الزميل العزيز إبلا

لمعرفة ضرورة الشئ يتعين عليك دراسة الوضع في حالة غيابه وطبعا ده شئ سهل بالنسبة للماديات يعني علشان تعرف قيمة الأكسجين حط كائن حي في مكان ليس به أكسجين وهكذا

طبعا بالنسبة للأشياء غير المادية فالعملية أصعب كثيرا ومحتاجة لنوع من التخيل

أنا شخصيا من أنصار أن الدين كان مرحلة من مراحل تطور العقل البشري وتبعها الفلسفة ثم العلم

قد يكون الدين ضروريا في مرحلة من مراحل تطور الإنسان لتفسير أشياء كثيرة غامضة حوله وللتغلب علي مشكلة الموت ولكن نظرة سريعة للأديان اليوم تخليك تعرف إنها عاملة زي الزائدة الدودية ملهاش لزمة وفي نفس الوقت ممكن تعمل مشاكل كبيرة

مستحيل بعد كل هذا التقدم الذي وصلنا إليه أن نستمع إلي أناس عاشت منذ ألاف السنين في ظروف معيشية بدائية حتي نتعلم منهم الأخلاق

قد نستفيد من تجاربهم ونتفهم دوافعهم ونعتبر نفسنا إمتداد ليهم في رحلة تطور البشرية لكن أن يكونوا هم الموجهين لتصرفاتنا من قبورهم فهذا جنون

الأديان الأن فقدت الفوقية الأخلاقية وده واضح هنا في ساحة عقائد وأديان فبعد كل موضوع موجه لنقد الدين يخرج علينا الذين أمنوا بردود تبريرية هم أول من يعلم أنها غير صحيحة وكمثال عندك حد الردة في الإسلام وجرائم العهد القديم مما يدل علي أن الإنسان بذاته وعقله أستطاع بناء نظام أخلاقي أفضل مما أتت به الأديان وأصبح الإنسان المعاصر هو من يضع الدين في قفص الإتهام وليس العكس