالشعب العبراني جزافاً؟ هذا يا صديقي ما لا يجيب عنه فرويد. هو يقدم دراسة في علم النفس التحليلي لحياة هذا المجتمع وهذا الموسى متسربلاً بعباءة الباحث التاريخي والبحث التاريخي ليس مجاله. هو أقصى ما يتحدث فيه، وأرجو أن لا تزعل مني هنا، أقصى ما يمكن أن يتحدث فيه فرويد هو الطفل يضاجع أمه والبنت تضاجع أبيها والطفل يتغوط ويحتفظ ببقايا البراز كإشارة للإستبقاء ببعض الذكريات anal retentive و كلها إشارات أفسدت علينا مائدة العشاء وسدت نفسنا. هذا بالإضافة إلى الـ الأنا الأعلى والتي أعطاها إسم طريف لا معنى له وهو الـ Id. إلى الآن لا أعرف وجهة النظر العلمية في ربط علم النفس بزنا المحارم incest. كل تفكيره منحرف. هذا ولد يضاجع أمه وهذا له انعكاسات في علم النفس.. أعرف مساهمة فرويد ولكنه بصراحة لم يأت بشيء جديد لم يكن معروفاً من قبل. أرجو أن لا تزعل مني. ونهارك فل.

:redrose:

:h: