ذات مرة مات مرشح ديموقراطي لشغل منصب الكونجرس ، مات قبيل الانتخابات مباشرة ، حدث هذا في عصر كلنتون ، فحضر الرئيس الجنازة ومعه هيلاري وبقية كبارات الحزب الديموقراطي:
استغل بعض الديموقراطيين حفل التأبين لتمرير بعض المقولات السياسية للمتوفي ومنهم كلنتون نفسه.
كان من ضمن ما قالوه : وفاء له سننتخب من يختاره الحزب بديلا عنه لنفس المقعد.

استغل الحزب الجمهوري هذه "السقطة" الاخلاقية من الحزب الديموقراطي فقد كان رأيهم ان الديموقراطيين "استغلوا" روح الفقيد.

ودارت ماكينة البروباجندا تندد بالديموقراطيين الذين يختطفون ارواح موتاهم ويبتزون بها ناخبيهم.

الان اين هذا مما نراه علي الساحة اللبنانية؟

سواء قتلته سوريا او لم تقتله ، ما معني ان يتم هز النعش بطريقة همجية وتمريره علي ميادين بيروت ، مثل الطفل الذي يقول لامه : ليكو الواوا ليكو

يعني اين الاخلاق السياسية؟

هذا عداك عن الخطب العصماء الشجاعة القعقاعة لوليد جنبلاط وامين الجميل وجعجع ، فهم كالضباع ، يبنون امجادهم السياسية علي جثث المتوفين.

الاكثرية اللبنانية لا تستحي من المتاجرة بارواح متوفيها ، هذا ان اعفيناهم اصلاً من دمائهم؟

نحن لانعرف من قتل القتيل ،اذ لا يوجد عندنا ادلة والموضوع كله رائحته نتنة ، ولكننا نعلم تماماً من يتاجرون بدماء القتيل ويبيعونها معبأة باللتر.

طنطاوي