العزيز ميراج
سلام و محبة

إسمع يا عزيزي ..
لا أعرف لما عقدتها بتلك الطريقة .. ؟
لسنا ملزمين بالوصول لجوهر الدين ...
لكل واحد طريقته في التفكير التي تعتمد على طريقته في التفكير و مدى ذكاؤه و قيمه و طريقة تربيته و بيئته و تجاربنا الشخصية و إنطباعاتنا النفسية و ما إلي ذلك ...
طريقة تفكيرنا تختلف و حتما ستختلف ...
و ليس مطلوبا منا سوى أن نحاول فهم الشئ على حقيقته و أن نتقبلها ..
ان نحاول و لييس ان نصل فعلا ..
نحن لن نعرف أبدا حقيقة أي شئ بشكل كامل ..
ليس مطلوبا منا غلا ما هو في إستطاعتنا ..
فلنحول ان نكون متجردين و موضوعيين بقدر ما نستطيع ...
و فقط ..
ليس مطلوبا ان نفعل ما هو أكثر ..
و أنا اعتبر نفسسي محايدا إلي درجة كبيرة ..
و احاول التجرد اكثر ..
فمثلا بالنسبة لموضوع عنف المسيحية مثلا ...
يتضح شكل المسيحية بالنسبة لتلك النقطة في موقف القبض على السيد المسيح ..
حين قطع بطرس أذن ملخس ثم الصقها له المسيح بعد نهر بطرس عن العنف ..
"رد سيفك إلي غمده فإن الذين يقتلون بالسيف فبالسيف يقتلون "
يتضح من سيرة السيد المسيح حسب رواية الأناجيل من انه كان ودودا و طيبا ...
ثم أن المسيحية لم تنتشر بالسيف على أيدي رسل المسيح بل إنهم حتى الإعتداء واجهوه بلا عنف ..
جميل ...
و لكن المسيحيين الاوربيين كانوا يحاربون بإسم الدين, فما معنى ذلك ؟
هناك رد معقول و هو انهم لا يعتمدون في ذلك على نصوص كتابية أو دعاوي من السيد المسيح أو حتى إقتداءا بالرسل فهم إذا يتصرفون بلا اي سند من المسيحية فأقول لك أن هذا منطقي.
و لكن نأتي لنقطة مهمة و هي النقطة التي ألمحت إليها و التي علق عليها arfan
- المسيحيين يعترفون بالعهد القديم كأساس عقيدي و تاريخي لعقيدتهم.
- الله في العهد القديم كان شديد القسوة, و كان يأمر كثيرا بالقتل و سفك الدماء ..
حتى انه أمر بذبح أطفال رضع و نساء و شيوخ ..
(( فالان اذهب و اضرب عماليق و حرموا كل ما له و لا تعف عنهم بل اقتل رجلا و امراة طفلا و رضيعا بقرا و غنما جملا و حمارا (صموئيل الأول 15 : 3)
(( الشيخ و الشاب و العذراء و الطفل و النساء اقتلوا للهلاك و لا تقربوا من انسان عليه السمة و ابتدئوا من مقدسي فابتداوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت (حزقيال 9 : 6)
و أوامر القتل في العهد القديم كثيرة ...
هل قرأت حد الردة في تثنية 13 و قبل ان ياتي الإسلام بدهر ..
أنا شخصيا أعتبر أن إله العهد القديم يختلف تماما عن إله العهد الجديد ...
السيناريو المسيحي يشمل الإثنين و لكن الطباع و الشخصية تختلفان ..
هذا لا ينكره منصف ..
المشكلة ان المسيحيين يعترفون بالتوراة اليهودية و بإلاهها ...
صدقني و بكل حيادية أقول لك أن إنسانيتي لا تقبل إلها بتلك القسوة ..
تخيلت نفسي في مكان إبراهيم حين امره الله بذبح إبنه و كيف انني كنت سأعطيه درسا في الأخلاق ..
" أقتل إبني ؟!!
أي إله انت ؟!! .. بدلا من أن تدعوني لمحبته تأمرني بذبحه ؟!!
لو كنت حتى اكرهه حتى الممات لن اقتله ..
لو كان عدوا لي لن اقتله ..
القتل هو شئ فظيع جدا حتى لو دعيت انت إليه ..
