سنفترض وجود اللـه لأجل الحجة التالية:

لنفرض أن الدين "س" هو الدين الصحيح، أنزله اللـه للبشر لكي يؤمنوا به، فمن آمن به دخل الجنة، و من رفضه دخل النار الازلية.

بطبيعة الحال، انقسم البشر الى عدة اقسام، جزء بسيط منهم قبل الدين "س"، و البقية تبعوا أديانا اخرى باطلة. و لهذا السبب، سيدخل تابعوا "س" الجنة، بينما يدخل الاخرون النار.

اللـه، تعريفا، هو إله عالم بكل شيء، يعلم ما في القلوب و يعرف الماضي و المستقبل. اذن اللـه كان يعرف أن عددا من الناس لن يقبل "س" و سيلاقون عذابا أليما قبل أن يخلقهم. و مع ذلك خلقهم.

طيب لماذا خلقهم؟

لو افترضنا أن طبيبا قال لي أن عندي مرضا جينيا يؤدي بأبنائي كلهم لأن يعيشوا حياتهم كلها في عذاب مضن لا يطاق، ألا يكون حينها أرحم بهم أن أمتنع عن الانجاب؟

فأن قال قائل أن جميع البشر الجيدين و الاخلاقيين سيدخلون الجنة حتى و ان كانوا ملحدين و كافرين، فلماذا اذن انزل اللـه الدين أساسا حيث أن كل الناس الجيدين سيدخلون الجنة سواء آمنوا به أو لم يؤمنوا؟

لماذا خلق اللـه هتلر، و هو يعلم يقينا أن هتلر لن يفعل شيئا مفيدا بل سيقتل ملايين الناس في المحارق. ألا يعتبر اللـه مسؤولا عن جرائم هتلر، حيث أنه بالرغم من علمه بجرائم هتلر مسبقا، قام بخلقه بكل لامبالاة و عدم اكتراث؟

قد يقول قائل أن اللـه يسمح بالشر لكي يعطي الناس حرية الاختيار، و لكن ما أطرحه هنا لا ينفي حرية الاختيار و انما أقول أن اللـه بامكانه أن يتوقع من منا سيختار الخير فيخلقه، و يمكنه أن يعلم مسبقا من منا سيختار الشر و لا يخلقه رحمة بالخيرين و خوفا عليهم من اذى الاشرار. و هكذا كان من الممكن له أن يحفظ لنا حرية الاختيار، و في نفس الوقت يحمينا من الاشرار.