اقتباس:  الحكيم الرائى   كتب/كتبت  
لا احد فى المنطقة يريد لبنانا علمانيا ديمقراطيا تعدديا لانه يشكل خطر على الانظمة الطائفية والاستعمارية فى المنطقة.. لا الملالى يريدون لبنانا علمانيا ديمقراطيا ولا نظام دمشق الطائفى ولا العدو الصهيونى
فهل اجتمع الجميع على ذبح لبنان؟

الدولة العلمانية الديموقراطية التعددية أمر جميل، ولكن ماذا عن عناصرها البشرية؟ الثابت تاريخياً أن اللبنانيين حاولوا القيام بهذه الدولة ولكن المحاولات فشلت عملياً فشلاً ذريعاً. أي دولة علمانية تحكمها الطوائف؟ أي دولة ديموقراطية يقتل بعضهم بعضاً على الهوية لإدارة البلاد؟ كلنا يتمنى قيام دولة خرافية كهذه الدولة ولكن هل تحققت هذه الدولة يوماً ما حتى يمكن القول أن البعض يحارب قيامها؟ طيب مو لتقوم بالأول؟ :saint:

لبنان كان وسيبقى بلداً حراً، جميعنا نؤمن بهذا، لكن ديموقراطيته على قدّه كما يقال. فالديموقراطية لا تعني حكم العائلات والطوائف، والعلمانية تتعارض مع الدستور الطائفي، والتعددية حاصلة ولكن بتأثير سلبي. فأي إسقاط لتعددية فاشلة تتخيلون؟ وأي ديموقراطية غير إسرائيل تتوقعون؟ العاقل يسمع يا سادة وفهمكم كاف ... والنظرية القائلة أنه لو كانت إسرائيل وراء الاغتيالات لنوعت في اختيار الشخصيات كي تضرب الأطراف ببعضها هو مجرد نكتة، فلضرب الأطراف ببعضها يتوجب أولاً أن تكون هذه الأطراف على وفاق فيما بينها :D ... يا حرام، الخيال الخصب جميل ولكنه غير مفيد أحياناً.

إسرائيل مرعوبة من أمر واحد، وهو التقارب بين النظام السوري وبين الولايات المتحدة وهذا ما تشهد له الوقائع، فالخلاف العلني لا ينطلي على أحد والدلائل تشير إلى عكس ذلك. من جهة أخرى، إن انسحاب الوزراء الموالين لحزب الله من الوزارة وطلب حزب الله إجراء انتخابات مبكرة وجه ضربة قاصمة لـ 14 آذار، واغتيال كهذا كان المتوقع منه تحويل الانتباه إلى أن 14 آذار مستهدفة وهذا قد يرفع شعبيتها في الشارع اللبناني في انتخابات قادمة وفي الوقت ذاته يربك سوريا وحزب الله لأنهما دائماً المتهمان الوحيدان في كل جريمة سياسية لبنانية. والقول أن 14 آذار خسرت عنصراً في هذا الاغتيال لا ينفي حصولها على فوائد أكثر منه، وتاريخ الكثير من الـ 14يين حافل بالقتل والاغتيالات فكما أسلفت أقلهم شأناً لم يتورع عن قتل أبناء طائفته في بيت عبادتهم. والتضحية بالوزير واردة دائماً لحماية الملك يمكن أن يقدم عليها أي بيدق!