و أنا برئ منك و من دعاويك أيها الإله الحقود . "
لا يمكنك ان تنكر القسوة و الوحشية التي تمتع بها إله العهد القديم ...
و لا يمكنك أن تنكر السلبية التي تعاني منها تعاليم العهد الجديد ..
و لن أتكلم في من ضربك على خدك الأيمن لأنني أجدها تدعو للتسامح و القوة ..
و رد فعل السيد المسيح في موقف شبيه هو رد فعل جيد ..
و لكنني اتكلم عن "من سخرك ميلا فإمش معه ميلين" و الصلاة من اجل الملوك و الرؤساء ..
اعتبرها دعوة للسلبية السياسية ...
ما علينا ...
لو كنت منصفا و حياديا ستجد ما تلوم عليه الكتاب المقدس بعهديه ..
و ستجد ما تلوم عليه الله في العهدين و ما تلوم عليه المسيح و الرسل ..
و لكن المسيحية تشترط ان تتقبلها لا أن تختارها ..
أو هذا ما أظنه ..
على العموم أنا لا أشعر بأنني مستاء لانني لن اصل لحقيقة المسيحية بكل تجرد ..
لأنني لست مطالبا بأن أفكر بأكثر ما بوسعي ..
فكرت بما إستطعت و بما سمح به عقلي و لا اريد ما هو اكثر ..
و لو كانت المسيحية حقيقية سأقول هذا لله و ليفعل ما يريد بعد ذلك ...
اعرف انه لن يستمع و سيلقيني في النار لو كان إله المسيحية حقيقيا لأن إله المسيحية إله ظالم ..
و لكن لو لم يكن موجودا ... و هذا هو الغالب.
سأكون قد قضيت بقيت حياتي أكلم الحائط ...
و اخضع لتعاليم عبثية بلا قيمة و أصدق أشياء عجيبة و أساطير غريبة.
كن منصفا يا عزيزي ..
كن حياديا و اخبرني ..
تخيل نفسك "يشوع" ..
انت الآن تمسك طفلا بيدك اليسرى ...
و في يدك اليمنى خنجرا ..
لا تقوى على فعلها و لكنك لا تستطيع ان ترفض امرا أمرك به الله و ألا فإن مصيرك جهنم ..
خنجرك يهوى على عنق الطفل لتذبحه ..
الدماء تغرق يدك ..
الطفل يتوقف عن البكاء .. للأبد.
أمه تراك و انت تذبحه فتركع على ركبتيها ..
تسقط الطفل من يدك ..
تسرع إلي الام لتذبحها كالنعاج ...
و لم تقاوم هي ..
الكلاب تسرع لتلحس دماء الطفل و امه ..
يشوع يبحث عن أي حي ليقتله ليتقي غضب الله ..
المدينة اصبحت قبر كبير ..
يشوع رجل تقي اطاع الله و لكنه فقد إنسانيته ..
يشوع لا يستطيع النوم ليلا ...
يتذكر مشهد الطفل و هو يصرخ ..
الام و هي تتوسل إليه ألا يقتل إبنها ..
هو يشيح بوجهه عنها ليذبحه ثم يلتفت إليها ..
يشوع يتساءل "أما كان يمكن أن يبيد الله تلك المدينة بدلا من ان يأمرني بذبح أطفال و نساء"
بعد ذلك بقرون يأتي المسيحيين ليتحدثوا عن وحشية هيرودس لقتله كل اطفال مدينة بيت لحم ..
بعد ذلك بقرون ياتي ميراج ليقول في نادي الفكر أنه يستطيع تفهم مبررات الله في ذلك ..
يأتي ميراج ليقول انه يرى ان arfan يتحامل على المسيحية ...
نحن لم نتكلم على المذابح التي تمت بإسم المسيحية في الحروب الصليبية و غيرها.
لأن المسيحية تنصلت من هكذا ممارسات.
و لكن المسيحية لم تتنصل من ممارسات العهد القديم الوحشية و لا إله العهد القديم الدموي.
و لهذا نلومها و يجب ان نلومها .
فهل بذلك لا نكون قد تجردنا بقدر إستطاعتنا ؟
فهل بذلك لا نكون موضوعيين ؟

و تحياتي لك.