ألف شكر لك يا إسحق على هذه المقالة الجميلة الممتعة واللي جت في وقتها. هذه الأيام أقرأ المجموعة الكاملة لأعمال إسماعيل أدهم وأحيانا يملكني إعجاب شديد من عبقريته ونبوغه وقدرته الفذة على القراءة النقدية بشكل جبار وملاحظات أكثر من رائعة وأحيانا أخرى يملكني غضب تجاهه حيث كان مريراً وأحياناً ينقد لذات النقد ويتضح له في النهاية أنه كان محتداً للنقد في أمر لم يستحق كل هذا التحامل أن أنه استبق الأحداث وتقدم على نفسه فهرب منه المعنى العلمي.

اقتباس:فى صبيحة يوم 23 يوليو 1940 انتشلت من شاطىء جليم بالإسكندرية جثة لشاب فى التاسعة والعشرين من عمره، عُثر فى جيبه عى وريقة تعلن أن صاحبها إسماعيل أحمد أدهم انتحر تخلصا من الحياة.

هذا الأمر يحزنني كثيراً جداً ولكني لا أدينه على عمله فمن الممكن جدا أن هذه العبقرية البالغة والفذة وعند هذا السن المبكر جداً صاحبها عدم إتزان كيميائي في المخ وهذا يحدث كثيراً جداً ولنأخذ مثلا مرضى الـ bipolar حيث أشعر أني جاهل مع مرتبة الشرف عندما أحدثهم في أمر يتطلب الذكاء ولتكن امتحانات الـ IQ Tests على سبيل المثال. الحمير يربطون انتحاره بالإلحاده ولكن هذا أمر أي واحد فينا معرض له وخاصة عندما يصل الاضطراب الهرموني لمرحلة قد يلعن فيها الإنسان كل شيء بما في ذلك الخالق؛ وإلا ما تقول في الـ nymphomania والذي هو اضطراب هرموني قد يجعل من المرأة مضطربة عقليا وتعاني من عدم الاتزان الكيميائي وتفتح رجليها لكل عابر سبيل ويقهرها الشبق الجنسي رغما عن إراداتها وكل ما هنالك من تفسير لن يتجاوز سوى: "ربنا عايز كدة.. إرادة ربنا بقى".. إرادة ربنا أن يخلقها شرموطة!

اقتباس:أتاتورك، ونشر كتابا عنوانه «الرياضة والطبيعة» وكتابا بالتركية عنوانه «تاريخ الإسلام» فى ثلاثة أجزاء وأشرف على طبع كتاب «محمد» للمستشرق الألمانى سبرنجر مع تعليقات وملاحظات. وتواصل مع المعاهد العلمية فى ألمانيا.. وفى روسيا حصل على درجة الدكتوراة وقام بتدريس الرياضيات البحتة. فى بطرسبرج واختير عضوا فى أكاديمية العلوم الروسية ووكيلا للمعهد الروسى للدراسات الإسلامية. وألف كتابا باللغة الروسية.

تم استدعاؤه إلى المحكمة والتحقيق معه في المقالة التي كتبها أو البحث المعنون "من مصادر التاريخ الإسلامي" والذي كان باكورة لعمل كبير ولكن أصابه الإحباط من جراء عدم التقدير for lack of appreciation. قرأت دراساته العلمية وبهرني أنه مزج بين القدرة على النقد الأدبي ونقد العلوم الإنسانية بوجه عام مع درساته العلمية في مجال الرياضة والفيزياء.. هو فعلا يتمتع بعقلية رياضية جبارة مزجها بعقليته الأدبية كما فعل برتراند رسل في كتابه الشهير مباديء الرياضيات Principia Mathematica. منهجه لن يختلف كثيرا في الكتابة عن منهج المستشرقين ولا سيما ليون كيتاني Leone Caetani وأحيانا، من وجهة نظري، أراه يقحم الفكرة إقحاما كقوله إن إسم محمد كان قثم. من أين له بهذه المعلومة؟! كل ما في الأمر أنه قرأها في كتاب المستشرق الإيطالي العالم كيتاني فاعتمد صحتها.

اقتباس:والدكتور بشر فارس تشكك فى حصوله على درجة الدكتوراة من روسيا، كما تشكك فى بعض مراجعه المنسوبة إلى مجلات وهمية فى فرنسا.

هو من بدأ وتطاول على الدكتور بشر فارس وشتان جداً بين الهجوم والنقد. حتى النقد هدفه هو إبراز جماليات النص أولا لا التعامل مع المؤلف وكأنه فاشل وسارق للمعلومات. كان من الأجدر بـ إسماعيل أدهم أن يقرأ كتابات Matthew Arnold و Ezra Pound في النقد الأدبي ويحذو حذوهم لا أن يهاجم على الطريقة الشرقية وهو لا عذر له وهو تربى في وسط تركي أوروبي راقي ولا مبرر لاستخدامه أسلوب الهجوم والطعن في مصداقية بشر فارس وكأن بشر فارس يسرق أطروحاته من دوركهايم كما تهجم عليه أدهم للأسف الشديد. كان هذا تدني يأسف له من جانب إسماعيل أدهم. بشر فارس عالم بكل معنى الكلمة ويكفيني شهادة مستشرق مثل بروكلمان فيه وأنه دخل الموسوعة الإسلامية من أوسع الأبواب.. لا أعرف عربي مثل بشر فارس تكلم عنه بروكلمان في الجزء الثالث من تاريخ الأداب العربية لـ بهذا الشكل المشرف... ربما هناك أحد غيره ولكن بشر فارس كان عملاق ولم يكن هناك من سبب للطعن في شخصه أثناء نقد عمله. لكن هذه هي آفة المفكرين عامة وكما يقول القديس بولس: العلم ينفخ!

اقتباس:هذا وقد عنى الدكتور أحمد إبراهيم الهواري أستاذ النقد الأدبى بجامعة الزقازيق بنشر المجموعة الكاملة لآثار إسماعيل أحمد أدهم فى كتاب من ثلاثة أجزاء،

أخويا إسحق: ممكن أتعبك تسأل لي عليها ويمكن تلاقيها مثلا في سوق الأزبكية؟ مين عارف؟ أكيد ممكن نلاقيها ولو لقيناها ووصلتني أوعدك أني أعمل لها SCAN وننشرها هنا في نادي الفكر. ممكن تساعدني؟ وربنا يباركك.

:redrose: