{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
فاروق حسني تطاول على الحجاب ... تلقى وعدك يا جميل ..
نسمه عطرة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 11,293
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #26
فاروق حسني تطاول على الحجاب ... تلقى وعدك يا جميل ..
بوش وفاروق حسني والحجاب




يوسف القعيد


سمعت من سياسي مصري أغرب تفسير لتداعيات واقعة تصريحات فاروق حسني وزير ثقافة مصر حول الحجاب. قال لي السياسي الذي رجاني ألا أذكر إسمه. أن الرئيس الأمريكي جورج بوش هو السبب. قلت له: كيف؟ وهل أصبحت لبوش علاقة بكل ما يجري في بر مصر؟ قال: أن الذي حدث أن الرئيس بوش بعد أن أجرت أمريكا إعادة تقييم لموقفها من الشرق الأوسط. واكتشف أن الرهان علي الديمقراطية. قد يوصل المتطرفين إلي الحكم في كثير من البلدان العربية. أغلقت أمريكا حنفية الديمقراطية. ووعدت الحكام العرب. أنها لن تعاود الكلام عنها. وعلاوة علي السبب السابق. وهو احتمال وصول المتطرفين للحكم. هناك أيضاً انتكاسات العراق التي كانت أمريكا تأمل أن تصبح نموذجاً للديمقراطية العربية. تقدمه للدول العربية كلها. لكل هذا ولأسباب أخري. عدلت أمريكا من استراتيجيتها. ولم تعد تراهن علي قوي الشارع العربي ورهانها - ربما الوحيد الآن - علي الحكومات العربية الحالية. كانت نصيحة بوش لبعض الحكام العرب. ألا يتركوا الشارع للتطرف.

وأن يحاصروا التطرف في كل مكان. وبالنسبة لمصر عدم ترك الشارع لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة. وستغض أمريكا الطرف عن أي إجراءات يمكن أن تتخذ من أجل تنفيذ هذا. وحتي يكون الكلام عن مصر فقط. فهي التي أدعي أنني أعرف ما يجري فيها. سأحاول تطبيق النصيحة الأمريكية علي ما يحدث في مصر الآن. بعد التضحية الأمريكية بقوي المعارضة. وما كان يسمي بالمجتمع المدني. ورجال أمريكا في المنطقة. والغريب أن النصيحة الأمريكية بعدم ترك الشارع للقوي التي تحاول سرقته من الحكومات الراهنة. أقول أن تنفيذ هذا الكلام كان يتطلب تحسين أحوال الشارع. ومن يقيمون فيه. ومن يمارسون حياتهم علي أرضه. في مسألة الاهتمام بالشارع وأهل الشوارع أصداء من الشيوعية السابقة. لذلك لم يخطر علي بال أمريكا أن تطلبه من الحكومات. ولم يعد أمام أمريكا سوي نصيحة الحكام بأن يكون الاهتمام الأمني هو الجوهر وهو الأساس. حتي هنا من حق القارئ أن يتساءل. وما علاقة كل هذا بحكاية فاروق حسني؟!

لنحتكم للواقع أولاً. كان فاروق حسني يجري مباحثات مع وزير ثقافة سنغافورة. الذي جاء مع رئيس جمهورية سنغافورة واستقبله في المطار الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات فقط. وعندما سألت عن السبب في هذا. وتساءلت لماذا لم يكن في استقبال الرئيس رئيساً؟! أو علي الأقل أن يكون رئيس مجلس الوزراء في استقبال رئيس جمهورية حل ضيفاً علي البلاد؟! قيل لي إن رئيس سنغافورة لم يحضر إلي مصر في طائرة خاصة. مثلما يفعل كل الرؤساء. جاء راكباً علي طائرة عادية وسط الركاب. كان من المستحيل توقف الطائرة في مدرج الرئاسة الخاص. وكان من المستحيل أيضاً ذهاب مسئول كبير إلي مدرج الركاب العاديين. وبسبب الاستحالتين ذهب وزير الاتصالات ليكون في استقبال رئيس الجمهورية الضيف. وتجاهلت الصحف القومية حكاية مجيء رئيس جمهورية سنغافورة في طائرة عادية مع الركاب العاديين. عموماً تلك قصة أخري أوردتها من باب إعجابي الشديد بها. المهم أن الرئيس السنغافوري كان معه علي الطائرة العادية عدد من الوزراء. من بينهم وزير الثقافة الذي التقي مع فاروق حسني لتوقيع اتفاقية تعاون. وبالتالي تم إبلاغ مندوبي أجهزة الإعلام المختلفة لدي وزارة الثقافة.

ليحضروا لقاء الوزيرين. من أجل الكتابة عنه طبعاً. وقف الإعلاميون في انتظار انتهاء جلسة المباحثات. وعند خروج الوزيرين كان لابد من قول بضعة كلمات. للإعلاميين المنتظرين. وقد فوجئ فاروق حسني أن مشيرة موسي مندوبة الأهرام قد تحجبت رغم مواقفها السابقة ضد الحجاب. ومازلت أذكر لها في رمضان الماضي أنها نشرت صورة فيها بحر من المحجبات . وهذه العبارة من باب الأمانة فقط. عنوان مجموعة قصصية لمحمد عبد القدوس. وكتبت مشيرة موسي تعليقاً علي الصورة منزعجة من الظاهرة. سألها الوزير عن حجابها. وتساءل إن كانت قد هزمت أمام التكفيريين وتراجعت إلي الوراء.

لم يكن لدي مشيرة شعر يتطاير في الهواء كالورود حسب وصف فاروق حسني للنساء غير المحجبات. بل كان شعرها منذ أن رأيتها لأول مرة قصيراً. لدرجة أنه أصبح جزءاً من صورتها الذهنية عندنا.

عاد الوزير بعد وداع ضيفه ليضيف آراءه حول الحجاب. كانت تقف بجوارها الصحفية فتحية الدخاخني مندوبة جريدة المصري اليوم في الوزارة. وهي محجبة سابقة. محجبة منذ أن رأيناها. في الليل اتصلت فتحية بالوزير في بيته بهدف سؤاله عن اجتماعات اتحاد الأدباء العرب إن كان لديه ما يريد قوله. حول إعلان محمد سلماوي أن مصر ليست حريصة علي عودة اتحاد الأدباء العرب لمصر. وأنه ليس مصمماً علي أن يكون الأمين العام. والأمر متروك للأدباء العرب ليقرروا ما يشاءون. لم يكن كلام سلماوي يعجب الوزير الذي رأي أن مصر لأنها كبيرة لابد وأن تحرص علي عودة الاتحاد إليها. وأن تكون رئاسة الاتحاد عندها. وبعد تصريح الوزير الذي نشر في اليوم التالي. مؤكداً أن هناك مسافة في المواقف بين الوزير وسلماوي. وأن الوزير يعلن رأيه علناً في مسألة تخص نقابة تعد جزءاً من اتحاد مهني للكتاب العرب. قبل أن يبدأ اجتماعه. خصوصاً أن هناك أطرافاً عربية غير مصرية. وإن كانت مصر تمثل صوتاً واحداً. فهناك عدد غير قليل من الأشقاء العرب. أعضاء في الاتحاد لم يقولوا كلمتهم بعد في مسألة عودة الاتحاد لمصر. ورئاسة مصر للاتحاد من عدمه. المهم أن فتحية بعد التصريح عاتبت الوزير علي ما قاله لزميلتها مشيرة موسي ظهراً. خاصة أنه لم يراع أنها - أي فتحية - محجبة أيضاً. فقال لها أن هذا رأيه القديم والمعروف في حكاية الحجاب. وأعاد تأكيد كلامه الذي سبق أن قاله لمشيرة ظهراً في الوزارة.

فسألته فتحية من باب المزايدة. هل يمكن أن يكون هذا الكلام للنشر؟ من المؤكد أن فتحية لحظة طرح السؤال. لم تكن تتصور أن نشر إجابات الوزير يمكن أن يثير ردود الأفعال التي وقعت. فأخذت العنترية الوزير لدرجة أنه قال لها أنه شجاع ولا مانع لديه من نشر هذا الكلام. وهكذا نشرت فتحية في الصفحة الأولي من المصري اليوم تصريحات الوزير. لتبدأ معركة من أكبر المعارك. التي تصاعدت. لدرجة أن فتحية الدخاخني في يوم نشر التصريحات راحت تبحث عن مثقفين يساندون الوزير في موقفه. بعد اتضاح حجم الحملة الشرسة علي الوزير. فلم تجد سوي ثلاثة. كاتب هذه السطور وأسامة أنور عكاشة وفتحية العسال. أما الأسماء التي طلبت من فتحية إعفاءها من الكلام فكثيرة. ومثيرة للذهول. ومصدر العجب أن أصحاب هذه الأسماء تؤمن بما قاله الوزير. بل وتسبق الوزير نفسه. ولكن ضخامة ردود الأفعال. ونقل المسألة من كلام اجتماعي عن الأزياء والملابس. لتتدحرج إلي قضية دينية. ثم أعيد نقلها لقضية سياسية. جعل الجميع يعيدون حساباتهم. ويحجمون عن الوقوف مع ما قاله الوزير. عن نفسي قلت من اللحظة الأولي أنني أقف مع الوزير بصورة مطلقة. كما جاء في جريدة المصري اليوم. لكن كان الأمر يتطلب إيضاحات. لا بد منها. ولكنها محنة صحافة التليفونات. تسأل في التليفون وتجيب في التليفون أيضاً. فتتوه كثير من الكلمات ولا تكون هناك في نقل ما قلته.

فأنا لديّ كثير من الاعتراضات علي ممارسات الوزير الفنان. بل أنني أحسب في خندق معارضيه. لا أقول أعارضه علي طول الخط لأن المعارضة المطلقة خطأ بشري وسياسي. قالت لي فتحية أن هذا أمر معروف. أيضاً فقد أخذت علي حديث الوزير مشكلة التعميم. قلت لها كان لابد وأن يبدأ بأن التحجب مسألة فردية وشخصية. ولا يمكن الاعتراض عليها. لأن كل إنسان حر وله الحق الكامل في أن يرتدي ما يشاء. ومصادرة هذا الحق فيها عدوان علي حق الإنسان في الاختيار. وأعتقد أن الملبس والمأكل والمسكن من حقوق الإنسان لابد من احترامها. ثم أن حكاية الإنسان مع الملابس. كما يقول توماس كارلايل. في كتابه فلسفة الملابس. والذي ترجمه طه السباعي. عم يوسف السباعي. ونشر في مصر التي كانت محروسة سنة 1927: إن أول ما بعث الإنسان علي ارتداء الملابس لم يكن طلب الدفء أو داعي الحياء وإنما حب الزينة. ولا داعي للاستطراد طويلاً في هذا الكلام.

أيضاً فإن كلام الوزير عن أن الحجاب أتي إلينا من بلاد العرب خطأ. فرسومات وتماثيل النساء المصريات منذ زمن الفراعنة وحتي الآن تؤكد أن هناك أغطية لرؤوس النساء. صحيح أنها لم تشكل هذا الحجاب وأنا عن نفسي لم أر امرأة سافرة الشعر سوي بعد حضوري للقاهرة. وفي قريتي كانت المرأة تغطي شعرها بطرحة أو منديل بأوية . وكان يسمح للفتاة بالخروج حتي فترة المراهقة. التي يقولون عنها أن خراط البنات خرطها. أي تظهر عليها علامات الأنوثة. فتمنع من الخروج. يقال أنها تحجبت في البيت. والحجاب هنا يقال بمعني منعها من الخروج. أي أنه أصبح هناك حجاب بينها وبين الرجال. وذلك هو أصل المعني اللغوي لكلمة الحجاب. وتلبس الملابس الملونة حتي تتزوج. فلا يراها الناس في الشارع سوي بالجلباب الأسود. ولم أكن أعرف العلاقة بين السواد والفرح. وما كان يجب علي الوزير أن يصف الشيوخ الذين اختلفوا معه. أن الشيخ منهم بتلات ملاليم إن المشكلة تضخمت لأنه عند عقد الجلسة العامة لمجلسي الشعب والشوري للاستماع لخطاب الرئيس مبارك. طلب من فاروق حسني عدم الحضور بسبب حساسية موقفه. كان هناك تخوف من مواقف نواب الإخوان. وعددهم 80 عضواً. وكان هناك أيضاً تخوف من مواقف بعض القيادات.

