أستاذ بهجت :

بقلك مدة مختفى , وحشنا قلمك المقطر شهداً .


* أضيف نقطة بسيطة , أنا حاليا أعد مشروع تخرج دراسة عن ( دوافع الجريمة عن المجتمع المصرى ) , وبين قراءات لازالت بسيطة أكتشفت أمر فات على العامة مثلى . هو أن العقوبة ليس مطلوبة بذاتها ! فهى حائط صد لانحراف . ليس حائط قاتل له !

كثيراً من المجرمين بتكون لديهم دوافع أنسانية - الواحد يحمد ربنا أنه ليس قاضى , حتى لا يقع فى عذاب الضمير ... فتخيل أمامك شخص سرق من أجل أن يحصل أولاده على حياة أفضل ! . بينما يسرق أخر من أجل أن يشترى بيتاً ذهبياً .

فى كلا الحالتين , من الصعب أن تصدر عليهم أحكام .. فهى دوافع أنسانية برئية . فالبحث عن حياة أفضل , مطلب جميع الناس ( الناس تعبانة من الداخل والخارج , ومن فوق وتحت . ومن اليمين والشمال ... التعب أصبح من الخصائص الأنسانية لأنسان ) .

نفترض أن شخص من هؤلاء - قد يكون أنا أو أنت , غره عقله وقدرته على التفكير المنطقى وحسبها ووجد أنه ممكن أن يفر من قبضة المجتمع الغاشمة .. التى لا تقيم الحد الا على الفقير . لكن لسؤء حظه أتمسك , وقررت عقوبته أنه يقطع يده ؟



كيف يستطيع هذا الرجل أن يعيش وسط مجتمعه , وكل من سينظر اليه ويده مقطوعة هيقول فى نفسه ( يد مقطوعة = حرامى ) . وكيف سيستقبلها هذا الرجل الذى يبحث عن التوبة ؟ سيحس بها بلا شك ..



أحد أهم الاشياء اللى بتركز عليها دراسة ( الجريمة والعقاب ) هو كيف يمكن لهذا الشخص بعد أن أخذ جزاءه أن يعود كفرد صالح فى المجتمع ؟

نحن لا نتعلم من تجنب الخطا , بل بالوقوع فيه والتعلم منه .


هذه الأحكام البدوية - تشوه الأسلام كرسالة , فهى توصم الناس وتسبح فى تيار ضد التاريخ والعلم ( مهما قسيت العقوبة وازدادت دموية ... الجريمة لن تختفى من المجتمع , بل سيتغير زيها فقط ويتغير أشكالها ) . فلن تجنى الا أنها هتمنع أمكانية دمج المجرمين ليعودا فى الحياة بشكل طبيعى .

ولا تفكر فى أسراهم , لأنها ستدمر بالتبعية (f)


لا تغيب علينا كثير يا أستاذنا :)