طيف شكرا على تلك المقالة (f)

لكن بداية علينا الاعتراف أن التعميم في الأحكام (خطأ) كبير ،لأن الشيعة كأي طائفة غيرهم فيهم المتعصب للطائفة وفيه المعتدل وفيه العلماني ، وإن كان الغالبية في البحر الشيعي (حالا) متعصبين لمذهبهم كحال السنة.

فعلى سبيل المثال تبين لنا الحرب العراقية الإيرانية متانة الانتماء الوطني لشيعة العراق ومثال (صادق الصدر) الذي دعا الناس إلى الإخلاص لوطنهم

ومحاولة الإمام (موسى الصدر) إلى بلورة هوية خاصة للتشيع بلبنان رغم تأثره بعرفانية التجربة الإيرانية وانحيازه لقضايا العروبة واعترافه بخصوصية لبنان وقوميته العروبية

وإذا رفض بعض الشيعة فكرة القومية فإنهم كحال بعض السنة الذين اعتبروها معاديه للإسلام ، وأن الولاء للدولة الوطنية يجب أن تكون له مقدمات تتأسس على واقع معيشي وبناء معايير العدالة وتحافظ على التكامل الوطني.

لكن الحقيقة المرة إن (إيران) ذلك القرن الشيطاني تفعل ما يفعله الوهابيين من نشر ثقافة الكراهية وتزكيه النعرة الطائفية للشيعة العرب وزحفها على العالم العربي مستخدمة الدين و(الأمامية) كسلاح في مواجهة العرب ، وإنشاء دولة "الهلال" وإعادة تكوين حلم "إقليمية العراق"

فالسياسة الطائفية الإيرانية ستجرها وتجر رفاقها بالمنطقة لمشكلة كبيرة وخاصة إنها ترتكز على منطق (غيبة الإمام) والمرجعية العابرة للحدود والقارات وربطها بمصالح إيران واعتبار إيران هي الدولة (الوحيدة) التي تسير على تعاليم (المهدي المنتظر)

ورفع راية ولاية الفقية التي بلورها الخميني بشكلها المعاصر ،واعتبار أن الفيقة هو من ينوب عن الإمام (الغائب)

كل ذلك جعل التغلغل الإيراني يؤثر على غالبية (الشيعة العرب) في بلد كالعراق أصبح مستباح من قبل الملالي

وشيعة لبنان الذين أصبحت كعبتهم في "قم" تماما كالسنة الذين أصبحت قبلتهم تجاه قصور "نجد" واعتبار "حسن نصر الله" وكيلا لمرشد إيران الاعلي (مع تقبيله الدائم ليد خامنئي) واعتباره ولي النعم ومانح الغفران.

واعتبار حركة أمل جزء إنها جزء من منظومة الثورة الإيرانية ،

و ولاء شيعة السعودية لـ آل "قم" ومحاولة شيعة البحرين إسقاط الحكم الوطني وإلحاق البحرين كمحافظة بحرية ملتحقة بالهضبة الفارسية ، واعتبار شيعة الكويت رغبتهم في أن تكون الكويت (محمية إيرانية) ورفضهم سلطة الدولة على أمورهم المعيشية

في النهاية على الشيعة العرب أن يخضعوا ما يتعلق بالدين للحوار وجعل أوطانهم هي "المقدس الأعلى" لتزيد من مصلحة العرب ، ومقاومة أبناء الفرقة سواء (هضبة نجد أو الهضبة الفارسية)

وصدق الإمام (علي) حين قال (لا نصر مع جور) وبالتالي (لا تشيع مع إيران) ، وعلي رأي الإمام جعفر الصادق ( من لا عقل له ...لا دين له)