مع أن وجود الرئيس مبارك كان كفيلاً بوقف أي تجاوزات. وسواء طلبت جهة سيادية من الوزير عدم الذهاب أم أنه هو نفسه قرر عدم الذهاب. فالغياب كان السبب في حجم التجاوزات في حق الوزير. لدرجة أنهم قالوا مفردات من الصعب كتابتها هنا. لأن القانون يعاقب عليها. قال لي حسن إبراهيم القيادي الإخواني المعروف. وقد قابلته أمام باب مصعد قناة الجزيرة في القاهرة كنت واصلاً. وكان هو منصرفاً. وكلانا ذهب من أجل الكلام في برنامج خاص أعده وقدمه حسين عبد الغني مدير مكتب الجزيرة في مصر. حول مشكلة الوزير والحجاب. قال لي نحن - يقصد جماعة الإخوان المسلمين - نقدم آلاف الأسئلة وطلبات الإحاطة والاستجوابات. وتهمل تماماً. ويتم التعامل معها كأنها لم تكن. فلم كل هذا؟ ولماذا تم التركيز علي موضوع فاروق حسني؟ ولماذا تم تسويقه للصحافة بهذه الصورة؟

المسئول عن ذلك هم فرسان الحزب الوطني. واسألهم أنت. لم أكن في حاجة لسؤال الحزب الوطني لأنني في المساء ذهبت إلي الاحتفال الذي أقامه السفير الجميل عبد العزيز الهنائي بالعيد الوطني لسلطنة عمان. رأيت حمدين صباحي. سألته عما جري في البرلمان. قال لي إنه طلب الكلمة ليفضح التحالف المشين بين جماعة الإخوان والحزب الوطني الديمقراطي. ولكن فتحي سرور رفض إعطائي الكلمة. فذهبت إلي الدكتور زكريا عزمي أشكو عدم إعطائي الكلمة فطمأنني لأمرين. الأول أن الحكاية ستسوي في النهاية. بما يضمن كرامة الدولة. وأنهم اضطروا في الحزب الوطني إلي المزايدة علي جماعة الإخوان حتي يسحبوا الشارع منهم. وكان هذا تكتيكاً موفقاً من الحزب. هكذا قال الدكتور زكريا لحمدين الذي أبلغني بدوره. وإن كنت أري أنه حتي إن كان الحزب الوطني قد انتصر علي الإخوان في هذه المعركة. فإنه إنتصار المهزوم.

11-28-2006, 06:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
فاروق حسني تطاول على الحجاب ... تلقى وعدك يا جميل .. - بواسطة نسمه عطرة - 11-28-2006, 06:14 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  إسماعيل حسني يتحدث عن نوع الدولة التي يريدها المصريون fares 1 1,151 11-18-2011, 11:13 AM
آخر رد: طنطاوي
  القناة الخامسة تحقق فى واقعة إجبار "الشحات" لمذيعة على ارتداء الحجاب fahmy_nagib 0 899 11-13-2011, 07:24 PM
آخر رد: fahmy_nagib
  حقد على الحجاب أم تاريخ منسي للمرأة الغربية؟ الحوت الأبيض 34 9,530 10-25-2011, 04:20 PM
آخر رد: على نور الله
  منزل "متحف" جميل الأسد في عاليه يتعرض لسرقة بملايين الدولارات الحرية قريبة 6 2,808 12-04-2010, 11:20 PM
آخر رد: ماجن
  الملكة رانيا ,,,تفتح النار من جديد على الحجاب ...وأنا أيضا .. نسمه عطرة 205 51,697 09-06-2010, 06:14 AM
آخر رد: استشهادي المستقبل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS